محمد نور الدين
"غرب" .. التآمر والإزدواجية ..!!
حتي في قضايا الارهاب.. ينتهج الغرب "الكيل بمكيالين".. ويطبق المعايير المزدوجة.. وكعادته دائماً تختلف مواقفه وتتباين قراراته.. طبقاً للهدف. ووفقاً للمصلحة. وتبعاً لاسم وسياسة ومكانة "البلد" الذي يواجه ويقاوم بؤر الغدر.. مع ان الجميع مقر بأن الإرهاب ليس له دين أو وطن.. ولا يفرق ابداً بين الاجناس والأديان..!!
لقد انتفض الغرب.. ولا لوم عليه.. مساندا فرنسا.. معلنا دعمه الكامل.. مؤيداً للقرارات والخطوات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية.. لمقاومة ومنع تكرار الجرائم الإرهابية التي شهدتها باريس مؤخراً..!!
في المقابل.. تكالب الغرب.. وعليه كل اللوم.. كاشفا عن وجهه العدائي لمصر.. مستبقاً الاستنتاجات قبل انتهاء التحقيقات.. معلنا تعرض الطائرة الروسية لعمل إرهابي.. محرضاً كافة الدول علي سحب ومنع رعاياها من التواجد علي الأراضي المصرية.. مخططاً ومنفذاً لفرض حصار اقتصادي.. لعل وعسي ينجح في تكبيل الإرادة المصرية.. وهز المكانة والسمعة والريادة الوطنية..!!
رحب الغرب بإعلان فرنسا لحالة الطواريء.. وشن حرب "بلا رحمة" ضد أعداء الإنسانية.. بينما انتقد مصر عندما سلكت نفس النهج.. أشاد بحظر نشر أخبار غير صادرة عن جهات التحقيق الفرنسية.. في حين يتهم مصر بتقييد الحريات ان اتخذت نفس الإجراء.. أيد توسيع سلطة الضبط لاجهزة الأمن الفرنسية.. ومنع التظاهرات والتجمعات.. وعندما اتبعت مصر تلك الخطوات.. اعترض ووصف الوضع بتشديد القبضة الأمنية.. وممارسة القمع والتنكيل ضد النشطاء "إياهم"..!!
تناسي الغرب.. انه ساند ويدعم حلفاءه فحسب.. تاركاً مصر وحدها دون تعاون دولي.. تكافح الإرهاب وتتصدي ببسالة وصلابة.. في الوقت الذي تسارع فيه بإدانة حوادث الإرهاب في اي مكان.. وتؤكد مساندتها ودعمها لشعب وحكومة البلد "المصاب".
تغاضي الغرب.. عن حوادث طائرات عديدة.. لم يعرف اسباب سقوط أغلبها حتي الآن.. بينما في يوم وليلة روج لاكاذيب وشائعات واسباب وهمية لحادث الطائرة الروسية.. تنال من المنظومة الأمنية المصرية.. وتوصمها بالتقاعس والتراخي والقصور..!!
رغم التعاطف المصري والمساندة الوطنية لفرنسا في مصابها الأليم.. إلا أن جرائم باريس أكدت وأوضحت خيوط المؤامرة التي ينسجها الغرب حول الدولة المصرية.. لكنها أقوي وأقدر وأصلب.. ولها تاريخ من التحدي يمنعها من الرضوخ ويحصنها ضد الاستسلام.. وبالتالي لن ينجح الغرب في مخططه.. حتي ولو عاونوه الشامتون.. والناقمون والجاحدون من أعضاء الطابور الخامس..!!
كم من أزمة طاحنة.. تعرضت لها مصر.. ونجحت في عبورها.. ومن ثم فإنها قادرة علي تجاوز الأزمة الحالية.. بأيادي المصريين أنفسهم دون انتظار مساعدة من كائن من كان.. وسوف تقوم بالعمل والانتاج وليس بالشعارات والخطب الرنانة.. وسوف تنهض بالإخلاص والتفاني.. والجد والاجتهاد وليس بالتواكل والانا والنرجسية.. وسوف تنجح بالالتفاف والاصطفاف والتلاحم وليس بالخلاف والصراع حول صغائر.. وحقا سوف تبقي مصر بعون الله.. "أم الدنيا".. وسوف تصبح رغم أنف الحاقدين.. "قد الدنيا"..!!