المساء
مؤمن الهباء
ليس باسم الإسلام
نشرت مواقع التواصل الاجتماعي علي شبكة الإنترنت مقطع فيديو يظهر فيه الداعية السعودي بندر الخيبري وهو يتحدث إلي مجموعة من الطلبة رافضاً نظرية دوران الأرض حول نفسها ومؤكداً أن الأرض ثابتة ولا تتحرك.. ثم قدم للطلبة ما أسماه بـ "الأدلة العقلية" لدعم نظريته مستخدماً كوب ماء مرة وضارباً مثلاً غريباً مرة أخري.
يقول الخيبري: "إذا خرجنا من مطار الشارقة برحلة دولية إلي الصين.. ووقفت الطائرة في السماء.. ألن تأتي الصين إلي الطائرة لأن الأرض تدور؟!.. ثم أضاف: "لو أن الأرض فعلاً تدور لكانت الطائرة ستحاول أن تلحق بالصين دون أن تستطيع الوصول إليها أبداً.. لأن كلاهما يتحركان معاً.
في خلال 24 ساعة من نشر الفيديو كانت المواقع الإليكترونية قد اشتعلت بالتعليقات الساخرة من الرجل ونظريته.. أحدهم كتب "بكوب ماء فضح ناسا".. وآخر كتب "تخطي حدود الاجتهاد ووصل للغباء والاستغباء والغريب أن الحاضرين صمتوا فلم يعترض أحد".. أما عماد مدير تحرير صحيفة أضواء الوطن الإليكترونية فقد كتب "لولا هؤلاء الدعاة لما عرفنا الضحك في بلد خال من المسارح".
وطبقاً للتقرير المنشور حول هذه القصة علي موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" فإن هناك من أشار إلي أن هذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها تداول الموضوع في السعودية.. فقد نقل أحد المدونين عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء قولها "من قال إن الأرض هي التي تدور وأن الشمس واقفة فهو مكذب للقرآن وتكذيب القرآن كفر أكبر.. نسأل الله العافية والسلامة".
والقضية بهذا الشكل مازالت تدور داخل العالم العربي والإسلامي.. ويتداولها بالسخرية مسلمون لديهم قناعة مستقرة بتنزيه دينهم وقرآنهم عن هذه الأقوال المرسلة المنفصلة عن العالم وعن التاريخ وعن الحقائق العلمية.. ولنا أن نتصور ماذا سيكون عليه الوضع عندما تخرج القضية إلي الفضاء العالمي.. ويتناقل هذا الكلام الغريب الكارهون للإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة.
لا شك أن الذين لا يعرفون شيئاً عن الإسلام ستتبادر إلي أذهانهم فوراً معركة الكنيسة الكاثوليكية مع العالم الإيطالي الشهير جاليليو "1564 ـ 1662" الذي أكد أن الشمس وليس الأرض هي مركز الكون وأن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس.. وستتكون لديهم صورة زائفة بأن الإسلام ضد الاكتشافات العلمية الحديثة مثلما كانت الكنيسة الكاثوليكية في القرن السابع عشر الميلادي.. وهذا بالطبع غير صحيح وغير مقبول ونحن في القرن الواحد والعشرين.
سوف يحسب كلام الشيخ الخيبري ـ شئنا أم أبينا ـ علي الإسلام والمسلمين.. وسيتخذ ـ شئنا أم أبينا ـ وسيلة للتهكم علي الدين القويم الذي لم يكن أبداً حجر عثرة أمام انطلاقة العقل البشري والاختراعات والاكتشافات العلمية عبر العصور.. بل إنه كان دائماً في صف تحفيز العلماء علي أن يتفكروا في الكون ويكتشفوا أسراره.. وكان يكفي الشيخ الخيبري وأمثاله أن يمتنع عن الافتاء فيما لا يعلم.. ويحيل مثل هذه القضايا العلمية إلي أهل الذكر وأهل الاختصاص.
سوف تضاف فتوي الشيخ الخيبري وفتوي الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء إلي جانب كثير من المقولات المرسلة والفتاوي التي تصدر خارج السياق التاريخي مثل رضاع الكبير وجماع الوداع وحق الحاكم في أن يفقأ عين معارضيه لتسجل في دفتر الإساءات البالغة للإسلام.
وياليت هؤلاء المغيبين أن يقولوا ما يشاءون من خزعبلات باسمهم وحدهم وليس باسم الإسلام.. ولايحملون الإسلام العظيم أوزار جهلهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف