الجمهورية
احمد الشامى
بريطانيا .. "الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس"
لا يريد الانجليز ان يصدقوا ان ضوء الشمس الذي كان يشرق فوق امبراطوريتهم لما يقرب من 500 عام قد أفل وأنها زالت إلي الأبد بنهاية الحرب العالمية الثانية وحصول الهند وباكستان علي استقلالهما عام 1947. وتأكد ذلك في عام 1956. عندما هاجمت بريطانيا مصر في قناة السويس لتنسحب مجدداً بعد أسبوع. فهي تتعامل مع العالم خصوصاً مصر بتعال وكأنها قوة عظمي. أو أن القاهرة مازالت مستعمرة بريطانية من حق الانجليز توجيه الإهانات إليها دون ان ترد. ناسية ان الامبراطورية البريطانية لم يعد لها وجود وأن عليها ان تتعامل معنا دون عنجهية.
فإصرار لندن حتي الآن علي القفز فوق التحقيق في حادث الطائرة المنكوبة والوصول إلي نتائج مفادها امتلاك مخابراتها معلومات عن سقوط الطائرة الروسية بقنبلة وضعها "داعش" أو مجموعة قريبة منه في الطائرة. وفق وزير خارجيتها فيليب هاموند الذي لا يزال يروج لأن بلاده تمتلك معلومات استخباراتية ذات طبيعة حساسة بشأن تحطم الطائرة الروسية في سيناء لم يتم تبادلها مع مصر "لأسباب واضحة". في الوقت الذي كشف فيه مسئولون أمريكيون ان المخابرات الإسرائيلية رصدت اتصالات بين عناصر تابعة لتنظيم ولاية سيناء بشأن الحادث. وأن تل أبيب قدمت هذه المعلومات لكل من بريطانيا والولايات المتحدة. ولم تنقلها لمصر. وطبعاً معروف ان أمريكا وبريطانيا صديقتان لتنظيم الإخوان الإرهابي عباءة "داعش" ولذا تسعي الدولتان إلي إخفاء أي معلومات تحرك هذين التنظيمين عن مصر. ومن المعروف ان لندن تؤوي أخطر عناصر الإخوان. ولذا لم يمسها الإرهاب خلال الفترة الأخيرة. فيما لا تكف واشنطن عن استقبالهم في مؤسساتها ومساندتهم. وبعدها يهدئ المتحدث باسم الحكومة البريطانية. ادوين سموال. الانتقادات الموجهة إلي بلده قائلاً: "تبادلنا المعلومات بشأن الطائرة مع مصر. وكأنه يتعطف علينا ولا يعلم ان القاهرة تساند كل دول العالم في مكافحة الإرهاب. في حال كانت لديها رغبة في التصدي له.
وفي الوقت الذي دفعت فيه فرنسا ثمناً لموقفها المندد بالإرهاب. إذ شهدت باريس مساء الجمعة الماضية. عمليات اطلاق نار وانفجارات ما دعا الصحف الفرنسية إلي وصف الحادث قائلة إنها "حرب في باريس" بعد ان خلفت 129 قتيلاً علي الأقل وعشرات الجرحي. أما واشنطن فظلت عامين تقود تحالفاً بزعم ضرب "داعش" ولم تكن عملياتها سوي تضييع وقت. ولذا لم تسفر عن نتيجة. أما الرئيس التركي الأحمق فليس أكثر وعياً من أقرانه. إذ لا يزال يعيش في دور السلطان العثماني صاحب امبراطورية القتل والقهر باسم الإسلام معتقداً ان من حقه ان يتدخل في الشأن المصري. فقد اظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تركية أنه يضع مجسماً لشعار "رابعة" علي مكتبه وهو يتحدث مع الرئيس الأمريكي تليفونياً. وهو لا يتوقف عن رفع الشعار نفسه خلال خطاباته. لدعم جماعة الإخوان الإرهابية متصوراً ان هذه التصرفات الصبيانية ستعيد مرسي إلي الحكم.
وأقول لكم إن مصر ظلت صامدة في وجه الإرهاب سنوات من دون ان يمد لها أحد يد المساعدة. بل تنظر إليها أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون فضلا عن تركيا وقطر بشماتة. وأسرعوا بالضغط علي لندن وموسكو لوقف رحلات السياحة إلي شرم الشيخ بعد ان زعموا علناً سقوط الطائرة الروسية بقنبلة "داعش" لمحاصرة مصر اقتصادياً. لكن عندما وقعت "الحرب" في قلب باريس وقتل وأصيب المئات وفق وصف الصحف الفرنسية. خرج علينا الرئيس الأمريكي باراك أوباما منكس الرأس. قائلاً: ان فرنسا ساندت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً. ولهذا فإن أمريكا تقف مع الشعب الفرنسي في معركته ضد الإرهاب والتطرف. ولم نسمع انه قفز إلي نتائج الحادث واتهم "داعش" أو غيره من التنظيمات الإرهابية أو قرر وقف السياحة إلي باريس. والأغرب من ذلك ان بريطانيا ظلت صامتة ولم يصدر عنها أي تعليق ولو حتي "فيبريشن". تنفيذاً للمثل القائل "أسد علي ومع الكبار نعامة" ولذا عليها ان تتأكد ان "امبراطوريتها غابت عنها الشمس". وكذا "أردوغان" الذي أدي زوال الامبراطورية العثمانية وفشله في إعادتها بمساعدة الإخوان إلي إصابته باهتزاز نفسي. ولذا يعمل سكرتيراً لأوباما ليساعده في تحقيق حلمه الذي تحول إلي كابوس بفضل إرادة الشعب المصري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف