الأخبار
محمد السيد عيد
ومالها الدراما السورية واللبنانية أليست النساء فيها كالمهلبية ؟
قال عالي المقام والسيد الهمام، المسئول عن تراجع الإعلام، أنه لما نزل الظلام، جاءوا به ليلاً والناس نيام، ليجعل إعلام مصر في مستوي العصر، فاجتهد وفكر، وتأمل وتدبر، حتي اهتدي أخيراً إلي أن إعلام الحكومة موضة قديمة، وأن تدميره منفعة عظيمة، ويفتح الباب للقنوات الخاصة، ويجعل الدنيا هايصة، وتمتليء الشاشة بالإثارة والتسلية، بدلاً من برامج الهباب المسمي تنمية، كما أنه يفتح باب استيراد البرامج والمسلسلات أمام المستوردين الكبار، ويزود مكاسب التجار، ويرفع مستوي الدخل في تركيا الشقيقة، ويجلب لها السياحة علي الحقيقة.
وبعد أن توصل الرجل الكبير لهذا الكلام الخطير، قرر فتح كل أبواب التراجع أمام الإعلام المحلي، حتي يفتح الأبواب للإعلام المستورد الجهنمي.
سأله المغرضون عن سبب وقفه لإنتاج الدراما المصرية، فقال لافض فوه، ومات كمداً حاسدوه : ومالها الدراما السورية واللبنانية ؟ أليست النساء فيها كالمهلبية ؟ مالها الست هيفاء بنت وهبي ؟ علي جمالها يالهفة قلبي ! ومالها سيرين بنت عبد النور ؟ أليست مثل طبق البللور ؟ أم تقصدون بحقدكم الدراما التركية ؟ وتنسون أنها تأتي من بلد الخلافة الإسلامية ؟ وترفضون مهند وحبيبته نور، وكل منهما بدر البدور ؟ أم ترفضون حريم السلطان ؟ ولاتحبون السلطانة هيام وزوجها سليمان، وترفضون المؤامرات العجيبة، في بلاد الخلافة الحبيبة، وتتمسكون بإعلامكم الهزيل، ولاتريدون الاستمتاع بالمستورد الجميل ؟ أقسم إنكم لستم أهلاً للنعمة، وإنكم تصيبونني بالغمة.
قالوا له : الأمر لايقف عند المسلسلات الشامية والتركية، بل وصل إلي الهندية والأوكرانية ومسلسلات أمريكا اللاتينية. قال : هذا هو الانفتاح. أجابوا : بل هو سداح مداح. زجرهم : كفوا عن النباح.
قالوا : لكن وزير إعلام مبارك العتيد، الذي تصفونه بالفساد الشديد، كان يعطي الدراما المصرية عناية زائدة، ويجتهد لأن تكون هي الرائدة. قال : دعكم من الماضي ورجاله القدماء، فقد جاءكم إعلامي من العظماء، وسيأخذكم من ظلام المحلية، لآفاق التألق والعالمية. ومن خلال التخلي عن الريادة المصرية، سيتغير المصريون تغيراً عظيماً، لم يعرفوه أبداً قديماً.
قالوا : كان أسلافك الذين تصفونهم بالرجعية يهتمون باللهجة المصرية، ويسعون لأن تكون الأكثر انتشاراً في البلاد العربية، فلماذا نراها في عصركم تقهقرت. وانهزمت وتراجعت، وصارت اللهجة السائدة في إعلامنا الآن هي اللهجة الشامية، نسمعها ليل نهار في مسلسلات أجنبية ؟ حينئذ اعتدل في جلسته، وأبدي لهم عظمته، وقال كلاماً لو نقش بالإبر علي عيون البشر لكان عبرة لمن انحدر ( عفواً : أقصد لمن اعتبر ). قال : إعلم أن المصريين يتكلمون بهذه اللهجة منذ سنوات طويلة، والتكرار من الأشياء المرذولة، لذلك قاموا باستبدالها بلهجة كلها دلع، حين يسمعها الإنسان قلبه ينخلع، والبركة في التغيير فاسمع كلام خبير.
سألوه : وماذا عن برامج المنوعات ؟ لماذا انعدمت في أيامكم وماتت أو كادت أن تموت ؟ فقال : هذه فلسفة عميقة لاتدركها العقول العتيقة. ماله برنامج ستار أكاديمي ؟ أم أنك لاتحب المسابقات ؟ أنظر مثلاً لمسابقات الرقص الشرقي والغربي؟ ستجد جمهورها بالملايين في كل بلد عربي ؟ أنظر إلي مسابقات الطبخ أومسابقات الكرة، ستجدها مبهرة. إنها تثبت كل يوم إنه حقاً عالم مسابقات، كما أن هذه المسابقات تتكلف ملايين الجنيهات، والفلوس في مصر أزمة الأزمات، فكيف ننافس اللبنانيين وليس لدينا غير الفتات ؟ ثم إن الناس تحب أن تتفرج علي النجوم المشاركين بهذه البرامج والنجمات. ويعشقون مشاهدة النساء العاريات، والرقص والاستعراضات. فلا تجعلوا من أنفسكم أوصياء عليهم، ولاتفرضوا رأيكم علي الإعلاميين وعليهم.
قالوا له : مادمت تري أنك علي صواب فإن إعلام مصر إلي خراب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف