جمال زهران
اختطاف البرلمان بالمال السياسي.. بغطاء حكومي
المتتبع لما يجري في المرحلة الثانية للانتخابات بعد أن كشفت المرحلة الأولي عما يخفيه غطاء «الباكبورت» من نفايات نظام مبارك ورموز فساده وقوي المال بكل صلف وغرور منتهكة القانون جهارا نهارا أمام عيون شعب مصر بل والعالم كله، ليفرضوا سطوتهم علي المجتمع والرئاسة من خلال اختطافهم للبرلمان في ظل حماية حكومية صريحة، يري استمرار ظاهرة سيطرة المال السياسي علي المشهد الانتخابي وإعلام رجال الاعلام السياسي، يجسد هذه الصورة لتزييف وعي الشعب وتبليغه مشهد الانتخابات ونتائجها وإرغامه علي قبولها، وسعيه إلي تعبئته للتصويت لرموز المال السياسي..
هذا هو ملخص المشهد باختصار وتركيز، حيث يحاول المال السياسي الذي يتجسد في رموز نظام مبارك - وبالمناسبة سقط منهم كثيرون من أصحاب الصوت العالي أمثال:
وكذلك في رموز المتأسلمين من حزب النور والاخوان المتخفين لحين نجاحهم وسيرفعون شعار رابعة تحت القبة، وإن غدا لناظره قريب!!
لذلك لم أتعجب من مشاهد الفجور السياسي في الزفة الانتخابية الحالية:
١ - تصريحات ليونس مخيون بأن البرلمان يمكن شراؤه بـ٢٠٠ مليون دولار!! (المصري اليوم ١٣/١١/٢٠١٥) وهو رئيس حزب النور المتأسلم - المطلوب حله طبقا لنص المادة ٧٤ من الدستور، يعلن أيضا: اتهام «ساويرس وقرطام والبدوي» بشراء البرلمان!! (الوطن - ١٣ نوفمبر ٢٠١٥).
٢ - يرد عليه آخرون من رموز مبارك، بالقول بأن الحزب (النور) ممول من جهات أجنبية!! ويتساءل كثيرون عن مصادر تمويل الحزب، دون اجابة!!
٣ - ينشر حزب المصريين الأحرار قوائم مرشحيه، في الصفحات الأخيرة من الصحف، وتكلفة الصفحة الواحدة في الجرنال الواحد نحو ٢٥٠ ألف جنيه!! كما يعرف من تصريحات ومعلومات مباشرة تمويل الحزب لكل مرشح باسمه ٢ مليون جنيه، واستخدام البعض لغسيل سمعة رموز مبارك، وغسيل أموالهم (نموذج شبرا الخيمة أول وثان).
٤ - تصريحات الشاب محمد بدران - عضو لجنة سياسات جمال مبارك - والقريب من الرئاسة، بأنه ممول من رجال أعمال مصريين علانية وبدون مواربة، وأن عدد مرشحي الحزب الوطني الفاسد والمنحل علي قوائمه تتجاوز ٦٠٪، ويتباهي بذلك!!
٥ - حديث أبو هشيمة عن أنه يقوم بتمويل مباشر لحزب مستقبل وطن، وبذلا عن تمويل جهات أجنبية وأجهزة مخابرات للحزب!! يا نهار أسود!! ويمر هذا الحديث دون تعليق حكومي ممن يقبضون الآلاف ويديرون الانتخابات في مجلس الوزراء، وفي اللجنة العليا للانتخابات!!
٦ - حديث ساويرس المتكرر بتمويل الانتخابات علنيا، وإصراره علي أن تكون له الغالبية وتكوين الحكومة بالتعاون مع حزب مستقبل وطن والوفد، وجميعهم رأسماليون متوحشون!!
٧ - صمت اللجنة العليا وأجهزة الدولة عن المال السياسي الذي ينفق في الدعاية الواضحة دون رد فعل، يؤكد التشارك الحكومي في التستر علي جريمة غسيل الأموال في الانتخابات من رجال أعمال مبارك والمتأسلمين، في مقابل الاصرار علي الابعاد العمدي لقوي الثورة (تحالف العدالة الاجتماعية في المقدمة بنقائه الثوري)، وكذلك صحوة مصر ببعض رموز الثورة، وآخرين، بينما سمح للقوي المضادة بدعمها والتستر عليها بشكل علني، بالمناسبة سألت عن تكلفة اللافتة المعلقة علي لوحة اعلانات الشركات المتخصصة، وجدت أنها تصل إلي ربع مليون جنيه للواحدة!! فكم مليونا أنفقت علي الانتخابات بصمت حكومي عمدي!! وصمت لجنة عليا للاشراف الشكلي علي الانتخابات.
ان رجال الأعمال وقوي المال والنفوذ، قد سيطروا علي المرحلة الأولي وكذلك الثانية، وسط مقاطعة شعبية وجماهيرية واسعة تؤكد أن الشعب مازال حاضرا في المشهد ويراقبه ويمكن أن يسقطه في الوقت المناسب، ولا يخدعنك نجاح شخص أو آخر، كجزء من الديكور، من أصحاب القامات لزوم توابل تزييف المشهد كما توقعناه من بداية كتابة سلسلة هذه المقالات (٤ أشهر)، الثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله. ومازال الحوار متصلا..