صابر شوكت
طفل بولاق المعجزة.. والانتخابات.. ورجال نخنوخ !
إنني مع الملايين بأنحاء الجمهورية العازفين عن التصويت في الانتخابات البرلمانية.. نمثل أكثر من ٤٠ مليون ناخب قررنا منذ المرحلة الأولي للانتخابات إعطاء ظهورنا للجميع لأسباب عديدة.. أهمها شعورنا باليأس وأن شيئاً لم يتغير للأفضل في مصر بعد ثورتين شعبيتين عظيمتين.. ورغم انه أصبح معنا رئيس ينحت في الصخر وكأنه وحده منذ توليه.. فإننا نلوم عليه عدم الإسراع في تحقيق آمالنا نحن الذين نراه بطلاً شعبياً أبداً لن يخون الأمانة وسيغيث ملايين البسطاء الذين حملوه المسئولية لاستعادة مصر من المفسدين.. إن الملايين الغاضبة عزفت عن المشاركة في انتخابات المرحلة الأولي.. بعد أن فوجئت بأتباع هؤلاء المفسدين يترشحون بفجور ويعلنون انهم مستقبل هذا الوطن.. وبعضهم يحب مصر جداً.. وبعضهم يمثل تيار الاستقلال وغيرها من الشعارات التي تعيدنا إلي ذكريات برلمان ٢٠١٠ وأوهام الحزب الوطني.. والكارثة ان بعد ثورتين يفاجأ الملايين بهؤلاء يعودون لنا في برلمان الثورة بنفس اسلوب الهمبكة التي كانت تدار بها انتخابات مبارك وعهد الإخوان الذين سرقوا ثورة يناير ودمروا أحلام شبابها.. لذلك تركنا لهم كل شيء. والحقيقة ان هؤلاء المرشحين لا يريدوننا.. فهناك ١٥ مليون ناخب يمثلون ٢٠٪ من الناخبين.. هؤلاء هم فقط الذين يريدهم هؤلاء المرشحون للبرلمان.. أتدرون لماذا؟ لأن بين كل دائرة بأنحاء الجمهورية يوجد طفل معجزة علي رأس قائمة أو فردي.. وهو كلمة سر ناجحة طوال حكم مبارك وحتي الإخوان استخدموه أيضاً.. هؤلاء يريدون ٢٠٪ فقط من الناخبين.. هم أغلبهم للأسف حوالي ٨٠٪ منهم تذاكرهم الانتخابية ليست معهم.. ولكنها دائماً عند سماسرة الانتخابات الذين يتفاوضون بها مع مرشحي اسلوب «الطفل المعجزة» للحصول علي ثمن الأصوات.. فينجح برلمان الطفل المعجزة كما استمر طوال عهد مبارك.. يحكمنا بهؤلاء الناخبين.. إنني سأكشف عن طفل بولاق المعجزة.. الذي يوجد مثله في كل دائرة بهذه الانتخابات.. كان صبي خرده.. ثم تاجرا بالمخدرات.. ثم عمل كأحد أهم رجال شبكة «نخنوخ» الإجرامية وكان صبيا نجيبا للبرلماني الراحل بدر القاضي مرشح الحزب الوطني السابق.. وبعد قيام ثورة يناير ومشاركته مع مجرمي نخنوخ في قتل الثوار.. قرر الترشح لبرلمان الإخوان بدعم من أكبر رجل أعمال في مصر وبولاق - ورغم انه «مسجل خطر» واستخرج بطاقة مزورة ليستطيع الترشح ونجح ببرلمان الإخوان.. ولأنهم كانوا في السلطة وقتها.. قدمت أنا كاتب هذه السطور إلي «الكتاتني» رئيس برلمان الإخوان.. والبلتاجي وزير أمنهم السري معلومات هذه الجرائم.
فوجئت بهم يتفاوضون معه سراً بإخضاع مديري شبكة نخنوخ بأنحاء الجمهورية ليعملوا تابعين للإخوان «ميلشيا سرية» وتقريباً حصلوا علي نصفهم.. وكافأوا الطفل المعجزة بالسفر معهم في الرحلة التاريخية للقاء ملك السعودية كأحد رموز شباب ثورة يناير في برلمان الإخوان.. وعلق صور المرشد والكتاتني علي موله الزجاجي حتي ألقت بها أجهزة الأمن في البحر منذ شهور وأيضاً قام اللواء «هشام لطفي» مدير مباحث الجنوب حالياً بالقبض عليه وخروجه بكفالة في البطاقة المزورة.
ولكن لأنه طفل معجزة.. فوجئت به مرشح رأس القائمة لأحد التيارات ويتبعه وزراء وسياسيون سابقون.. وسيخرج له نسبته مع سماسرة الانتخابات لينجح في أخطر برلمان تشهده مصر.
لذلك.. قررت أن أنزل يوم ٢٢ لأمنع هذه الكارثة التي ستجري وأمنع الطفل المعجزة من النجاح بأخطر برلمان.. وأدعو ٤٠ مليون ناخب مصري عازفين.. أن ينزلوا للتصويت لحماية مصر والسيسي من هذه الكارثة القادمة ان كانوا يحبونه حقاً.
وللسادة رؤساء اللجنة العليا.. أقول.. أعتقد أنكم تعلمون سر الطفل المعجزة.. خاصة السيد المستشار عمرس مروان.. فقد كان في مكتبي ذات يوم وحصل علي كل معلومات الطفل المعجزة ضمن معلوماته عن شبكة نخنوخ أثناء لجنته الثانية لتقصي الحقائق عن الثورة.