الأهرام
عزت السعدنى
إنهم يقرأون كتاب الله.. بالمقلوب!
من نكد الدنيا علينا أن يطلع للمصريين في عتمة الليل وظلمة الأيام.. عفريت أغبر أسود الوجه قبيح السحنة والطالع.. كئيب المقصد والدعوة.. يقتل باسم الدين..
ويذبح باسم كتاب الله وتلك الأحاديث المغلوطة والتفاسير الملتوية المقاصد.. العديمة الأصل التي ينسبها زورا وعدوانا لسيد الخلق أجمعين وما هو بقائلها.. بل رسمها المغالطون المخادعون المتمسحون بأعطاف الدين والذين يلبسون عباءة الوعظ والإرشاد.. وهم في الحقيقة الكفرة الفجرة قليلي الدين والملة و،المقصد والمرام.. والذين يفسرون الدين ـ كما يريدون هم له ـ ممزوجا بالدم.. بالقتل.. بالموت لمن يعاديهم أو يقف في طريق أطماعهم.. التي تتعدي حدود الدول.. وخرائط الجغرافيا إلي ما يحلمون به في خيالهم السقيم وهو عودة الخلافة الإسلامية تحت عمامة وإمامة زعيمهم الداعشي المعروف باسم أبوبكر البغدادي.. وشي الله يا سيدي البغدادي.. ومدد يا مولانا الخليفة الذي يريد أن يرسم لنا من جديد خريطة بلادنا بالدم.. بالذبح.. بالقتل.. بالموت المبين!



وإحزني يا أمة المسلمين.. ها هو القاتل يلبس في آخر الزمان عباءة الخلفاء والمبشرين وأولياء الله الصالحين.. وارتدي السواد يا نساء المسلمين.. وأقيموا سرادقات العزاء في الدور والصدور..

ولأن الله دائما ما يسدد خطي مصر وأهلها والذي قال عنهم سيد الخلق.. إنهم في رباط إلي يوم الدين.. فقد أوحي لرئيسها وقائدها بأن يزيل الغمة وينصر الأمة.. الذي لم يكذب خبرا، وكما قال لرجاله من جنرالات القوات المسلحة قولته المأثورة التى لا أذكرها جيدا ما معناه: لا أريد أن يطلع النهار إلا وقد أخذنا بثأر أبنائها الذين ذهبوا وتغربوا من أجل لقمة عيش شريفة.. ليقعوا في يد زبانية داعش..

................

...............

ولكم كان مشهدا ميلودراميا داميا ولا هتشكوك مخرج أفلام الدم والقتل في زمانه يقدر علي إخراج مثله دموية وغدرا وسفكا للدماء.. المشهد فيه بحر ورمال وسفاحون يسحبون غنيمة بشرية ليذبحونها أمام العالم أجمع ويبثونها علي محطات التواصل الاجتماعي لكي يقولوا للدنيا نحن هنا.. نحن القتلة السفاحين مصاصي الدماء من يخالفنا أو حتي يقترب منا.. أو حتي لا ذنب له ولا جريرة.. نذبحه هكذا ذبح الخراف والنعاج.. واحزني يا كل أمهات المسلمين.. وارتدي السواد إلي يوم الدين.. ولكن كان الرد سريعا.. والفعل من صنع العمل..

لم تنم مصر ولم ينم القائد الذي اخترناه رئيسا وقائدا الذى أقسم مع رجاله من القوات المسلحة ألا يطلع النهار.. إلا ونسور الجو البواسل.. قد أخذوا بثأر الشباب الغلبان الذي ترك بلده وداره وأرضه من أجل لقمة عيش في بلد عربي اسمه ليبيا.. فإذا بالبلد يشتعل فرقة ويتمزق حربا ويتفرق شيعا وأحزابا.. يندس وسطهم في الظلام وفي غفلة من الجميع رجال لطخوا كتاب الله بالدم.. وقالوا للغلابة المغلوبين علي أمرهم.. هذا هو دينكم وهذا هو قرآنكم في آخر الزمان.. الذي فصلناه نحن علي هوانا تفصيلا.. ولطخناه بالدم.. بالقتل.. بالموت..

ليكون رد أحفاد أحمس ورمسيس الثانى وتحتمس الثالث ضربة جوية في الفجر.. أذهلت المعتدي الآثم وقصمت ظهره.. والبادي أظلم..

......................

.....................

ولأن مصر التي جاء ذكرها في القرآن سبعة عشر مرة والتي قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم: مصر.. وأهلها في رباط إلي يوم الدين..

ولأن المصائب عادة لا تأتي فرادي.. بل تأتي راكبة عربة بحالها في قطار الأحزان.. فقد ارتدت مصر رداء الحزن قبلها.. يا دوب بأيام.. عندما فقدت اثنين وعشرين من خيرة شبابها الصغير الذين ذهبوا مع أسرهم وأمهاتهم واخواتهم الصغار لكي يشاهدوا مباراة في كرة القدم في استاد الدفاع الجوي.. ليسقط تحت الأقدام في الزحام 22 شابا في عز شبابهم دهسا تحت الأقدام.. أو خنقا بالغاز المسيل للدموع التي أطلقته الشرطة وهم محشورون داخل أقفاص حديدية مثل أقفاص القرود.. لا أعرف من أين أتوا بها.. وكل ذنبهم أنهم ذهبوا ليشاهدوا مباراة في كرة القدم بين فريقين مصريين حميمين شربا معا من ماء النيل.. ولطالما وقفوا يتضاحكون من حول عربة عم مجاهد في ميت عقبة وهم يأكلون ساندويتشات الفول والطعمية بالزيت والليمون والشطة.. ليعود اثنين وعشرين منهم صرعي تحت أقدام غادرة في ساعة نحس مستتر!

ليذهبوا..كما ذهب من قبلهم قبل ثلاثة أعوام لا أكثر.. أربعة وسبعين شابا في عمر الزهور ذهبوا بالفرح كله والطبل كله والرقص كله إلي بورسعيد لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين المصري البورسعيدي والأهلي القاهري.. ليعودوا في المساء علي ظهورهم موتي لا ينطقون.. بعد أن امتدت إليهم يد الغدر في الظلام وهم في قمة فرحهم وسعدهم.. ليتحول بحر الدم والقتل إلي مجرد أوراق في دوسيه قضية.. لم تحكم فيها العدالة بعد..

يعني اثنين وعشرين في القاهرة + أربعة وسبعين في بورسعيد.. قتلتهم الساحرة المستديرة التي اسمها كرة القدم + واحد وعشرين قتلتهم يد الغدر في طرابلس في ليبيا بسكين بارد.. وقلب قد ـ برفع القاف وتشديد الدال ـ من حجر.. واحزني مرة أخري وثالثة ورابعة يا كل أمهات مصر!

...................

...................

وللذين يعرفون والذين لا يعرفون.. فإن مسابقة الدوري العام في مصر كانت ماشية في طريقها وسط أشواك الصراعات والقيل والقال ونهر الدماء التي سالت وتسيل في ملاعب كرة القدم.. إلي غلق بابها بالضبة والمفتاح.. ويا دار ما دخلك شر..

ولكن عندما علم القائمون علي شئون الرياضة في بلدنا والذين يديرون اللعبة الشعبية الأولي في مصر والعالم كله أن توقف النشاط الكروي الذي يمثل نحو 2% من الدخل القومي المصري.. سوف يجعل الاقتصاد المصري يخسر حتما في حال توقف المباريات تماما نحو 500 مليون جنيه مصري.. ويدفع كل العاملين في حقل كرة القدم وحدها والأندية المصرية إلي إعلان إفلاسها.. ويضيع علي مصر الدولة نحو 2% من دخلها القومي.. كان يدخل إليها ـ كما يقول الخبراء ـ من شباك الملاعب.. أقصد ملاعب كرة القدم!

...................

...................

وإذا كان قوم داعش الآن وقوم أبوجهل وقوم أبولهب وقوم قريش من قبلهم.. قد أسأوا إلي الإسلام ونبيه وقرآنه الكريم..

وإذا كان القاموسي الفرنسي نفسه يقول عن القرآن الكريم إنه كتاب الفه محمد.. بس لا أكثر ولا أقل!

وإذا كان رساموا ومحرروا مجلة شارل إبدو الفرنسية قد أساءوا بقصد أو بدون للإسلام ولنبيه ورسوله أبلغ الإساءات بالرسوم الكاريكاتورية الساخرة والوقاحة الصحفية الهزلية ولم نحرك نحن ساكنا..

وإذا كانت قبيلة داعش الغارقة في الظلام والظلمة ويدها ملطخة بدماء شباب مصري خرج من داره إلي بلاد الله خلق الله.. لكي يعرق ويعمل ويطعم أطفالا وزوجات وأمهات في الدار وتحت شجرة التوت والنخيل الظليل علي ضفاف نهر النيل..

فإن الرد أبلغه وأنصفه.. علي هذه الظلمات والظلمة.. والجاهلية الأولي التي ظهرت في أوروبا هذه الأيام.. ما قاله فلاسفة الغرب وأدبائه الكبار ورواة الفكر والأدب في ربوعه عبر كل العصور.. وآخرها كتاب مايكل هارت وهو مؤلف ليس عربيا بالطبع.. كتب كتابا كاملا شاملا وضع فيه أعظم مائة شخصية تركت آثرها في العالم الإنساني كله.. ووضع سيدنا محمد علي رأس القائمة.. يعني الأول.. وجاء المسيح عيسي بن مريم ثالثا.. لأن تأثير الأول أقوي وأكبر وأشمل.. وقد خرج من قلب الجاهلية وقوم من الأعراب يعيشون في الصحراء التي لا نبت فيها ولا ماء.. ليعلم العالم ما لم يعلم بقرآنه العظيم..

وكان عنوان الكتاب هو: «عظماء العالم مائة أولهم محمد».

......................

......................

تعالوا نفتش معا في كتاب الحقيقة وما قاله عظماء الدنيا وفلاسفته وكبار كتابه عن القرآن الكريم:

<< قال الفيلسوف الألماني جوته:

القرآن كتاب الكتب وأنا كلما قرأت القرآن شعرت بأن روحي تهتز داخل جسمي..

<< ويقول جوستاف فلوبير القصاص الفرنسي الشهير: حسب هذا الكتاب ـ أي القرآن ـ جلالا ومجدا أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه لم تستطع أن تحقق بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضا نديا كأنه قد خرج إلي الوجود بالأمس فقط..

<< ويقول عنه توماس كارلايل:

إن علوية القرآن في حقيقته العالمية.. فهو حافل بالعدل والإخلاص.. والدعوة التي بلغها محمد إلي العالم حق وحقيقة..

<< وتقول المبشرة والعالمة آنا ماريا شمبل:

القرآن هو كلمة الله بلسان عربي مبين.. وترجمته لن تتجاوز المستوي السطحي.. فمن ذا الذي يستطيع تصوير جمال كلمة الله بأي لغة وبأي لسان؟

<< ويقول مايكل هارت صاحب كتاب »العظماء مائة أولهم محمد«:

لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب.. بقي بحروفه كاملا دون تحوير.. سوي القرآن..

<< ويقول أرثر اريري:

عندما أستمع إلي القرآن يتلي باللغة العربية.. فكأنما أستمع إلي نبضات قلبي..

<< ويقول الفيلسوف منتجومري وات:

إن القرآن ليس بأي حال من الأحوال كلام محمد ولا هو نتاج فكره.. إتما هو كلام الله وحده.. ومن هنا فإن محمدا ليس أكثر من رسول اختاره الله لحمل هذه الرسالة إلي أهل مكة أولا.. ثم إلي كل العرب.. ومن هنا فهو قرآن عربي مبين.. وأنه موجه إلي كل البشر..

<< ويقول هيرشيفيلد:

ليس للقرآن مثيل في قوة إقناعه وبلاغته وتركيب كلماته وإليه يرجع الفضل في ازدهار العلوم لكل نواحيها..

<< ويقول إميل ديرمنبهم:

القرآن هو معجزة محمد الوحيدة، فإن جماله الأدبي الفائق وكلماته النورانية لغز لم يحل..

<< ويقول الفيلسوف بوشيو دي لوزان:

إن هذا القرآن يصف الكون من أعلي نقطة في الوجود.. إن الذي قال هذا القرآن يري كل شيء في هذا الكون.. وكل شيء مكشوف!

...................................

..................................

وإذا كانت داعش قد أساءت إلي الإسلام والمسلمين أكثر مما أساء لها القاموس الفرنسي نفسه ورسامي الكاريكاتير في فرنسا والدنمارك.. فإنني أهيب بالدكتور الطيب النجار شيخ الجامع الأزهر أن يعيد طباعة كتاب الدكتور مصطفي محمود »القرآن كائن حي«.. ويترجمه إلي كل لغات العالم.. لكي تعرف الدنيا حقيقة القرآن.. ورسالة نبيه محمد.. ولتذهب قبيلة داعش واخواتها كان وأصبح وأمس وأضحي إلي الجحيم.. وإن غدا لناظره قريب..{


Email:asaadany@ahram.org.eg
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف