الجمهورية
جلاء جاب اللة
نحن لا ننتج شيئاً.. تلك هي المؤامرة !!
في مظاهرات فرنسا الغاضبة بعد أحداث 13 نوفمبر كانت هناك يافطة مكتوب عليها "لقد قررنا مقاطعة منتجات العرب.. لكننا اكتشفنا أنهم لا ينتجون شيئا"..!!
توقفت كثيرا عند هذه "اليافطة الصادمة".. إنها الحقيقة.. بل أكاد أجزم أنها المؤامرة.. فماذا ننتج نحن العرب وفي المقدمة مصر؟
البترول الخام الذي يستوردونه.. ثم يعيدون تصدير منتجاته لنا؟ بعض المنتجات الغذائية مثل البصل أو الفراولة؟ بينما نحن نستورد القمح الغذاء الرئيسي للشعب؟
"إنهم لا ينتجون شيئا" تلك هي الحقيقة الصادمة.
إنهم يستهلكون كل شيء حتي النفايات الغربية.
إنهم يفعلون أي شيء.. إلا الإنتاج.
إنهم يقولون كل شيء.. وعندهم القرآن!!
هؤلاء هم العرب بدون جلد للذات أو حديث عن المؤامرة..!!
لدينا بطالة حقيقية في مصر زادت خلال الشهور الأخيرة الماضية.. وفي نفس الوقت لدينا مصانع وهيئات تطلب عمالة فنية.. ولا تجد!!
لدينا خريجو جامعات لا يعملون.. يجلسون علي المقاهي يدخنون الشيشة وغيرها.. ويجلسون بالساعات أمام "فيس بوك" و"تويتر" وبالتالي فهم صانعوه.. ومنتجوه.. وهم أيضا المستهلك كل ذلك وهم علي نفس الكرسي جالسون!!
الحقيقة الصادمة هي المؤامرة الحقيقية التي تعيشها مصر الآن.. لقد خسرنا في سياحة شرم الشيخ خلال شهر واحد - حسب بعض المصادر - أكثر من 2 مليار جنيه.. وطبعا السياحة هي المورد الأهم للعملة الصعبة مع قناة السويس وما يبعثه المصريون في الخارج لذويهم..!! أين هو الإنتاج؟. أين ناتج التصدير؟ أين الصادرات التي تحصل علي دعم من الدولة لكي يكون لنا سوق؟
لقد تحدثنا كثيرا عن مؤامرة تديرها الصهيونية العالمية وأنا واحد من الذين يرفضون نظرية المؤامرة في كل شيء.. لكن أؤمن بوجود مؤامرة كبيرة علي مصر.. تعاون فيها أعدقاء "أصدقاء وأعداء" ضد مصر.. وهناك أكثر من سيناريو لهذه المؤامرة.. وأن هناك مؤامرة لإعادة تقسيم المنطقة ككل وتفكيك مصر هدف أساسي في هذه المؤامرة.. لأن مصر هي القلب النابض وأحد الركائز الأساسية لاستقرار المنطقة.
ومع إيماني الكامل بهذه المؤامرة التي تم التخطيط لها منذ انتصار أكتوبر 1973 وتوحد العرب ومنع النفط العربي "وهو المنتج الوحيد المهم للعالم" عن الدول التي تقف ضدنا.. ومع قناعتي بأن هذا المخطط بدأ باستغلال ثغرات لدينا مثل الانفتاح الاقتصادي الذي كان هدفه لصالح المواطن فتم استغلاله لصالح الكبار وبعض الدول وبرغم كل هذه القناعات.. إلا أنني مؤمن بأن المؤامرة الحقيقية صنعناها نحن بأنفسنا ولأنفسنا وهي أننا "أمة لا تنتج".. أمة تحارب نفسها بالوكالة.. وتأكل قوتها من صنع غيرها حتي الملابس التي كانت شكلا من أشكال تميزها أصبحنا نستوردها..!!
هل هي أيضا مؤامرة علينا ألا ننتج شيئا؟ سيقول البعض: نعم هي مؤامرة حتي نظل سوقا رائجة لمنتجاتهم..!!
والحقيقة أننا نحن الذين نتآمر علي أنفسنا ونتآمر علي مصر لدينا ألف مصنع معطل.. وإمكانيات لإقامة ألف مصنع آخر.. ولدينا سوق أفريقية واسعة.. بل يمكننا باستنساخ التجربة الصينية مع تعديلات جوهرية لصالح مصر.. نستطيع أن نكون مركزا صناعيا وإنتاجيا كبيرا في المنطقة.. وخدمة أوروبا نفسها..!!
زرت بنجلاديش منذ عام وزرت المصانع التي تحتاج كثافة عمالية.. مثل النسيج.. لأفاجأ أن القطن في المصانع مستورد ولكنهم استوردوه لانخفاض تكلفة العمالة في هذه المصانع التي تنتج قماشا وملابس لحساب أرقي الشركات العالمية.. وتباع في أوروبا وأمريكا؟
لدينا منتجات نوعية تتفق مع ما نملكه من إمكانيات.. ومع ما وهبه الله لنا من خامات طبيعية ومن طبيعة خاصة لمصر وهذه الأمور كلها أبجديات يعرفها الصغير كما يعرفها الكبير.. فلماذا لا نستغلها لنكون شعبا منتجا؟
قد تكون هناك مؤامرة بالفعل.. وأنا مع هذه الرؤية لأنه لا يمكن أن تكون كل هذه الحقائق التي نعيشها مجرد صدفة.. ولا يمكن أن يكون ما يحدث في سوريا وليبيا بعد العراق ومن بعدهما اليمن ومن قبله جنوب السودان.. وما يحدث من مساعدات واضحة للإرهاب.. لا يمكن أن يكون هذا كله مجرد مصادفات..!!
هناك مؤامرة بالفعل.. ولكن المؤامرة الأكبر هي ما نفعله نحن بأنفسنا..!!
تلك السلبية القاتلة.. هذه الحالة الغربية التي نعيشها خاصة بعد ثورة ..2011 من خلال مطالب فئوية فقط.. وعادة يكون صاحب الصوت العالي هو الأقل عملا وإنتاجا.. حالة غريبة أصبحت سمة جديدة في سمات الشخصية المصرية وثقافة المواطن المصري.
أتمني لو يطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة مصرية وطنية للمصريين فقط.. لا نريد مساعدات من أحد نريدها مبادرة وطنية مصرية 100% كما حدث في 30 يونيه و3 يوليو 2013 لا نريد المظاهرات أو الخروج للشارع بل نريدها مبادرة للإنتاج.
تعالوا نفكر خارج الصندوق.. وكما يتم التفكير في استصلاح 1.5 مليون فدان تعالوا نجهز مليون مصنع صغير.. تكون مصانع بسيطة لإعداد مكونات لمصانع كبيرة.. تعالوا نفتح عقولنا.. لدينا عقول مصرية رائعة.. أين بنك الفكر المصري الذي يمكنه جمع كل المقترحات ووضعها موضع التنفيذ..؟
نريدها مبادرة وطنية تجمع العقول المصرية والأموال المصرية والأيدي المصرية والفكر المصري في بوتقة واحدة لكي نتغلب علي تلك المؤامرة.. ونكون شعبا منتجا!!
محمد العزبي.. والصحافة والحكم!!
عمنا وأستاذنا الكبير مقاما وقيمة الأستاذ محمد العزبي أتحفنا بكتابه الجديد "الصحافة والحكم" في سلسلة "كتاب الجمهورية" بعد أن أصدر مؤخرا "كناسة الصحف".. وبطبيعته فهو مهموم بالصحافة التي عاش طوال حياته في محرابها وترك كلية الطب حلم كل شباب جيله ليدرس الصحافة في كلية الآداب.
ومحمد العزبي ابن قرية العزيزة مركز المنزلة دقهلية لمن لا يعرفه هو واحد من أفضل كتاب مصر وواحد من أفضل القراء.. لذلك.. كان كتابه ومعظم كتبه شهادة صحفية علي واقع نعيشه ودرس للغد.
يقول قبل مقدمة الكتاب كلمات رائعة "كلما لاح في الأفق حبس صحفي أتحسس قلمي.. أخال "السن" انقصف.. وأخشي أن ترتعش يدي مع أنني لست معارضا أتجاوز حدودي أو مشاغبا تطيش كلماتي.. أو في قلبي هوي".. قدم نفسه بشكل رائع.. وأضيف عليه بل أنت مشاغب عف اللسان.. معارض محترم تقدم الرأي والرؤية.. وأهم صفاتك بالفعل يا أستاذنا أنه ليس في قلبك هوي إلا حب مصر..!!
وفي إهدائه يذكر كل من وقف إلي جواره لإصدار الكتاب مثل الصحفي أيمن الحكيم ونجله سامح العزبي.. وبطريقته الباسمة.. يقول "ولقد أسهم آخرون في إصدار هذا الكتاب وأنا آخرهم"..!!
ومن يقرأ الكتاب يعتقد أنه أستاذ مهموم بجريدة "الجمهورية" التي عاش فيها معظم حياته الصحفية صحفيا ومديرا لتحرير العدد الأسبوعي ورئيسا لتحرير الإجيبشيان جازيت.. ولكن الحقيقة أنها كانت المدخل لهموم الصحافة المصرية ككل وعلاقتها بالحكم.. منذ ثورة يوليو حتي الآن.
الكتاب أكثر من رائع ويحكي من خلال مقالات رائعة عن تاريخ الصحافة المصرية مع الحكم والحكام.. تحية لأستاذنا وعمنا العزبي أطال الله عمره ومنحه الصحة وزاد من عطائه.. آمين!!
همس الروح
أحبها
أهوي النسيم مداعبا أنفاسها
أهوي الضياء خاجلا من ضيها
أهوي الورود.. كاحمرار خدودها
يا عقلي إني أحبها.. أريدها
فاترك حديثك المجنون واسمع
هذي أحاديث قلبي الهائم بها
أحبها.. أحبها.. أحبها
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف