الحرب في مفهوم الناس كلها لا تزال ترتبط بمفهوم الحرب العسكرية بين الدول.. طائرات ودبابات ومدرعات وصواريخ وغواصات وغيرها من الأسلحة.
لكن الحقيقة ان هذا المفهوم التقليدي قد تغير كثيرا وربما يأتي اليوم الذي تتغير فيه الأدوار التي تقوم بها الجيوش في كل أنحاء العالم.
كان مفهوم الجيوش يرتبط احيانا باعداد القوات المقاتلة ونوعية الأسلحة التي تملكها أما اليوم فانه يعتمد اعتماداً مباشراً علي التكنولوجيا وعلي المعلومات اللوجستية والقدرات الاقتصادية والميراث الاجتماعي والثقافي وقياس درجات ثقة الشعوب في قيادتها ومحاولة اثارة البلبلة والتشكيك وخلق مناخ من عدم الثقة داخل المجتمعات المتحاربة.
مؤخرا كشف القائد الأعلي للقوات المسلحة المشير عبدالفتاح السيسي عن الجهود والتحديات التي تواجهها قواتنا المسلحة بالمنطقة الغربية والتي تمتد علي طول الحدود مع ليبيا بما تشهده من حروب عصابات وميليشيات تمولها وتدعمها عدة قوي دولية لا هم لها سوي الغنائم وخاصة البترول والذي تسيطر علي خطوط امداداته وتصديره هذه الميليشيات.
الحرب التي تخوضها قواتنا المسلحة هي جزء من حرب شاملة تخوضها مصر ويحلو للبعض ان يسميها بحروب الجيل الرابع.
حرب في سيناء وحرب عند باب المندب وصراعات لم تعد فقط بمناطق الحدود التقليدية لكنها تمتد لتشمل أي منطقة تمثل جزءا من الأمن القومي لمصر والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي العربي والصراع الدائر الآن حول كعكة الخليج.
لكن دعونا نعترف وبكل صراحة اننا احيانا نعتبر الحديث عن الحرب التي تخوضها مصر نوعاً من التهويل والمبالغة بينما تكشف الحقيقة خلاف ذلك تماماً.
فمصر تواجه حربا شاملة تمثل جزءاً من المؤامرة الدولية ولعبة المصالح التي تقودها القوي الكبري والتي كانت مصر أول من تصدي لها.
أقول ذلك لكي نعي تماماً حقيقة ما يحدث حولنا ولنكون أكثر اهبة للاستعداد لأي احتمالات قادمة.. ويا رب احفظ مصر.