من يعتقد أن القرارات التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا في أعقاب حادث الطائرة الروسية المشئوم، تعد انقلابا في علاقات روسيا بمصر، يكون مخطئا جدا بل وواهما.. ولماذا؟ لعدة أسباب سأذكرها لاحقا!
قرار بوتين بمنع الطيران المصري من الوصول لمطارات روسيا، له أسبابه الوجيهة.. فمن المؤكد أن الرئيس الروسي، والذي كان رئيسا لواحد من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، "الكي جي بي"، يعلم الكثير من بواطن الأمور والأسرار الخفية وراء الأحداث التي ترتكب في العالم.
ولأن بوتين حريص على العلاقات المصرية، والتي هي وثيقة الصلة منذ عقود وإلى الآن، فقد عرف أن هناك مندسين وحاقدين على هذه العلاقات ولا يتمنوا لها النجاح، فقد عقد العزم على أن يفوّت عليهم الفرصة بهذا القرار حتى لا يتمكنوا من تحقيق أهدافهم مستغلين طائرة قادمة من مصر.
ولأن الروس قد علموا من خلال أجهزتهم المخابراتية العالية، بتورط أجهزة وتنظيمات دولية في مسألة الطائرة الروسية، فقد أعلنت روسيا عن مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مرتكبي الحداث، ولأنها تعلم أن منفذي الحادث الجناة مأجورين ومجندين من قبل تنظيمات دولية، فقد رصدت هذه المكافأة الكبيرة، التي بالطبع ستغري من تم إغراءهم بالفتات من قبل، فهو مبلغ أكبر بكثير مما دفعته التنظيمات الأخرى للقيام بهذا الحديث.
ولأن روسيا تعلم أنها تتعرض لمؤامرة كبيرة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية، فليس خفياً عليها أنها ستتعرض لمؤامرات ربما أكبر قريبا إما على أراضيها، وإما لرعاياها في الخارج، فهي تتخذ حذرها حاليا تجاه أي إعتداء من الممكن أن تتعرض له من قبل الكارهين.
لذا، توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء 17 نوفمبر في اجتماع أمني، مدبري تفجير طائرة الركاب الروسية A321 فوق سيناء المصرية بانتقام لا مفر منه.. وجاء وعيد بوتين بعد إبلاغ الاستخبارات الروسية للرئيس الروسي أن قنبلة يدوية الصنع كانت وراء تفجير الطائرة المنكوبة.. وقال الرئيس الروسي، إن تفجير الطائرة الروسية هو من ضمن الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا.
وقال بوتين إن روسيا ستجد الإرهابيين الذين قاموا بتفجير الطائرة الروسية في أي مكان في العالم وسنعاقبهم، وأوعز الرئيس الروسي للاستخبارات الروسية بالتركيز على البحث عن المتورطين في تفجير الطائرة الروسية.
وحذر بوتين الجميع الذين يحاولون مساعدة الإرهابيين من أنهم "سيتحملون كامل المسؤولية عن انعكاسات ذلك".. كما أكد أن الضربات الروسية الموجهة ضد الإرهابيين في سوريا "يجب أن تتواصل وتزداد كثافة" لكي يدرك المجرمون أن "الانتقام لا مفر منه"، قائلا: "أطلب وزارة الدفاع والأركان العامة بتقديم اقتراحات بهذا الشأن. إنني سأقوم بالتأكد من تنفيذ هذا العمل".
وفي محاولة لدرء الفتنة مع مصر، أشار بوتين إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا الجرائم الإرهابية الهمجية وغالبا دون أية أسباب داخلية أو خارجية واضحة، كما حدث أثناء تفجير محطة القطارات في فولجوجراد نهاية عام 2013".
على كل الأحوال، من يريد تعكير صفو العلاقات بين مصر وروسيا هو معروف تماما لدى الجانب الروسي قبل المصري، بل ومعروف لدى العالم.. والمقصود منه هو تركيع مصر من قبل الأعداء والمستعمرين، الذين لن يرضوا أن ترفع مصر رأسها، دون اللجوء إليهم لمباركتها بل والتحكم في مصيرها.
من كل قلبي: هيهات وهيهات وهيهات، مصر لن تركع أبدا، وسترفع دوما رأسها وسيظل شعبها أبي وجيشها فداء.. مصر مصر مصر أمنا وفخرنا وعزنا ومجدنا.. نيلها الحياة، منّة الإله.. شعبها أبي وجيشها فداء... لك الله يا مصر... اللهم أحفظك يا وطني من كيد الكائدين ومكر الماكرين!!!