الأهرام
على بركة
لم تكن مجرد مباراة
روسيا قلبت الدنيا عندما أعلن رئيسها بوتين أن الطائرة الروسية قد سقطت فى سيناء بفعل فاعل .. ولا بد أن نؤيدها فى مسعاها (الذى هو مسعانا أيضا ) فى القبض على الجناة, ولا بد أيضا أن نعى النتائج الكارثية من جراء هذا الاعلان الذى ضرب السياحة المصرية فى مقتل، ولا بد ايضا ان نقول للرئيس بوتين : شكرا لأنك أعدت تفجير كل طاقات التحدى الموجودة فى جينات المصريين التى بكل أسف لا تستنفر إلا عند الأزمات .

تستيقظ الهمة المصرية فى ستاد برج العرب العالمى بالاسكندرية بعد رقاد طويل , وقد امتلأ الاستاد عن آخره بالجماهير , وكلها جاءت من أماكن بعيدة مختلفة حاملة معها ــ دون اتفاق ــ علم مصر لتشجع المنتخب المصرى أمام تشاد فى المباراة التى كانت قد أقيمت بعد ساعات من إلقاء بوتين بيانه الكارثى على الاقتصاد المصرى .

فى هذه اللحظة أتحد الجميع من أجل مصر بما فيها «الطبيعة» التى تعاطفت مع مصر المحاطة بأمان الله وأمنه , فرفضت نوة «المكنسة» أن ترسل أمطارها وعواصفها (كما كان متوقعا) , واكتفت فقط بأن ترسل باقة ورد للشعب المصرى مصحوبة ببطاقة حب مكتوبا عليها عبارة :«مصر العظيمة لن تنحنى ابدا».

لم تكن مجرد مباراة , بل مهرجان للصوت والضوء فى عيون المصريين الذين تأخر احتضانهم لمصر وقد عادت إليهم أمهم فاتحة ذراعيها ليضع الابناء رؤوسهم المتعبة على صدرها ويبكوا .

لم تكن ابدا مجرد مباراة بل رسالة الى أعداء هذا الوطن أن قناديل الأمل فى مصر مضاءة, وأنها ستظل مضاءة مهما عانى شعبها وتعرض إلى ما لا يحتمله الاحتمال , وما لا يستطع الصبر أن يصبر عليه .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف