المساء
هشام أبو الوفا
المؤامرة الحقيقية
كثر الكلام طوال الفترة الماضية عما تتعرض له مصر من أزمات ومشاكل وكيف يتورط الغرب في حصارنا فكريا وسياسيا ويتآمر علينا في محاولة لاضعافنا حتي تفشل تجربة الشعب الذي اسقط نظامين سياسيين وأفشل محاولة أخونة مصر وتقسيمها.. ولكن هل نحن قادرون علي الصمود والمواجهة؟!
من خلال قراءة متأنية للمشهد المصري منذ اندلاع ثورة 30 يونيو سنكتشف حقيقة مدي تكاتف الشعب وقدرته علي الالتحام مع قائده إذا كان مقتنعاً به وبمدي قدرته علي الانجاز وقد شاهدنا بأعيننا كيف واجه الشعب مع جيشه وشرطته نيران الإخوان وجماعات العنف ومازال. وكيف أن الشعب تحدي الصعاب ليثبت للعالم انه قادر علي الانجاز في مشروع قناة السويس الجديدة وعلي المستوي السياسي في الاستحقاقين الأول والثاني لخارطة الطريق واقترب من تنفيذ الاستحقاق الثالث في الانتخابات البرلمانية وطبيعي أن يزداد غضب المتآمرين سواء في الداخل أو الخارج فنصحو علي كارثة تحطم طائرة ركاب روسية أو وقف تدفق السياحة إلي شرم الشيخ من عدة دول نتيجة استباق التحقيقات والغرض في نفس يعقوب!!
وداخليا نفاجأ بالبحيرة والإسكندرية غارقتين في مياه الأمطار إما بفعل فاعل مثل سد فتحات تصريف المياه أو بسبب إهمال مسئول منتمي لجماعة الإخوان الإرهابية أو آخر فقد ضميرة فأهمل في أداء عمله أو لم يتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب أو ثالث قرر القبض علي رجل أعمال بشكل يخالف الأعراف فضرب البورصة في مقتل وآثار حفيظة المستثمرين وأصابهم بالقلق.
كل ما سبق مع إصرار البعض علي عدم العمل والاجتهاد للخروج من عنق الزجاجة والنهوض بمصر يدخل في دائرة المؤامرة لذلك فلا مفر من العمل والصبر والاجتهاد حتي نضع بلادنا علي الطريق الصحيح وطبيعي أن تصبح الأولوية الأولي لصاحب القرار الاقتصادي أن يتخذ القرارات التي من شأنها أن تفتح المصانع المغلقة بأن نوفر لها التمويل المناسب بمزايا ائتمانية مختلفة تماما عن أسعار الفائدة الحالية لأننا نعيش أزمة حقيقية ومن غير المقبول أن نعاني من تراجع لمواردنا من النقد الأجنبي ونستورد ما نستطيع أن ننتجه محاليا لكن مصانعه مغلقة كما يصبح من غير المنطقي أن نستورد سلعاً استفزازية لا تهم سوي بعض المئات أو آلاف من بلد تعداده اقترب من المائة مليون نسمة.. الحلول كثيرة ولكن هل إرادتنا في مواجهة التحديات هي نفس إرادتنا في مواجهة الإرهاب؟ هذا ما يحتاج إلي إجابة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف