عبد الحليم رفاعى حجازى
الشكر لله.. وبالوالدين إحساناً "1"
ـ إذا كانت الأعياد أشبه بالواحة الفيحاء وبوارف ظلها ورقيق هوائها وطهور متاعها.. فقد نضر الكريم ربنا الأعلي أيام عبادة المؤمنين "بالأعياد" ولم يخلها سبحانه من حكمة بالغة وعظة ثاقبة. جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني "اعلم أن المؤمنين في هذه الديار ثلاثة أعياد: عيد يتكرر كل أسبوع وعيدان يأتيان في كل عام مرة من غير تكرار في السنة. فأما العيد المتكرر فهو يوم الجمعة وهو عيد الأسبوع وهو مترتب علي إكمال الصلوات المكتوبات فيه فشرع الله لهم عيداً. وأما العيدان اللذان لا يتكرران في كل عام وإنما يأتي كل واحد منهما في العام مرة واحدة فأحدهما عيد "الفطر" من صوم رمضان وهو مترتب علي إكمال صيام رمضان وهو الركن الثالث من أركان الإسلام والعيد الثاني "عيد النحر" وهو أكبر العيدين وأفضلهما وهو مترتب علي إكمال الحج الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه فإذا أكمل المسلمون حجهم غفر لهم.
ـ وهكذا فإن المسلم الملتزم لا يقول بأعياد أخري حتي ولو كانت باسم الأم أو عيد الميلاد أو الزواج بصفة عامة وكانت باسم "البهائيين" بصفة خاصة وهم هذه الفئة الملعونة والمرتدة عن الدين الإسلامي جملة وتفصيلاً.
ـ وإذا رجعنا إلي كتاب الله المقروء "القرآن العظيم".. والذي هو أساس الأمة وسياجها وضمان بقائها فإننا نجد فيه الحصاد الطيب والمبارك.. والذي أشاد به الباحثون وأشاروا إليه ومنهم صاحب كتاب "مفردات القرآن" وهو الراغب الأصفهاني ونقرأ له "يقال لك ما كان أصلاً لوجود شيء أو تربيته أو إصلاحه أو مبدئه "أم" وكل شيء ضم سائر ما يليه يسمي "أما" قال الله تعالي "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" "الزخرف:4".
ـ ولقد ورد لفظ "أم" ومشتقاته في القرآن الكريم تسعاً وتسعين مرة وكما يلي:
ـ تسعة منها عن "أم الكتاب" بثلاث آيات منها وهي: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات".. "آل عمران:7" وإنه في أم الكتب لدينا لعلي حكيم "الزخرف:4" "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" "الرعد:39" "أم القري" بآيتين هما: "وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القري ومن حولها.. "الأنعام:92" وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القري ومن حولها "الشوري: 7" وعن "أم موسي" بآيتين هما "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه" "القصص:7" وأصبح فؤاد أم موسي فارغًا "القصص:10" وعن "ابن أم" بآتين هما: ولما رجع موسي إلي قومه غضبان أسفا قال بئسما خلقتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقي الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني" "الأعراف:150" "قال يبنئوم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي "طه:94"
وللحديث بقية