محمد العزاوى
الأمل يفتح الأبواب المغلقة
حينما تحيط بالفرد أو الأمة أي مشاكل يعتقد أن الخروج منها أمر صعب لكن بقليل من التفكير يهتدي إلي أن هناك باباً منحه الله للبشر طاقات إيجابية فيبتكر ويبدع من المهام التي تخرجه بكل سهولة من تلك الأزمات التي ألمت به وهكذا الأمم حينما تحاصرها المشاكل فيخرج من أبنائها من يفجر طاقة الإبداع والابتكار ويمضي في طريق الأمل مع الأمل وبالتالي تنزاح الأزمات شيئاً فشيئاً وكم من أمة صادفتها أزمات ومشاكل ولكن المضي في العمل الجاد والانتصار علي بواعث اليأس والإحباط تتفتح أبواب كثيرة تؤكد انتصار الأمل علي مشاغل الحياة وهمومها.
ولاشك أن هناك كثيراً من الأمم أحاطت بها المشاكل والأزمات وبدأت خطواتها في التعثر لكنها تغلبت علي كل هذه الأزمات فها هي ألمانيا قد تعرضت للانكسار واستطاع الحلفاء أن يقسموها إلي شطرين وإقامة سور برلين الشهير للفصل بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية واستمر الحال علي ذلك سنوات لكن الأمل فجر الطاقات الإيجابية في قلوب الألمان فهبوا جميعاً وقاموا بهدم سور برلين وتوحدت ألمانيا بعد سنوات من الانقسام والتشتت وما يجري في مصر ليس بغريب عن ذلك فقط خطط الأعداء والمتربصون الكثير من البرامج لهدم هذا البلد وبعث اليأس في نفوس أبنائه ولم يتوقفوا يوماً خاصة في السنوات الأخيرة عن أعمال التقسيم والتدمير والتخريب واستطاعوا بث تفكيرهم الخبيث مما أدي إلي انسياق البعض وراء هذه الأفكار الهدامة فصار أبناء العالم العربي يقتل بعضهم بعضاً وسالت الدماء ويكفي أن نلقي نظرة علي الدول المحيطة بمصر القتال فيها علي أشده وتدمير أبنائها لا يتوقف أطماع وأساليب ماكرة لتفتيت هذه البقعة من العالم.
تركزت أساليب هؤلاء في إحاطة مصر بكثير من الأزمات وأعمال الحصار وفجر سقوط الطائرة الروسية براكين الغضب في صدور الأوروبيين والأمريكان وتفتقت أذهانهم في حيل ماكرة مرة بأن الطائرة سقطت بعمل إرهابي كذباً ودون دليل وأباطيل أخري أثارت السخرية والاستهزاء وأخيراً كان قرار وقف الرحلات السياحية إلي مصر ظناً منهم أن ذلك يكبل قيودنا ويبعث الأسي في نفوسنا لكن مصر لن تنكسر وسوف تمضي في الطريق تزيح هذه الأشواك وتبعث الأمل في نفوس أبنائها فيحطمون كل القيود ويضربون كل الأزمات بيد من حديد.
هذه الأفكار الخبيثة ليست هي أول مرة تتعرض لها مصر لكن كم من أزمات مرت بها وانتصرت وخرجت قوية كأنها بلد تستعصي علي كل الأساليب التي تستهدف أبناءها وتسعي لاستغلال خيراتها لكن مصر لن تخرج من هذه الأزمات وتلك المواقف بالكلمات فقط وإنما بالعمل الجاد والتغلب علي المشاكل وليس ببعيد ما جري من أبناء مصر حينما لقنوا الجيش الذي لا يقهر درساً لن ينساه وما أشبه الليلة بالبارحة الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمات وذلك الحصار بالعمل والبصر والتحدي وبعث الأمل لكي ننطلق جميعاً ونمضي صفاً واحداً وها هي بوادر الانتصار تلوح في الأفق وتنذر بأن الأزمات في طريقها إلي الانحسار وبنظرة سريعة علي أماكننا السياحية نجد أن الضيوف القادمين إلينا لا يريدون مغادرة هذه الأماكن وذلك الجو الجميل علينا أن نلتزم بالصبر ونستمر في العمل بثبات ووحدة لا تقبل الانفصام فهذا هو الطريق ولا بديل غيره وكما قلت في البداية فإن الأمل يفتح الأبواب المغلقة.