الأهرام
عمرو الدردير
رونى ضد الإرهاب
لم تكن المباراة التى جمعت المنتخب الإنجليزى مع ضيفه الفرنسى على ملعب وبمبلى العريق الثلاثاء الماضى مجرد لقاء ودي، لاسيما وأنها كانت المباراة الأولى التى يخوضها منتخب فرنسا عقب الهجمات الإرهابية التى هزت العاصمة باريس.

وأذا كان بالنسبة للكثيرين، فوز انجلترا بالمباراة بهدفين نظيفين لا قيمة له، ولا نتيجة وأحداث المباراة ايضا ذات قيمة لان الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للجميع هو إظهار التضامن فى مواجهة الإرهاب الاسود الذى ظهر عندنا فى شرم الشيخ ووقفت القوى العالمية كلها ضد مصر فكان الرد الالهى بهجمات فرنسا الارهابية والتى تحول اتجاه العالم نحوها لمساند لعاصمة النور باريس.

عموما أرى أن مساندة الشعب المصرى بكل طوائفه لمدينة السلام شرم الشيخ هى الأهم والأعظم الآن لكن ما تجيش به النفس هو سياسة الحكومة الحالية فى إدارة الازمة والتى أنتهت عند إقامة اجتماع مجلس الوزراء بمدينة السلام والاكتفاء بمباراة المنتخب الاوليمبى مع الكاميرون هناك الأفكار كثيرة ومتعددة لعودة السياحة لشرم الشيخ ليس منها الدعاية المحلية التى نركز عليها الآن وهى دعاية شبيهة الى حد كبير مما حدث عندما تقدمنا بملف للفوز بتنظيم كأس العالم 2010 وركزنا يومها على الدعاية فى محافظات مصر وتركنا العالم لجنوب افريقيا تخطط وتمرح وفازت جنوب إفريقيا باللتنظيم وحصلنا نحن على صفر المونديال.

أتمنى ألا نحصل على «صفر» إدارة الازمة هذه المرة وان نخرج للعالمية ونفكر خارج الصندوق ولو لمرة واحدة.

ويحضرنى الآن تصريح النجم الانجليزى واين رونى قائد المنتخب ، الذى سجل الهدف الثانى لإنجلترا فى المباراة عندما قال «الهدف رسالة لجميع أنحاء العالم، وسيظهر مدى التكاتف والتوحد مع أنفسنا ومع فرنسا ، وبإمكان كرة القدم مساعدة الكثير من الناس». وقبل انطلاق المباراة، أقيم حفل تأبين تاريخى للضحايا الذين سقطوا ، حيث غنى 71 ألف متفرج امتلأت بهم المدرجات النشيد الوطنى لكلا البلدين، فيما تشابكت أذرع اللاعبين ببعضهم البعض، قبل أن يقف الجميع دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا. ترى ماذا فعلنا نحن اتجاه ضحايا شرم الشيخ؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف