المساء
أحمد سليمان
العمليات الروسية في سوريا كشفت الخديعة الأمريكية
ما فعلته روسيا في سوريا خلال اليومين الماضيين يمثل ضربة موجعة في قلب تنظيم "داعش" الإرهابي. ويمثل في الوقت نفسه ضربة قوية لجهود الولايات المتحدة التي تهدف بالمقام الأول إلي دعم المعارضة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد وجيشه النظامي.
أمريكا أنفقت أكثر من ملياري دولار علي الجيش السوري الحر المعارض لبشار منها نصف مليار علي التدريبات في الولايات المتحدة وأماكن أخري في العالم والباقي يمثل قيمة السلاح الذي أمدت به هذا الجيش السوري المعارض. والذي سقط معظمه في أيدي تنظيم داعش الإرهابي "كما تزعم واشنطن" بطريق الخطأ .
الولايات المتحدة تقف الآن مصدومة من النتائج المبهرة التي نفذها الطيران الروسي والبحرية الروسية ضد داعش والتي تمثلت في مقتل 600 داعشي وتدمير 500 سيارة صهريج محملة بالبترول الخام في طريقها لتكريره في العراق . وضرب حقلين للبترول يستخدمهما التنظيم في جلب الدولارات لشراء شباب العالم والانفاق علي عملياته وشراء السلاح والخبراء في مختلف المجالات وتدمير مركزين للقيادة الداعشية و112 هدفاً استراتيجياً لهذا التنظيم. مستخدمة في ذلك الطائرات المقاتلة والمقاتلة القاذفة والقاذفات والقطع البحرية والصواريخ العابرة للقارات.
هذا الذي تفعله روسيا في سوريا جعل الأمريكان يقفون مشدوهين . ويتكشفون أمام مواطنيهم المخدوعين بانفاق المليارات الأمريكية علي حرب وهمية ضد داعش في سوريا.
وعلي الرغم من أن الإمكانيات التكنولوجية الأمريكية تفوق الروسية بفارق زمني حوالي عشر سنوات علي الأقل بخلاف الاقمار الصناعية التي تمسح كل شبر في سوريا وتعرف أماكن مبيت وتحرك كل عضو في داعش سوريا إلا أن الولايات المتحدة لم تستخدم هذه الإمكانيات إلا في تنفيذ مخططها وعندما استخدمت روسيا جزءاً ضئيلاً من تكنولوجيتها ظهر الفارق واضحاً.
قبل سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء قدمت روسيا طلباً للأمريكان للجلوس والتباحث بشأن التنسيق بين قوات الجانبين العاملة في سوريا ولكن كانت واشنطن تماطل وبالأمس فقط وبعد العمليات الروسية الحاسمة ضد داعش تملأ الولايات المتحدة وسائل الإعلام العالمية نداءات وطلبات إلي روسيا ترجوها أن تجلس معها للتنسيق وهو ماترفضه روسيا أو علي الاقل تراه غير ذي جدوي في الوقت الحالي.
الحرب علي الإرهاب تدخل الآن مرحلة حاسمة خاصة بعد العمليات الإرهابية التي تعرضت لها باريس الاسبوع الماضي . ووضح للعالم أجمع ما هي الدول والجيوش التي تحارب هذا الخطر نيابة عن العالم ويدفع أبناؤها الثمن . وما هي الدول والجيوش التي تعمل علي تقوية شوكته ليصبح السلاح والفزاعة التي تساعدهم علي تنفيذ مخططاتهم ضد شعوب العالم.
طالبة بإحدي الجامعات الأمريكية سألت خبيراً في ندوة بالجامعة: لماذا أمريكا أعظم دولة في العالم؟
رد قائلاً : كنا أعظم دولة في العالم عندما كنا ندافع عن المظلومين . ونحمي الدول الفقيرة ولا نقتل شعوبها ونسرق خيراتها . ونرسي القيم والمبادئ والمثل العليا بعيداً عن العمليات القذرة . وهو ما لا يحدث الآن . وبالتالي فإن مصطلح "أعظم دولة في العالم" أصبح لا ينطبق أبداً علي الولايات المتحدة الأمريكية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف