جمال زايدة
تأملات سياسية - اختبار إرهاب باريس
هل نجحنا فى اختبار الهجوم الإرهابى على باريس ؟بمعنىآخر هل جاءت ردود أفعالنا متسقة مع ردود الأفعال الدولية ؟
أعتقد وبوضوح أن حركة الدولة المصرية ما زالت ثقيلة وبطيئة تجاه الأحداث الدولية .
أولا: لا بد من الأقرار بأهمية صدور بيان من الرئاسة بالتعزية والتضامن مع الشعب الفرنسى لكن رؤساء دول العالم هولاند وكاميرون وأوباما خرجوا على الهواء يتحدثون للصحفيين ويستنكرون ما حدث ويتعهدون بالقصاص من الإرهابيين .. الصورة هنا مهمة وبالغة الأهمية .. تليفزيونات العالم قد تقرأ البيانات لكنها تبث الصور .
ثانيا : فيما يتعلق بالحديث عن الميديا والاعلام : تخلفنا كثيرا فى هذا المجال .. لا مراسلين صحفيين يغطون الحدث على الهواء ولا كاميرات لأى فضائية مصرية.. أما فى اليوم الثانى فمجرد حديث فى الاستديوهات ولا مراسل مصريا وجد هناك .. إعلام عجوز بطىء الحركة . ثالثا : حالة من البطء أيضا على مستوى المجتمع المدنى .. لم يذهب أحد إلى مقر السفارة الفرنسية لوضع إكليل من الزهور أو لوضع شمعة للتعبير عن الحزن .. وهنا لا يجوز إنسانيا المقارنة والمحاجاة بأنهم لم يفعلوا ذلك تعاطفا مع ضحايانا .. هذا واجبنا .. مصر علمت العالم قبل الميلاد التسامح وقبول الآخر .
رابعا : لم نقفز على المناسبة بشكل مناسب لنكرر دعوة مصر والرئيس السيسى إلى مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب .. هذا شأن دولى لم يقتنعوا سابقا به .. لكن الآن كرة اللهب ارتدت إلى قلب أوروبا ومصر يمكنها أن تقدم الكثير .. يكفى اعتراف بريطانيا بأنها تنسق مع مصر فى مكافحة الإرهاب .
خامسا : لم يتصد أى طرف لوقف روح الشماتة التى انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى والتى يتصيدها المراسلون الأجانب .. مصر لا يمكن أن تشمت وإنما سوف تتضامن إنسانيا مع الشعوب الأخرى . المسئولية ليست فقط على الدولة وإنما الإعلام والمجتمع المدنى .