المساء
محمد عمر
قلوبنا مع فرنسا.. ولكن !
للأسف بدأ توظيف الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في باريس وتبناها تنظيم داعش لممارسة العنصرية والتحريض ضد الجالية المسلمة في فرنسا وبقية دول الغرب.. فقد أعلنوها صراحة انه سوف يتم إغلاق المساجد وحرق المصحف كأبسط رد فعل علي هذه الهجمات.. ناهيك عن التهميش والمعاملة السيئة التي يلقاها المسلمون هناك وقرار الحكومات بعدم منح تأشيرات جديدة لأي مسلم ووقف الرحلات من وإلي البلاد العربية والإسلامية وغير ذلك من الأفعال التي أخذت الحابل بالنابل والتي من شأنها سوف تتسبب في اشعال الفتن بين الغرب والمسلمين أكثر مما هي مشتعلة وستزيد الأمور تعقيدا لأنها ستؤجج مشاعر الكراهية ضد أناس لا علاقة لهم بالأساس بالعمليات الإرهابية.
لا شك اننا نرفض الجرائم البشعة التي يقوم بها تنظيم داعش لأنها تتنافي مع الإنسانية والدين وكل القيم الأخلاقية النبيلة إلا أننا نرفض كذلك اضطهاد الغرب للمسلمين وتعميم العقاب عليهم نتيجة أفعال قلة ضالة منهم من منطلق أن السيئة تعم وعليهم أن يدفعوا جميعا الثمن.
إن جرائم داعش في فرنسا جاءت لليمين المتطرف علي طبق من ذهب لتنفيذ مخططاته والتي يطالب فيها بطرد المسلمين من الأراضي الأوروبية والضغط علي باريس لانتهاج سياسات انتقامية ضدهم رغم أن معظمهم يعيشون في حالهم ويرفضون كل الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام في أوروبا وكثير منهم يتعايشون وينخرطون في مجتمعاتهم بتسامح ومحبة وعمل دءوب ساهم بشكل كبير في تطور هذه البلاد.
كل ما نخشاه أن تؤدي هجمات باريس إلي زيادة انتشار عدوي العنصرية تجاه العرب والمسلمين فبعد أن كان اليمين المتطرف هو الطرف الوحيد الذي يتبني هذه السياسات إلا أننا لا نستبعد أن تنتشر العنصرية بين فئات أخري سياسية ومدنية كانت كثيرا ما تدعو للتسامح والتعايش المشترك بين الجانبين الفرنسي والمسلم.
نتمني أن يراجع الغرب نفسه ويفرق بين "الإرهابي" و"المسالم" بحيث ¢لا تزر وازرة وزر أخري¢ وأن يتخلي عن سياسته العنصرية التي ستجلب عليه المزيد من الويلات والدمار لأنها ستساهم في انتشار التشدد والتطرف الذي يؤدي بدوره إلي توسيع دائرة العنف.
إشارة حمراء
أعلنت روسيا أن أكثر من 72 ألف سائح روسي تم إجلاؤهم حتي الآن من مصر بعد سقوط طائرتها في سيناء.. ونحن نسأل الأصدقاء الروس هل إجلاء مواطنيكم من مصر سيمنع أن تطالهم يد الإرهاب الأسود؟.. إذا كانت إجاباتكم بنعم نقول لكم اسألوا الفرنسيين!!
..وإشارة كروية
منتخبنا الوطني حرق دمنا.. فرغم صعوده للتصفيات النهائية للوصول لكأس العالم إلا أنه تسبب في دخول تشاد التاريخ من أوسع أبوابه لأن التاريخ سيسجل له أنه فاز علينا بهدف في المباراة الأولي.
فوز مصر بالأربعة أمس ليس إنجازاً بل بداية الاختبار الصعب لأننا سنواجه الكبار في المرحلة القادمة.. كل التوفيق لمنتخبنا الوطني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف