الإرهاب العالمي وعرفناه.. وذُقنا مراره. جنودنا الغالية علينا.. تتساقط بالغدر. ولأنهم درعنا الواقية يستهدفهم الإرهاب. فتشرب الأرض دماء طاهرة.. لرجال جعلوا مهمتهم أمننا. ووهبوا حياتهم من أجل حياتك.
علي الحدود.. يا مني
لم يكتفوا بالحدود والميدان.. نزلوا لكل الميادين. حتي صار مجرد وجودهم في أي شارع يمنحنا الأمان.. مدوا أيديهم في جسور وكباري ومشاريع. وصناعات.. وزعوا سياراتهم علي الأحياء. لتصبح السلع الغذائية في المتناول.. قالت لي شغالتي: إنها اشترت "اللحمة" لأولادها من "عربية جيش" بخمسة وثلاثين جنيهاً. وسأشتري مثلها وأنا مطمئنة علي ما يدخل فم أولادي. ذكرني ذلك بثنائية البرادعي. والمذيعة مني الشاذلي.. حين تهكم الأول علي ما تقدمه القوات المسلحة من خدمات وصناعات لأهل البلد. وقال: "الجيش مكانه علي الحدود يا مني".
وجيشنا كان معنا علي الحدود. وأيضاً داخلها. يحمينا من جماعات تبطش ولا ترعي الله. فأين الثنائية الإعلامية مما يقوم به الجيش الفرنسي الآن داخل الشوارع وبين المدنيين؟!!
ونعود لما بدأنا به.. فالإرهاب العالمي وعرفناه.. ولكن ماذا عنه في البيوت. وداخل القلوب؟!.. وسؤالي: لماذا صار الرجل في معاملته وعاطفته تجاه المرأة إرهابي المشاعر. والأفعال.. حتي يصل بها للرد بمحاولات اتقاء شره. بالابتعاد عن تواجده. ثم بالمقاومة والاستغاثة بالأقرب. وأخيراً الاستعانة بالسلطات.. بعد أن أصبح اللجوء لشرع الله أمراً بعيد المنال من رجال لا يخشون الله.
في البيت يا راجل
كان أقصي وأقسي ما يفعله أبونا بأمنا كلمات عتاب.. وقبلها حنان وبعدها احتواء.. وعليه تقع المهام. فهو المصدر الوحيد للإنفاق. فإن أصابته عثرة.. يداريها عنها.. من فرط عزة النفس. وحتي لا تهتز قدراته. وعرفنا من آبائنا جملة عن جيب السبع. الذي لا يفرغ أبداً.
لم نسمع من كبارنا العيب.. وصرنا نسمعه من الشباب الذي يجلس في المطعم. وعلي المحطة وفي الشارع.. ألفاظاً غريبة. وسباً علنياً لفتاة بجواره. هي حبيبة لم تدخل بيته بعد.. وداخل البيوت الجديدة. والفتيات الصغيرات حدِّث ولا حرج.. إهانة واستهانة. واستغلال و"استهبال". فإن استنفد مالها. ذهب ليأتي علي صحتها.. فعليها كل الأداء. وعليه متابعة مباريات الكرة. أو جلسات أصدقاء. ولكل زوج ما يشغله عن زوجته وأولاده.
من الأغاني.. يا حبيبي
أحدث الأغاني تعكس ما حدث من إرهاب في قلوب النساء.. وما وصلن إليه: سميرة سعيد أضحكتني لدرجة صوت سمعه كل من حولي.. وهي تقول "وأديني سبته شفت أهه ما حصلش حاجة.. باكل وباضحك واشتغل واعمل كل حاجة".. وتكمل "بُعدك مش متصنف مصيبة. بالعكس أنا حاسة مرتاحة وسعيدة".
يا خبر.. كانت تخاف من بُعده.. قصة حب أو زواج.. ترددت قبل الإقدام علي إنهائها.. حيث افتقاد رجل حكاية كبيرة في مجتمعنا. وتهمة موجهة للمرأة. مهما كان الجاني هو. ثم تحولت إلي.. فرد القامة وشد العظام وشم الأنفاس.. والعودة للحياة والتكيف بقوة.. ومحاولة فرحة.
وبقدر ما ضحكت.. بكيت من قلبي.. علي باقي الكلمات.. "أنا عارفة إنك ماشي تقول عليَّ.. أنا واحدة شريرة وقوية ومفترية.. شايفين يا ناس دي عملت إيه فيّ.. ولو حد عايز يعرف مين فينا الضحية.. يسأل في مواقفنا القديمة".
وتكمل سميرة سعيد وتحفر الدموع مجري في الخد.. "أنا قاسية ولا.. ده كله من كُتر الأسية.. ما متمثليش إنك سليمة" وتنتهي أغنية "ما حصلش حاجة".
وأعلن الحرب علي إرهاب الرجال.. وسلمت يا كل أنثي مجروحة.. وما حصلش حاجة.
ومن.. أنغام
أنا ممكن أكتب لك تعهد مني إني حاعيش لوحدي باقي عمري.. بس أعيشه باحترام.. يا يا أنغام.