المساء
السيد العزاوى
قتل النفس تحت أي مسمي حرام.. عقاب بالدنيا والآخرة
الإسلام حرم إراقة الدماء ونهي بصفة قاطعة عن قتل النفس تحت أي مسمي خاصة تلك الأباطيل التي يرددها أولئك الخارجون علي قيم ومباديء الدين الحنيف. فقد استحلوا دماء الأبرياء وراحوا يقتلون ويروعون ويعيثون في الأرض فساداً زاعمين أنهم ينتمون إلي الإسلام زوراً وبهتاناً "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً" لا سامحكم الله أيها الطغاة لقد اعتديتم علي الأنفس بغير حق وروعتم الناس ولم تحترموا آدمية البشر فبئس ما تفترون. فقد تجاوزتم كل الحدود والأعراف بالاعتداء علي المشاركين لكم في الأوطان من المسلمين وامتدت أيديكم القذرة لقتل الإخوة المسيحيين زوراً وبهتاناً. وبدماء باردة وبلا مشاعر تحترم آدمية الإنسان. حطمت كل القيود وشوهتم صورة الإسلام بأفعالكم الشنيعة. لقد قال ربنا: "وإن أحد من المشركين استجارك فآجره حتي ي سمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" فبأي حق تقتلون وتروعون؟!
لقد كرَّم الله ـ سبحانه ـ بني آدم دون النظر إلي جنس أو لون أو دين. بنو الإنسان كلهم سواء بلا تمييز كلكم لآدم وآدم من تراب يقول الله ـ تعالي ـ في سورة الإسراء: "ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً" تلك هي صيانة الإسلام وتكريمه للبشر. وإراقة أي دم لهؤلاء حرام بصفة قاطعة. "ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً" ضوابط وحدود من يخترقها ملعون عند الله وله عقاب في الدنيا مكلف بذلك أولياء الأمور وليس الأفراد تحت أي صورة من الصور وهناك وفي انتظاره عذاب أليم في الاخرة وعقاب الله أشد وأقوي. وقد قال ـ سبحانه وتعالي ـ: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" فبأي حق تقتلون وتروعون بئس ما تفعلون!!
الإسلام دين سماحة ويرفض إراقة الدماء وصان النفس البشرية ووفر لها كل ألوان الحماية حتي الجنين في بطن أمه فما بالكم بتلك المذابح التي ترتكبونها في البلاد العربية والإسلامية والأوروبية. إن الإسلام بريء من كل هذه التصرفات الحمقاء ويدينها بكل شدة يا أيها المفترون لقد وقف رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ حين مرت من أمامه جنازة وعندما أخبروه بأنها لإنسان غير مسلم قال معلماً للبشرية جمعاء: "أليست نفساً" فهل يدرك هؤلاء الطغاة في هذه الأيام مدي مشاعر الرسول محمد بن عبدالله ـ صلي الله عليه وسلم ـ نحو بني البشر جميعاً دون نظر إلي دين أو جنس. فبأي حديث بعد الله ورسوله تفترون؟!
حقيقة لقد انساق هؤلاء المفترون وراء أباطيل وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان يستحلون الدماء والأعراض والأموال ويعيثون في الأرض فساداً يلهثون وراء السلطة فوق دماء البشر. لم يكتفوا بجريمة القتل البشعة وإنما رأينا أفعالاً يُندي لها الجبين منها إن هؤلاء الجبناء يلعبون برءوس هؤلاء القتلي وكأنها كرة يتقاذفونها فيما بينهم. ومنها ارتكاب جريمة حرق أحد الضحايا قاتلكم الله لقد تجاوزتم كل مباديء الإسلام الذي تزعمون أنكم تنتمون إليه. لقد جعلتم الاخرين يتهمون الدين الحنيف بأنه دين الإرهاب بمعني أن كل مسلم في نظر هؤلاء إرهابي. أرأيتم كيف حركتم كل مشاعر الغضب ضد الإسلام والمسلمين.
ولا شك أن جرائمكم روَّعت البشر وأصابت الأمهات الثكلي بالأسي والحزن. إن اللعنات تطاردكم في أنحاء الدنيا. لقد نشرتم الرعب من هذا الدين الذي جاء بسماحة ويسر وتقدير لبني البشر. وكانت دعوته تتسم بالحكمة "دع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" يا سادة كفاكم إراقة دماء وتوبوا إلي رشدكم نسأل الله لكم الهداية.. ونسأله أن يعيننا علي مقاومة جرائمكم.. وبإذن الله سوف ينصرنا رب العالمين لأننا ملتزمون بقيم دين الله ومبادئه ولينصرن الله من ينصره وبالله التوفيق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف