ماهر عباس
إعلام التشويه والتشويش.. و"بلطجة" الفضائيات
أعتقد ان كثيرين من أبناء مصر أعطوا ظهورهم لإعلامنا الفضائي واعتبروه أدوات لتشويه الوطن ويسهم عبر برامج "تافهة" في التشويش علي المجتمع في وقت حرج ودقيق يمر به الوطن.
لا أحد ينكر ان مصر تتعرض لمؤامرة كبري بهدف إسقاط الدولة من الغرب الذي أفشلت خططه ثورة يناير و30 يونيو.. وكانت 30 يونيو نقطة فاصلة أفسدت كل مخططات الغرب الذي لا يسعي لإسقاط مصر فقط بل الإقليم كله.. لكي تنمو وتتبجح الدولة الصهيونية تحت اسم الدولة "اليهودية" مصر بثورتها وطرد الإخوان من الحكم أفسدت هذا المخطط الذي ينفذه أوباما مع الغرب وتركيا وقطر ببراعة منذ فترة.. وللأسف فضائياتنا فشلت في توضيح الصورة أمام المجتمع الثائر بثورتيه والمتمسك بثوابتهما.. ووصلت الفضائيات ببلطجة إعلامية جر الشارع إلي قضايا التخوين والتشويه والشعوذة.. وإرهاب كل من يقف ضد الفساد أو يطالب بتطهير الإعلام من الشوائب التي علقت به وأصبح الأداء ضعيفا ولقمة سائغة أمام كل "هلفوت" عابر للإعلام.
وقد جمعني لقاء مهم الأسبوع الماضي بنقابة الصحفيين دعا إليه النقيب يحيي قلاش وكانت كل الآراء من أساتذة الإعلام ومن صحف وإذاعة وتليفزيون ومواقع الكترونية تؤكد علي أهمية التناول المهني وحرية الإعلام والمعلومات والوقوف ضد المخالفين لميثاق الشرف الصحفي أو الإعلامي وان الحقيقة أقصر الطرق لدحض الشائعات.. ومن هنا المطلوب وبسرعة إصدار القوانين الجديدة المنظمة للإعلام قبل 3 يناير كي لا ندخل في مشكلة جديدة أشبه بمشكلة القانون 93 أيام الرئيس الأسبق مبارك.. ما استطيع قوله اليوم وللمرة ليست الأولي ان هناك مدعين بالقرب من مؤسسة الرئاسة ويزعمون انهم عابرون لقصورها وبتصريحاتهم يشوهون إعلامنا الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة فلكي ينهض الإعلام لابد من الحفاظ علي رمزنا الاعلامي التليفزيوني أمام فوضي وبلطجة الفضائيات التي تشوه الصورة وتحاول هدم جهازنا القومي كذلك النهوض بالصحافة القومية التي تعيش معاناة اقتصادية "قاتلة" تتسول للحصول علي الرواتب ويكفي ان الصحافة هي ربما الوحيدة في الدولة التي لا يعرف المنتسبون إليها حتي الآن هل لهم علاوة أم لا..؟
من حق المسئولين وليس الرئيس فقط أن يغضبوا من الاعلام الذي شوه بعض المنتسبين إليه الصورة وظنوا انهم يقتربون من الدولة في قمة هرمها وأهانوا رموز الوطن.. لكن هل خرج مسئول وقال لهؤلاء الصارخين طوال الليل بعبارات صادمة للأشخاص من يختلف معهم في الرأي "عيب" أو ان هذا هدر للقيم.. لم يحدث.. هل الاعلامية التي أثارت موضوعات الشعوذة هناك من قال لها هذا خطأ مهني وإعلامي؟ غياب الرقابة المهنية أوصل اعلامنا إلي حالة "الردح الليلي" والجهل المهني الذي وصلنا إليه.. الإعلامي الذي يحمل ضميرا مهنيا هو الذي يحافظ علي الوطن وقيمه والمجتمع وتقاليده.. لكي يكون لدينا اعلام بلا صراخ واعلام هادف يعكس صورة الداخل في رسالة للخارج لابد من تطوير أدواتنا الاعلامية القومية وتقويتها لمواجهة الهجمة الاعلامية الغربية التي تستهدف مصر.. وللأسف بعض قنواتنا الاعلامية قدمت وجبات اعلامية بلا ضمير مهني وكما يصفها الزميل الأستاذ عبدالله السناوي اننا أصبحنا كسفينة تسرب نفطها فلوثت كل شيء.. حقيقي اعلامنا أساء للوطن وأصبح مادة يستند عليه الاعلام المعادي
نبضات
بانوراما الانتخابات تعكس ان المال السياسي تجاوز كل الحدود في السقف الذي حددته العليا للانتخابات وفي بعض الدوائر تحولت في ريفنا بالمنوفية إلي بانوراما ليلية في مسيرات الدعاية التي تؤكد ان الإقبال سيكون كبيراً وان القوائم ستكون مفاجأة وليس كما شاهدنا في الجولة الأولي.