الأخبار
صابر شوكت
الحرب علي الفساد ومواجهة الإهانة
أكاد أجزم ان المانشيت الذي عرضته المصري اليوم صباح الخميس الماضي عن إعلان السيسي من شرم الشيخ قوله.. «لن أقبل إهانة رجل أعمال» في تلميح لما حدث مع صلاح دياب مؤسس المصري اليوم هذا المانشيت فيه كثير من المبالغة.. فجميع الصحف أعلنت المقولة بأن السيسي قال لجميع رجال الأعمال «محدش يقدر يمسكم ومصر بلد قانون». والحق ان رئيس مصر وبشخصيته بطل شعبي مثل السيسي لايفرق في ميزان العدالة بين أبناء شعبه.. فإذا رفض الإهانة.. فلا يخص بها شخصا ما من رعية الشعب أيا كان حجمه.. وإنما يعلن.. أرفض ولا أقبل اهانة أي مواطن مصري في بلادي.. وقد أعلن ذلك مرارا علي سبيل المثال عندما رفض اهانة الباعة الجائلين.. أو السيده البسيطة التي ذهب إليها بنفسه للمستشفي.. هذا هو حال الرجل المسئول عن وطنه. ولكن المصري اليوم أرادت الخصوصية فيما أصابهم من آلام نفسية في رجلهم الأول .

والحقيقة اننا كصحفيين وأنا أولهم من أشد المتحمسين لرفيق العمل الصحفي لجريدة المصري وتجربتها الرائدة ونشيد دائما بمهنية الأعمال التي تنشرها منذ نشأتها.. ونضيف اننا كصحفيين بل ملايين المصريين لايقبلون الاهانة التي تعمدت القوة الأمنية معاملة صلاح دياب بها كمواطن مصري قبل كونه رجل أعمال.. ونطالب بتحقيقات شفافه مع القوة الأمنية التي تعمدت تصوير الرجل المسن بشكل مهين وتسريبه للإعلام .

ولكن .. الإعلام والصحافة شيء.. والجرائم التي نرتكبها شيء آخر.. ولا يصح مطلقا أن نرتكب أعمالا يعاقب عليها القانون ونحن نمتلك صحفا وفضائيات وعند القبض علينا نتحصن وراء حرية الإعلام وأن الدولة المصرية تريد معاقبتي لأنني أمتلك صحيفة أو فضائية تنقد نظامها وحكومتها هذا المنطق المتفشي في مصر الآن يعني كارثة نعيشها واستمرارها يعني ابتزاز الدولة من أصغر مسئول وحتي رأسها! وحسنا فعلت جريدة الأخبار عندما أعلنت انفرادها في مانشيت الأربعاء السابق.. ان الدولة ممثلة في وزارة الزراعة أعلنت «الحجز الإداري علي ١٤٠ شركة حولت أراضي الصحراوي إلي منتجعات والمنع من السفر في انتظار المخالفين».

ومضمون المانشيت رسالة صريحة بأن الدولة قررت بدء الحرب علي الفساد.. وأن ١٤٠ شركة من بين ٦٥٠ شركة استولوا علي ٣ ملايين فدان بسعر ألف جنيه علي انه سيتم زراعته .. فحولوه لمنتجعات بمليارات الجنيهات.. والحقيقة التي يحب ان يعلمها الملايين.. ان هؤلاء المتهمين يعملون تحت عباءة عشرات من رموز فساد رجال الأعمال الذين نهبوا خيرات مصر.. وللأسف كل منهم الآن يمتلك فضائية وصحفا يتحصنون وراءها.. ومعروفون بالاسم لدي ملايين الشباب العاطلين والبسطاء الذين يبحثون عن مقابر يدفنون فيه.. بينما هؤلاء نهبوا أراضيهم «بتعريفة المتر» وتاجروا به ليصير بالملايين في منتجعات تستنزف حاليا جميع آبار المياه الجوفية علي جميع الطرق الصحراوية بالإسكندرية والاسماعيلية والسويس. فهل عندما تبدأ الدولة تحصيل حقوقها التي تطالب بها منذ ثورة يناير وهي ٣٠٠ مليار جنيه غرامات هذه المنتجعات. تكون أخطأت.. ما تم تحصيله حتي الآن ٣٦ مليون جنيه.. ونحن كدولة في أشد احتياج لـ ٣٠٠ مليار جنيه لنبني احلام مصر مصانع ومساكن ووظائف لشبابها الذي يرقب الأحداث عن كثب.. وينتظرون من رئيس الدولة والحكومة والنظام ـ استعادة هذه الأموال من هؤلاء المتهمين وغيرهم ممن سرقوا خيرات الوطن.. ويطالبون بمعاقبة كل من تستر علي جرائمهم منذ ثورة يناير حتي الآن.. الاف الشباب أكدوا انهم سينحتون تماثيل للرئيس السيسي ويقفون بها في ميدان التحرير إذا حقق لهم هذا الحلم وانتصر لهم ممن سرق أحلامهم وآمالهم.. وأجزم لهم.. من دوائر عليمة.. أن الرئيس في طريقه لتحقيق ذلك خلال الشهرين القادمين.. فقط علينا، الا نيأس .


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف