الجمهورية
يسرى السيد
كوميديا سوداء في الانتخابات البرلمانية ومصر للطيران !!
هدف كل حزب سياسي هو الوصول للحكم عن طريق صندوق الانتخابات الذي يؤدي إلي قبة البرلمان ومنه إلي تشكيل الحكومة والمشاركة في حكم البلاد بنسبة يحددها الدستور الذي يختلف من نظام سياسي لآخر.. هذه هي القاعدة البسيطة التي تتأسس عليها الحياة الحزبية في أي بلد.. والسؤال الذي يشغلني ما هو شكل الحياة السياسية في مصر بعد الانتخابات البرلمانية إذا كتب لمجلس النواب أن يستكمل مدته بالنجاة علي الأقل من سيل الطعون القانونية بعدم دستوريته؟!.
أهم ما يشغلني أن كل ولن أقول معظم الأحزاب التي سيكون لها تمثيل صغر أو كبر تحت قبة البرلمان جاء بها رأس المال يعني باختصار شديد أو علي بلاطة كما يقول أهل بلدي سيكون الولاء لرجال الأعمال الذين انفقوا علي حملاتهم الانتخابية وليس لمن اشتروا أصواتهم أو حصلوا عليها بطريقة أو باخري بعيداً عن أهداف الديمقراطية الحقيقية.. يعني باختصار ستكون الكارثة كارثتين.. الأولي أن الأحزاب التي لها تمثيل كبير تحت قبة البرلمان سيكون ولاؤهم ايضا لرأس المال والثانية أن غالبية الأعضاء المستقلين سيكون ولاؤهم ايضا لرأس المال باعتبارهم رجال أعمال في المقام الأول أو أنفق علي حملاتهم الانتخابية رجال أعمال.. باختصار أبسط يكون السؤال: من يدافع عن هموم وأحلام البسطاء والفقراء تحت قبة البرلمان؟.. هل هناك إجابة.. المشكلة أن الإجابة للأسف لا أحد!!.. الخطير في الأمر أن هذا المجلس منوط به تشريع أكثر من 84 ألف قانون حتي تتطابق مع الدستور الجديد.. يعني الكارثة تتعدي حدود عمر المجلس إلي عمر الدستور وحياة المواطنين عشرات السنين القادمة التي تقصر أو تطول طبقاً للأجل المكتوب!!.. أقول ذلك ولم أتطرق إلي المستوي الثقافي لبعض النواب أو لعددهم الذي يحتاج لحاو كي يستطيع تقسيم الوقت بينهم في كل جلسة إذا أرادوا جميعاً الحديث.. ولك أن تتخيل لو كنت رئيساً لمجلس النواب وحيرته في تقسيم وقت الجلسة بين أعضاء المجلس البالغ عددهم 596 عضواً.. يعني بحسبة بسيطة لو تكمل كل عضو دقيقة واحدة بدون فواصل أو مقدمات تكون الجلسة الواحدة 10 ساعات للاعضاء فقط.. طبعاً الذي يراهن عليه من حددوا العدد يعتمد علي نسبة الغياب الجسدي أو النوم في الجلسات أو ما شابه ذلك من بعض أحفاد أبي الهول الذي لا يسمع لهم صوت طوال الدورات البرلمانية!!.
البحث عن مرشح
طبيعي أن يبحث المرشحون عن الناخبين ويذهبون إليهم بشتي الطرق وأكثرها شيوعاً الآن هي الأغاني. فكل مرشح كلف شاعراً وملحنا أو صاحب استديو صوت وبعض محترفي الكمبيوتر في إعداد أغنية له باسمه وإنجازاته وصفاته واستغل البعض بعض ألحان الأغاني الشهيرة ووضع عليها كلمات تتوافق مع اسمه وشخصيته والرمز الانتخابي للمرشح.. فهذا شعاره الغزال فيختار أغنية كعب الغزال يا متحني.. وذاك لواء سابق فيختار تسلم الأيادي.. وذالك رمز الكاميرا فيختار أغنية صورة صورة.. وهكذا.. ووصلت الدعايات إلي جانب الولائم والموبايلات إلي جانب السكر والزيت إلي شراء الأصوات ووصل سعر الصوت في بعض البورصات الانتخابية من 800 وألف جنيه.. المهم وسط كل ذلك طالبت وبح صوتي في ضرورة أن يبذل كل ناخب الجهد الكبير للبحث عمن سيرشحه واختياره لتمثيله.. لكن يبدو أن الكلام سهل والتنفيذ صعب.. اتضح ذلك عندما قررت أن أخوض التجربة بنفسي لاختيار المرشح الفردي والقائمة الحزبية الفردية أو المجمعة.. ويبدو أن المهمة تشبه البحث عن إبرة في كوم قش!!.. قررت في البداية البحث عن المرشحين أصحاب أقل دعاية انتخابية.. وكانت مهمة صعبة جداً لكن الأصعب منها الوصول إليهم لمناقشة افكارهم حتي أعطيهم صوتي الذي اعتقد أنه غال جدا وإلي وقت كتابة المقال مازالت المحاولة مستمرة.. أما القوائم فالجهد أصعب.. في بعضها تسأل نفسك السوال الشهير: إيه اللي لم الشامي علي المغربي؟.. يعجبك شخص إلي حد ما فتفاجأ بآخر لا تعجبك موافقه السياسية أو لا تعرفه من الأساس.. والرد هنا بسيط أنت تنتخب قائمة حزبية بناء علي برامج الحزب وليس علي مرشحيه الذين يختارهم الحزب علي مسئوليته؟.....الإجابة نعم معك حق لكن ماذا نفعل مع قوائم اختلطت فيها برامج الأحزاب المختلفة وتوجهات فكرية قد تكون متعارضة وشخصيات من أقصي اليمين إلي اقصي الأفكار التي قد لا تحبها أو لا تتفق معها؟... باختصار أنت مطالب أن تتعامل مع القوائم مثلما كان يتعامل معنا بائع الخضار زمان في وقت ارتفاع اسعار الطماطم حين كان يصر أن تشتري أكثر من نوع خضار راكد في السوق أو لا تحبه شخصياً مثلاً عليك أن تشتري إلي جانب كيلو الطماطم ثلاثة كيلو باذنجان واثنان كيلو بطاطس وكيلو بسلة مع ربطتين فجل وكام ليمونة لتعصرهم علي نفسك وأنت تشتري هذه البضاعة من أجل عيون الطماطم!!.. وهكذا عليك أن تنتخب قائمة من أجل عيون شخص واحد فيها وتضطر لاختيار الباذنجان والبطاطس والفجل والحنضل كمان من أجل عيون الطماطم اياها.. بالذمة إيه المسخرة دي!!
الكوميديا السوداء لمضيفي مصر للطيران
مستمرة مع سبق الإصرار والترصد
نشرت الإسبوع الماضي ما يحدث من كوميديا سوداء في اشتراطات اختيار رؤساء اطقم الضيافة في مصر للطيران.. طبعاً كنت انتظر تحقيقاً لكن المفاجأة الكبري هو قيام الشركة بالإعلان عن نتيجة الاختبارات ليتم اختيار 129 شخصاً ليضيف بعضهم حلقة سوداء من المسلسل ومن هذه المشاهد التي أهديها لرئيس مصر الطيران ووزير الطيران الآتي:
تم استبعاد 25 شخصاً لأسباب مختلفة.. بينهم مضيفتان جويتتن بحجة العودة من اجازة بدون مرتب لم يمر عليها سنتان قبل صدور الاعلان علي الرغم من قبول الادارة أوراقهما واجتيازهما اختباري اللغة الإنجليزية وإجراءات السلامة والشرط الأخير لم يرد في الاعلان.
..تم استبعاد مضيف جوي بحجه العودة من اجازة بدون مرتب لم يمر عليها اكثر من سنتين قبل صدور الاعلان علي الرغم من قبول أوراقة.. كما تم استبعاد 21 آخرين لأسباب مختلفة قيل إنها متعلقة بالملف الأمني رغم أنهم يعملون بالشركة!! ولأسباب وظيفية أو فنية.. رغم مراجعة الشركة للملف الخاص بكل المتقدمين قبل إجراء الاختبارات الفنية التي لم يرد بعضها بالإعلان.. مضيف جوي ورد اسمه بكشوف من اجتازوا المقابلة رغم عدم ورود اسمه بالكشوف الرسمية المعلنة من الشركة لمن اجتازوا الاختبارات.. مضيفة جويفة لم تطر رحلة واحدة مع الشركة منذ عام 2012 وليس معها سوي طراز واحد من أصل 4 طرازات للطائرات وهو طراز الإيرباص 330 وال 340 وإجمالي ساعتها 1739 ساعة فقط حتي أكتوبر الماضي "منذ التحاقها بالعمل في عام 1999" ولو كانت تتحصل علي ساعات اعتباريه مقدارها 450 ساعة طيران سنوياً "شرط التصعيد السنوي" مضروبة في 12 عاماً حتي عام 2011 وهو العام الذي تم فيه حظر ضم الساعات الاعبتارية للأخذ بها عند الترقي لوظيفة رئيس طاقم..لكان مجموع ما تحصلت عليه هو 5400 ساعة مضافاً إليها 1739 ساعة ليصبح المجموع 7139 وهو رقم لا يحقق الشرط المطلوب بالإعلان وهو 8000 ساعة!!! مضيفتان كانتا بإجازات بدون مرتب خلال فترة أقل من سنتين سابقتين للإعلان بالمخالفة لشرط فيه.. مضيف جوي مستثني من اختبار اللغة الإنجليزية باعتبار أنه قد قام باجتيازه خلال إعلان 2010 في حين أن إعلان 2010 لم تكن الشروط منطبقة عليه لعودته من إجازة بدون مرتب سبقت صدور اعلان 2010 بأربعة أشهر وكان الإعلان يشترط عدم الحصول علي اجازة بدون مرتب لمدة ثلاث سنوات سابقة للإعلان.. نقول كمان ولا كفاية!!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف