بالفم المليان قال الرئيس عبدالفتاح السيسي : "لن تنكسر إرادتنا" وهذه حقيقة يؤكدها التاريخ القريب والبعيد.
مؤامرات الاستعمار لاتتوقف ولكن إرادة المصريين لا تلين ولا تعرف المستحيل ودائما تقهر المتآمرين حدث ذلك عندما رفض البنك الدولي تمويل مشروع بناء السد العالي لكن الارادة السياسية مع الشعب تحدوا المستحيل وتم اقامة السد العالي الذي كان ومازال ضرورة حياة وأمان للمصريين.. ونشهد اليوم أنه حمانا من مخاطر كثيرة في سنوات قحط الأمطار.
وفي أيام العدوان الثلاثي عام 1956 ردا علي قرار جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس واعتبارها شركة مساهمة مصرية وتم حفرها بأيدي المصريين الذين دفعوا ثمناً غالياً من أرواح الذين ماتوا من القهر والسخرة في أعمال شق القناة.. وقف الشعب المصري وقفة رجل واحد وقاتل وقاوم جيوش ثلاث دول جاءت لتحطم إرادته وانتصر عليهم.
رحل الاستعمار يحمل الخزي والعار وبقي كبرياء المصري شامخا متحديا كل المؤامرات من امبراطوريات عظمي كانت تتصور أنها تأمر فتطاع وأنها تملك كل شيء.. لكنها تناست الارادة الحرة التي لا تباع ولا تشتري.
وبعد نكسة 1967 واحتلال سيناء ووقوف جيش الاحتلال الاسرائيلي علي ضفاف قناة السويس تصوروا أننا لن تقوم لنا قائمة.. ولن يرتفع صوتنا ثانية منادين بالحرية والتحرر وعدم التبعية لدول الغرب الاستعمارية التي تتصور أنها كدول وشعوب وجدت لكي يعيشوا في رغد ورفاهية وحدهم.. أما نحن فعبيد احساناتهم.. يأمروننا فنهرول لننفذ لهم ما يريدون وما يحلمون به أيضا.
تمت حرب الاستنزاف والاستعداد لحرب التحرير حتي جاء اليوم المحدد في 6 اكتوبر ..1973 ولم يكن أحد يتوقع أو يتصور أن ينفذ جيش مصر وأبطال مصر عبوراً في 6 ساعات لأكبر مانع مائي فضلا عن تحطيم خط بارليف الحصين الذي يفوق خط ماجينو في الحرب العالمية.
عبرنا واقتحمنا وقاتلنا في ملحمة متكاملة من العمل الذي يشبه الإعجاز والذي أبهر العالم وقلب الموازين العسكرية ومازالت النظريات التي ابتكرها المصري في هذه المعركة تدرس حتي اليوم في معاهد الاستراتيجية العسكرية.
تفوق المصري علي كل المصاعب التي وضعوها في الطريق حتي تنكسر إرادته ولا يفكر في تحرير أرضه فكان النصر الذي نتحدث عنه جميعاً بكل فخر واعتزاز.
التف الشعب كله صفاً واحداً في حرب المواجهة لاعادة الارض والعرض وما أحوجنا اليوم لاعادة الاصطفاف.. فالمؤامرات لاتتوقف من قوي الظلام التي لاتريد لمصر أن تقف علي قدميها والتي تطمع في المنطقة لاعادة تقسيمها حتي يسهل عليهم السيطرة عليها وعلي مقدراتها لتنفيذ الشرق الأوسط الجديد الذي تدعو اليه أمريكا وتصبح فيه اسرائيل المسيطر واعلان حلم الدولة اليهودية من النيل الي الفرات.. ومازالت الخريطة معلنة في الكنيست للآن.
علينا أن نفكر بعمق فيما يحدث حولنا ابتداء من غزو العراق وتحطيمها بفرية كاذبة وقبلها تقسيم السودان وضياع دولة الصومال.. والآن الاقتتال الداخلي في كل من اليمن وليبيا وسوريا.. ونعرف أنه لم يبق إلا مصر وجيش مصر التي يطلقون عليها اسم الجائزة الكبري للسطو والسيطرة علي مقدرات المنطقة تماما!
دعاء من القلب أن يرد كيدهم الي نحرهم بفضل التكاتف والتآزر والاصطفاف الذي أصبح ضرورة الآن أكثر من أي وقت مضي. وتحيا مصر.. وجيش مصر.