وحدها فقط النجوم قادرة علي تحقيق الانتصارات في الساحرة المستديرة كونها تمتلك من الخبرة والمهارات الخاصة ما يجعلها تصنع الفارق في المواقف الصعبة وتحسم المباريات لصالح فرقها.. وتلك الحقيقة اثبتها من جديد نجوم منتخب الفراعنة حسام غالي وعبدالله السعيد ومصطفي فتحي وهم يقودون ببراعة وابداع وتألق فريقنا الوطني لتصحيح أوضاعه في ضربة البداية لتصفيات قارتنا السمراء المؤهلة لمونديال العظماء بروسيا ..2018 عندما سحقوا بجدارة ومعلمة منتخب تشاد برباعية مزيكا ونظيفة.. لنجومه عبدالله السعيد والنني وكوكا بهدفين لتتنفس الكرة المصرية بهذا الفوز الكاسح للفراعنة الصحراء بعد 72 ساعة من الرعب والتوتر والقلق والغموض عاشها الملايين من المصريين بسبب الهزيمة الصارمة التي تعرض لها منتخبنا بهدف نظيف من تشاد في لقاء الذهاب وهو المتذيل للتصنيف القاري والعالمي حدث ذلك لان لاعبينا ومدربهم الارجنتيني كوبر تعاملوا مع اللقاء باستهتار وتهاون مع المنافس فكانت الهزيمة الفضيحة.. ورب ضارة نافعة فالدرس كان قاسياً نزل علي الجميع كالصاعقة واصابهم بالذهول فمازال مشوار حلم الوصول للمونديال في البداية وكان لابد ان يستفيق لاعبو المنتخب وجهازهم الفني ويعلموا جيداً ان التعامل باحترام وتقدير وتركيز وبإعداد نفسي وذهني للمنافس هو الطريق الامثل للانتصارات والبطولات بالإضافة لبذل الجهد والعرق والتسلح بالروح القتالية وثقافة الفوز وان يكون الجهاز الفني يقظاً في اختياراته للتشكيل طبقاً لفورمة اللاعبين لانه من الخطأ الاستعانة بلاعب بعيد عن المباريات أو عائد من الإصابة وإذا كان لابد ان يعتمد التشكيل علي الشباب لضمان تحقيق عنصر السرعة والقوة و النشاط والحيوية فانه لا غني عن النجوم أصحاب الخبرة والمهارات الخاصة ممن يمتلكون القدرة علي التحكم في رتم اللعب وصنع الفارق فالمنتخب المصري افتقد القائد في الملعب والعقل المفكر في لقاء الذهاب مع تشاد.. والممثلة في النجم حسام غالي كابتن المنتخب ومع تصحيح هذه الاخطاء استطاع فريقنا الوطني ان يكشف عن الوجه الحقيقي لقدراته فتسيد اللقاء كاملاً بعد ان تحلي الفراعنة بجماعية الاداء والسرعة وحسن التنظيم والانتشار والاستغلال الإيجابي للمساحات الخالية وعلي التركيز الجيد في الاستفادة من الفرص المتاحة بالدقة في اللمسة الأخيرة ليدك الفراعنة شباك الفريق التشادي المتواضع برباعية ممتعة وملعوبة وكان يمكن مضاعفتها في الشوط الثاني ولكن الحظ عاند نجومنا والذين انتقموا وثأروا لانفسهم ولسمعة الكرة المصرية فتلاعبوا بالفريق الضيف صاحب الامكانيات المتواضعة جداً ليتوقف هذا الانتصار الكبير عند الرباعية.. واعتقد ان ما حدث مع تشاد من ظروف صعبة صنعناها بأيدينا حتي عادت الابتسامة للملايين من عشاق الفراعنة سيكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة في رحلة الوصول الشاقة لمونديال روسيا لان ما هو قادم أصعب بكثير حافل بكل التحديات وشراسة المنافسة من القوي العظمي للكرة الأفريقية من أسود وفهود ونسور.. إلخ هذه القائمة لوحوش الادغال السمراء بدوري المجموعات للتصفيات والمؤهلة مباشرة للمونديال فبعيداً عن تواضع مستوي المنافس فقد قدم نجوم منتخبنا صورة مقنعة ومشرفة لمستواهم الحقيقي أمثال كهربا وعمر جابر وكوكا وأحمد حجازي إلخ هذه القائمة من اللاعبين المميزين ولا ننسي النجم العالمي الغائب الحاضر محمد صلاح ومعه محمد عبدالشافي.. وهنا يستحق صبري رحيل الذي لعب بدلاً منه الاشادة والتحية علي هذا التألق ولعلنا نتفق ان منتخب الفراعنة يمتلك جيلاً من المواهب القادرة علي جعل حلم المونديال الروسي حقيقة واقعة ينتظرها ملايين المصريين منذ 28 عاماً.