نصف الدنيا
أمل فوزى
حتى نعدل الميزان
سياسة الكيل بمكيالين والتى تنتهجها وسائل الإعلام الغربية تزداد يوما بعد يوم، فمن يتابع القنوات الإخبارية خلال الأسابيع الماضية سيلاحظ هذا على الفور، فعندما قتلت شيماء الصباغ رحمها الله احتل الخبر مساحات ضخمة من النشرات وذلك لمجرد أن الشك كان يلقى بظلاله على الشرطة، وعندما قرر السيسى الإفراج عن المواطن الاسترالى والذى كان يعمل بقناة الجزيرة تصدر الخبر نشرات الأخبار فى اليـورو نيوز والـCNNولم يركز الخبر على الإفراج ولكن كان يتحدث عن المصريين باهر ومحمد زملى الأسترالى اللذين لم يفرج عنهما بعد، حيث شنت تلك القنوات هجوما على مصر بسبب ذلك.

أما تفاصيل العفو عن هذا الاسترالى فلم تشغل ولو لحظات من تلك التغطيات، ولكن عندما قتل العشرات من المجندين والضباط فى الحادثة المروعة التى وقعت بسيناء جاء الخبر كثالث أو رابع خبر بالنشرة، واستغرق أقل من عشر ثوان، ولم يتم عمل أي متابعات له، وكأنه حادثة سيارة وليس عملا إرهابيا، وفى الوقت الذى تشن العديد من القنوات الهجوم على الإسلاميين فى بلادهم نجدهم يدافعون عن جماعة الإخوان المسلمين.

المشكلة الحقيقية أن هناك رغبة فى الإعلام الغربى لرسم صورة لمصر تشبه الدول العربية الأخرى التى تتقاتل فيها الجماعات المختلفة ولا يريد أن يعطى انطباعا عن الوضع الحقيقى من أن هؤلاء فئة قليلة ضالة مكروهة من الشعب حتى يضمن عدم وجود أى تعاطف من المواطنين الغربيين. وبالتالى أى إجراء قد يتخذ يوما ضدنا يكون أمرا طبيعيا، الحقيقة أننا نحتاج أدوات جديدة للتعامل مع الغرب. فالهيئة العامة للاستعلامات والتى كان من المفترض أن تتولى هذا الأمر أثبتت فشلها الذريع، سواء فى احتواء المراسلين الأجانب وتوضيح الصورة الحقيقية للأوضاع فى مصر، وكذلك مكاتبها الخارجية لا تلعب أى دور فى هذا المجال، المطلوب إنشاء مؤسسة جديدة تكون مزيجا بين القطاعين العام والخاص تكون مهمتها كيفية التأثير على العقل الغربى من خلال توضيح الصورة الحقيقية لما يحدث فى مصر.

إن إسرائيل برغم تأثيرها الكبير فى أمريكا تحرص على عمل مؤسسة جديدة كل عدة أعوام، دورها الأساسى كيفية التأثير على العقول وذلك لتحقيق مصالحها، آن الأوان لأن نقوم بذلك حتى نعدل ميزان الإعلام الغربى وإلا فإن الكيل سيطف ظلما وجورا.

نور الكلمات

«عندما تفكر فى الغايات عليك أن تفكر بالوسائل»

جواهر لآل نهرو
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف