صلاح عطية
ســــــــتنتظرون طويـــــــــــــلا
تطلع الجميع إلي الغرب ليري كيف سيتعامل مع فرنسا التي عانت سبع أو ثماني عمليات ارهابية في أوقات متزامنة في عاصمتها باريس.
لا خلاف علي إدانتنا جميعا بكل قوة لذلك الإرهاب الوحشي الذي أزهق الأورراح وأصاب المئات بين قتيل وجريح دون ذنب جنوه وبلا رحمة أو شفقة ممن نفذوا هذه العمليات الهمجية.. نحن ندين الإرهاب في كل مكان وفي أي موقع كان ومهما كانت الاسباب فكيف لا ندين مع دولة صديقة كفرنسا التي وقفت معنا وساندتنا وامدتنا بالسلاح ولم ترضخ لضغوط حاولت منعهنا.. مصر بكل مؤسساتها وهيئاتها ادانت ما تعرضت له فرنسا من إرهاب غادر ابتداء من رئيس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسي مرورا بباقي الأجهزة ثم الأزهر الشريف ودار الافتار وصولا إلي عامة الشعب والمثقفين ورموز الشعب الذين تزاحموا علي تقديم واجب العزاء لدي سفارة فرنسا في القاهرة. تماما كما فعلوا في عزاء الشقيقة لبنان التي فجعت قبل باريس بيوم بحادث ارهابي لمتسللين من سوريا ومشاركين من لبنان في تصفية حسابات لما يحدث في سوريا علي الأرض اللبنانية ويسقط بهذه التصفية عشرات من القتلي والجرحي دون ذنب جنوه.
ويتطلع الجميع هنا إلي كيف يتعامل الغرب مع الحادثين فلا يجد بعد العزاء شيئا مما تدافعوا علي اتخاذه ضد مصر في حادث أرادوا استباق أسبابه ووصفه بالحادث الإرهابي.. دون سند ولا دليل وقبل أن يصل التحقيق فيه إلي نتيجة.. أي نتيجة.
ينتظر الجميع.. ويبدو انهم سوف ينتظرون طويلا ولن يجدوا صدي مماثلا لذلك الذي وصلت به مصر.. فمصر غير فرنسا ومصر هي المقصودة دون غيرها وهم الذين يتحينون الفرص أو ربما يصنعونها للاضرار بمصر.
نعم الذين ينتظرون عدلا من الغرب سوف ينتظرون طويلا.. فالعدل شيء لا يرد علي خاطر الذين يتآمرون ولا يرد ايضا في بال من اعتادوا أن يزنوا الأمور بعدة موازين وأن يكيلوها أيضا بعدة مكاييل.
مصر أجلي السائحون منها لمجرد وقوع طائرة لم يعرف السبب بعد لوقوعها.. لم يحدث عدوان علي الأرض.. ولا خرج الإرهاب علي شواطئها.. ولا شوارعها.. ليقتل ويدمر كما فعل في لبنان أو في باريس ومع ذلك تحرك الغرب مواسيا لبنان دون أن يمنع عنها السياح أو يجلي منها السياح.. أو يحضر الطيران إليها أو منها وحسنا فعل وان كانت الأسباب هنا تختلف عن باريس.. فالغرب يفعل هذا مع لبنان لأسباب تاريخية تربطه بلبنان وهو في باريس لا يستطيع أن يفعل ما فعله مع مصر لأن باريس قطعة من الغرب فكيف يجري العقاب علي نفسه.. أما مصر فهي العدو اللدود الذي استطاع أن يفلت من مقصلة التفتيت والتقسيم والحرب الأهلية بفضل جيشه الذي حافظ علي الوطن وحافظ علي تماسكه وواجه الإرهاب وحاربه فلابد من ان تعاقب مصر ولابد ان تهدم سياحتها ويدمر اقتصادها.. كل هذا ولم يحدث ارهاب يهدد أحدا ولم تعرف أسباب سقوط الطائرة بعد.. الحصار يبدأ وللأسف ينضم إليه الصديق الروسي.. لا يمنع سياحه فقط عن شرم الشيخ حيث اقلعت الطائرة وإنما يمنعهم عن كل مصر ولا يكتفي بأن يمنع طائراته وإنما يمنع أيضا طائرات مصر للطيران.. ليسيء إليها أبلغ اساءة بل ويسيء إلي كل مصر دون مبرر.. ويتطلع الناس إلي الصديق الروسي بحزن وينتظرن وارجو ألا ينتظرون طويلا.. يتطلعون إلي أن يصحح مواقفه الظالمة.. التي ظلمت مصر واساءت إليها.. دون ان يفكر في قراراته التي لا تبررها أي تحليلات استخبارية لأنها في النهاية تبقي مجرد تخمينات لا ترقي إلي مرتبة اليقين.
وإلي هؤلاء.. وهؤلاء يندفع إلي عدائهم الشامتون المترقبون لكل مصيبة علها تخرب الوطن الذي ظننا يوما ما انهم ينتسبون إليه.. فإذا بهم لا يعرفون لهم وطنا.. بل يعرفونه عدوا يتطلعون إلي هدمه ويشمتون فيما أصابه.. بل ويستدعون هذا الغرب الذي يعتدي علي مصر ليستكمل عدوانه علي مصر باحتلاله لها وأيضا يبشرون أنفسهم بقرب هذا الاحتلال.
هؤلاء يسيرون إلي آخر الشوط في الغدر والخيانة والتآمر والذين ينتظرون من هؤلاء أن يفيقوا إلي انفسهم فإنهم واهمون وأيضا سوف ينتظرون طويلا.. لما لن يأتي أبدا.