أظن أنه لم يعد هناك أدنى شك فى عمق الأثر الذى أحدثته فى الوجدان المصرى الضربة الجوية التى لقَّن بها نسور مصر الدرس الواجب لعصابات «داعش»، ولرعاتها فى ليبيا.
شعور كنسيم الحياة سرى فى عروقنا ونحن نتنفس كرامة وعزة ويقينا يترسَّخ يومًا بعد يوم، بأننا أحسنّا الخيار بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى قائدًا للمرحلة، وأن الحس الجمعى الشعبى أوعى من كل النظريات المعلَّبة والمستحدثة، التى أراد بها الأعداء، من الداخل والخارج، التشكيك فى ثورتنا وقرارنا بتحميل السيسى الأمانة.. تجلَّى بوضوح إذن أنه الجدير بحمل هذه الأمانة، وأنه لا ولن يفرط فى سيادتنا، تطبيقًا لعبارته الخالدة إن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى ..
ومن هنا كان لزامًا على القائد المصرى الأصيل، استعادة الـ99% من أوراقنا التى منحها الرئيس الأسبق أنور السادات للولايات المتحدة الأمريكية، بقرار منفرد قادنا إلى حالة مهينة من التبعية لواشنطن وسياساتها المعادية للحقوق العربية، والداعمة بكل السبل والوسائل لإسرائيل وطغيانها والتهامها يوميًّا الأراضى الفلسطينية وانتهاكاتها للمقدسات العربية والإسلامية فى القدس الشريف.. وما يؤكّد استقلالية القرار المصرى واتساقه التام مع أولوية الإرادة المصرية، ذلك التخبُّط المزرى فى ردود الفعل الأمريكية وأدواتها وذيولها، فى أعقاب ضربة قواتنا المسلحة لعصابات داعش ، ومن أشدّها إيلامًا القول بأن القوة ليست حلًّا! .
فعلًا يحق هنا القول بأن الشيطان يعظ..! حيث لم يعد مطلوبًا منا الاستشهاد بالتاريخ الدموى لأمريكا، بل يكفى ما أذاقتنا من هول فى العقود الأخيرة، والمشهد المحزن فى العراق، الذى دمَّرته آلة الحرب الأمريكية بوحشية قلّ نظيرها، إضافة إلى الأسلوب الديمقراطى! الطافح باحترام حقوق الإنسان فى معتقل أبو غريب الكئيب، حتى لا نتكلَّم عن جوانتانامو.. ومن مآثر واشنطن، رعاية كل التنظيمات الإرهابية المتسترة بعباءة الدين، لتدمير كل أقطار الوطن العربى وتفتيتها إلى دويلات عرقية وطائفية، وإطلاقها فى سوريا واليمن وليبيا، وكانت مصر من أهداف المخطط الشرير، لولا عناية الله وثورة الشعب واختيار السيسى على رأس المسؤولية.
أوباما الذى يستنفد أموال دول الخليج فى تحالف كبير ضد داعش ، حتى تنتفخ خزائن شركات السلاح عنده، يشير إلى أهمية محاربة داعش فى العراق وسوريا! لكنه ضد محاربة التنظيم الإرهابى فى ليبيا! والأدهى أنه يريد أن تبحث الدولة المصرية عن فرص عمل لأعضاء العصابة، بعد أن فاجأته الخطوة المصرية بعدم إقامة أى اعتبار للوصاية الأمريكية، التى كبَّلتنا فى غفلة من الزمن.
استعادت المحروسة أهم أوراقها، والمتمثلة أساسًا فى حماية الأمن القومى المصرى، إذ لم يعد خافيًا على أحد أن واشنطن تلجأ إلى أحط السبل لاستهداف جيشنا وتفكيك دولتنا، فبعد سقوط حكم الإخوان أطلقت عصابات داعش فى ليبيا لجرّ قواتنا المسلحة إلى مستنقع قاتل، لكن السيسى كان واعيًا ويقظًا، واستمر فى استعادة أوراقنا، بدعم شعبى كاسح، سوف يكتسح فى طريقه كل مخططات الخيانة، وكل أعداء مصر فى الداخل والخارج، ولا عزاء لواشنطن وعملائها.. وتحيا مصر.
مقالات التحرير