المساء
مؤمن الهباء
رئيس البرلمان القادم
مبكراً.. بدأت معركة رئاسة مجلس النواب القادم حتي من قبل ان يكتمل تشكيله.. وكانت الترشيحات المتداولة للمنصب تتأرجح بين ثلاثة أسماء: المستشار عدلي منصور والسيد عمرو موسي والمستشار أحمد الزند.. لكن اتضح ان هناك منافسا قويا أفصح عن نفسه بكل جسارة.. إنها المستشار تهاني الجبالي التي تناولت هذا الامر في حديثين صحفيين علي الاقل.. الاول لصحيفة "المصري اليوم" نشر الاربعاء الماضي.. والثاني لصحيفة "الاهرام المسائي" نشر الجمعة الماضية.
في "الاهرام المسائي" كان السؤال محدداً وكذلك كانت الاجابة.. حيث سئلت: إذا فازت قائمة التحالف الجمهوري في الانتخابات البرلمانية هل يمكن ان تترشحي لمنصب رئيس مجلس النواب لخبراتك الدستورية والسياسية الكبيرة.. وجاءت الاجابة علي النحو التالي:
سيكون ذلك بقرار من التحالف الجمهوري لانه ليس طموحا شخصيا.. ولا يمكن ان اتخذ قراراً بدون موافقة التحالف.. ورئاسة البرلمان لايمثل لي جناح بعوضة.. وأنا احترم العمل الجماعي.. وأنا لم يكن في نيتي الترشح لمجلس النواب.. وشاركت في الانتخابات بناء علي رغبة قيادات التحالف.
أما في "المصري اليوم" فقد طوفت الاسئلة ذات اليمين وذات الشمال وتناولت العديد من القضايا وكذلك كانت الاجابة قوية وأحيانا حادة.
حين سئلت عن تولي بعض الشخصيات رئاسة البرلمان من المعينين قالت: في بعض الاحيان من يشيع لامر يكون خلفه غرض استباقي.. وربما فزع البعض من توهم أني أكون رئيساً للمجلس ما جعلهم يعجلون بأسماء أخري.. وأريد أن اطمئنهم ان المسألة بالنسبة لي تتجاوز تماماً أي مكان وأي منصب في الدولة المصرية بالكامل.. وجميعهم يعلمون أنني رفضت جميع المناصب التي عرضت علي.. لكن أنا قلبي علي بلدي وقلبي علي الشعب المصري.
وحين سئلت تحديداً.. هل رئاسة البرلمان لاتشغلك قالت: لاتشغلني من قريب أو من بعيد.. ولا يشغلني دخول البرلمان أصلاً.. ولا يساوي بالنسبة لي جناح بعوضة.. وأنا بعد منصب القاضي الدستوري لايوجد منصب يساوي طموحه.. لكني أعتبر انه من الاهانة لبرلمان لم يكتمل أننا نحول نواب الشعب الذين يتحملون مسئولية تمثيله بأن يصبحوا تلامذة في مدرسة ابتدائية.. ومن المفترض أن نعين لهم ناظراً.. هذه رؤية تهين البرلمان.. ثم إنه من كان يري في نفسه انه يستطيع ان يكون طرفاً في هذه المسئولية فينزل بشجاعة إلي الشعب المصري مثلما فعلت أنا وعرضت تاريخي وكل مالدي من رصيد للشعب.. ويجب ألا نفرض علي الشعب وصاية.. وربما يكون من داخل هذا المجلس من يستحق ان يكون رئيساً له.. وأتمني أن يرأس هذا البرلمان شاب ونقف جميعاً خلفه.. والخوف من تولي تهاني الجبالي رئاسة البرلمان يعود إلي حبها وحرصها علي التغيير.. وهناك من يريد الاستقرار والاستمرار علي ما نحن عليه.. وهناك من يتصور أن استمرار الاوضاع علي ما هي عليه هو الاستقرار بعينه.. في حين ان هذه الرؤية قاصرة وخاطئة.
وحين سئلت عن رأيها صراحة في ترشيح المستشار عدلي منصور وعمرو موسي وأحمد الزند لرئاسة البرلمان لم تبد أي نوع من المجاملة وقالت: المستشار عدلي منصور شغل المنصب الاعلي للدولة المصرية ولايجوز أن يعود لمنصب أدني.. وهذا الموقف من الممكن ان يغضبه لكن هذا هو رأيي.. وعمرو موسي يفهم قانون بشكل "كويس" لكن المسألة مرتبطة بالاعراف الدستورية علي مستوي العالم.. فلا يجوز للجمعية التأسيسية بالكامل ان تشارك في أي انتخابات لمدة خمس سنوات علي الاقل.. وهذه اعراف دستورية لكن نحن للاسف عندنا شوية تساهل في بعض الامور.. فمن جاء بالدستور لايجب أن يأتي لتطبيقه.. وفي كل الجمعيات التأسيسية بالعالم تعلن منذ اللحظة الاولي من خلال نص أو عرف يطبق انها لاتشغل أي منصب نيابي أو تنفيذي لمدة خمس سنوات.. ومع احترامي الشديد للمستشار أحمد الزند فهو لايستدعي باعتباره ناظر مدرسة فهذا فيه إهانة شديدة للبرلمان المصري.. ويجب ترك انتخاب رئيس البرلمان لاعضائه.. ولا نتسلق علي البرلمان من خارجه لطرح اسماء لرئاسة البرلمان.. لانه يمثل افتائا علي حق البرلمان.. ويمثل فرض سلطة علي سلطة.. لانه بذلك السلطة التنفيذية تقرر حق السلطة التشريعية.
بهذا المنطق تكون المستشارة تهاني الجبالي قد وضعت علامة "*"علي المرشحين الثلاثة.. فهل يقبل المجتمع المصري ان تكون تهاني الجبالي هي رئيسة البرلمان القادم؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف