الجمهورية
السيد البابلى
الخلافات العربية.. ومحلب وزيدان..
دخلنا مرحلة الجد.. وسيكون علي العرب جميعاً أن يتوقفوا لإلتقاط الأنفاس وتحديد المصير.. فإما أن يكونوا وإما ألا يكونوا.. وهذا هو الوقت الحقيقي لانعقاد قمة عربية طارئة تخصص لطي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات العربية والبحث عن صيغ جديدة لصناعة كيان عربي موحد قادر علي التصدي لأخطار الإرهاب وعواقب وجود المنظمات الإجرامية علي الأراضي العربية مثل "داعش" وغيرها.
وعلي الإعلان العربي كله تقع المسئولية في بحث جديد للأمة العربية وتدعيم وجود القوي المحورية الأساسية في عملية خلق الكيان العربي الجديد.. وقد آن الأوان أيضا أن تكون هناك قيادة عربية واحدة في هذه المرحلة تحمي وتصون وتجمع كل العرب ضمن إطار التعاون العربي المشترك في مواجهة الأزمات والمحن.. ونأمل أن تكون البداية من إعلامنا الذي عليه أن يرتفع فوق الصغائر والإساءات وأن يكون نموذجاً للريادة والفكر بعيداً عن بعض مقدمي الفضائيات الذين نصبوا من أنفسهم أوصياء علي هذا الوطن من مقدمي برامج الفضائيات قد انقضوا عليه هجوماً وتجريحاً باسم الدفاع عن مصر في وطنية زائفة مغلفة بالدموع أحيانا والصراخ أحياناً أخري ولا نجني من تدخلاتهم وحماقاتهم إلا الدخول في معارك جانبية هنا وهناك وخلق أعداء جدد.
والغريب والمثير في الأمر هو أن "الأوصياء الجدد" من إعلامي الفضائيات هم من ترعاهم الدولة وتحتضنهم ويلتقي بهم رئيس الوزراء مراراً وتكراراً في موقف لا نجد له تفسيراً ويقحم الدولة في مسئولية ما يقولونه وما يصدر عنهم..!
* رئيس الوزراء الرجل الطيب المهندس إبراهيم محلب وهو فعلاً وصدقاً رجل محترم واسع الصدر له العديد من المواقف الإنسانية اصطحب معه وزيرا الصحة والتضامن الاجتماعي حيث قاموا بزيارة إلي مستشفي المقاولون العرب للاطمئنان علي الطفلة التي تم العثور عليها في صندوق قمامة بشبرا.. وهي سابقة لم تحدث من قبل وتعكس جانباً إنسانياً نبيلاً. ولكنها في الحقيقة مستغربة. فالأطفال من هذا النوع بالآلاف. وكل دور رعاية الأيتام مليئة باللقطاء. وما يحدث لهؤلاء الأطفال في هذه الدور يندي له الجبين..!
والجمعية التي سارعت باحتضان طفلة شبرا ووفرت لهم أماً بديلة. استغلت الحادث إعلامياً. والأطفال في هذه الجمعية مثلهم مثل كل الجمعيات الأخري هم مصدر دخل مستمر بعد أن عجزت الدولة عن رعاية "اللقطاء" والأيتام وتخلت عنهم وتركتهم فريسة لتجار الإنسانية..!
* من صالح النظام أن يكون هناك عشرة أو عشرين أو مائة يهاجمون وينتقدون ويتحدثون كما يشاء ويحلو لهم مع الإعلام الغربي. فهذا دليل الحرية والديمقراطية وتعدد الآراء واحترام حق التعبير السلمي. وقوة النظام أيضا وثقته في نفسه وقدراته.. ولكن ما ليس من صالح أحد هو أن يكون الرد علي هؤلاء بالتجريح والتسفيه وإظهار العورات. فهذا ليس أسلوباً مقبولاً إعلامياً أو أخلاقياً..!
* وكل مجموعة أصدقاء أو معارف تجمعوا معاً.. وقرروا أن يصدروا قائمة انتخابية خاصة بهم.. وكلهم يزعمون أنهم في حب مصر قرروا الترشح للبرلمان.. وأنهم حبايب مصر.. يعني حبايبنا.. يعني انتخبونا.. وطيب.. حاضر.. انتخبوهم..!
* أما لاعب كرة القدم المعتزل محمد زيدان. فقد أثبت أنه رجل ذو موقف يحترم مهما كان الخلاف معه في آرائه ومواقفه.. فهذا اللاعب وفي الوقت الذي كان فيه الهجوم ضارياً علي حسني مبارك ونجليه والذي تخلي فيه الجميع عنهم. قام بزيارة إليهم في السجن واستمر متعاطفاً معهم حتي خرجوا إلي الحرية.
وقد تعرض لهجوم وانتقادات وعبارات جارحة مسيئة علي مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما يكتبه في حسابه الشخصي عن مبارك وإعجابه به.
وهي في الحقيقة كتابات وتعليقات تعني وتمثل قصوراً في فهم معاني الاختلاف واحترام آراء الآخرين ومعاييرهم في إصدار الأحكام.
فزيدان لم يخطئ في حق أحد. ولم يحقق له مبارك شيئاً. ولكنه يعبر عن موقف شخصي بحت وله مطلق الحرية والحق في ذلك.. "طب الناس تشتمه ليه"..!
* ومشهد لا يحدث إلا في مصر.. شاب يقود سيارته ويضع سماعة الأذن ليستمتع بالموسيقي التي يرقص ويتراقص معها.. ويده علي "الموبايل" يكتب رسالة.. ويده الأخري تترك المقود بضعة لحظات ليخرجها من النافذة مستعملاً إياهاً كنوع من الإشارة!!
وما يفعله ليس غريباً أو شاذاً.. فإحنا البلد اللي فيها سائق النقل "بيدخن الشيشة" وهو يقودها علي الطريق السريع.. وكله ماشي..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف