الأهرام
عزت السعدنى
يا صاحبة المكان .. يا أقوي من الزمان !
لأن الدنيا من حولنا قد أصبحت زلق وملق وبوتقة قلق..ولأن ثعبان الشر قد سرح في ترابها ومرح..

ولأن عفريتا اسمه الحركي »داعش«.. قد خرج من مغارة الشيطان.. في آخر الزمان الذي نعيشه بفعل فاعل اسمه أكبر وأغني خمسة أجهزة مخابرات فى العالم في مقدمتها بالطبع مخابرات أمريكا سيدة العالم وحامية حمي الحرية والديمقراطية علي الأرض.. وهذا هو الكارت الخاص بها في كل المعارف والأصقاع.. ومعها ربيبتها وطفلها المدلل إسرائيل ممثلة في الموساد الاسرائيلي..

ولأن أمريكا بجلالة قدرها.. وبغناها الفاحش وبتحكمها في رقاب البلاد والعباد.. وبترسانة أسلحتها التي لا تصد ولا ترد قد أحضرت في جلسة عفاريتي.. الجني الذي اسمه »داعش«.. ولكنها لم تستطع أن تصرفه وخرج عن طوعها.. وهكذا أرادوا لنا أن نفهم ونعرف ونقتنع.. نحن الذين يجلسون في مقاعد المتفرجين والهتيفة والمصفقين.. كافيين خيرهم شرهم.. كما يقول المثل البلدي ؟ وتركته يعيث في الأرض فسادا وقتلا وتشريدا وتمزيقا.. يحتل دولا ويمزق أخري ويحرق قلب العالم المتحضر علي حضارات وآثار تم حرقها وتدميرها.. عيني عينك كده.. أمام بصر العالم المتنور!

وحتي يحبكوا الرواية والحكاية والخديعة الكبري.. قالوا لنا أن داعش هذه تحمل راية الاسلام في آخر الأيام.. وتقتل باسم الاسلام.. وبسنة رسوله.. وتذبح ضحاياها علي الملأ وعلي شاشة النت وقنوات التواصل الاجتماعي.. وترسل أتباعها الذين يفجرون أنفسهم في الخلق الأبرياء الذين لا يحملون سلاحا.. حتي لو كانوا يتفرجون علي عرض مسرحي موسيقي في ليل باريس الساحر.. ليدخل عليهم ملك الموت يسوقه إليهم عصابة داعش بالرشاشات والأحزمة الناسفة.. كما فعلوا قبل أيام بباريس وأهلها وناسها وشبابها ونسائها وأطفالها.. ليقتلوا بالرصاص نحو 200 انسان ويجرحون مثلهم أو ضعفهم.. ومن لم يمت بالرصاص فجر المهاجمون أنفسهم فيهم دون تمييز ودون عقل ودون ضمير بالأحزمة الناسفة وسط المتفرجين الأبرياء.. وهم يرددون: الله أكبر كأنهم جند رسول الله محمد بن عبد الله في يوم بدر أو في غزوة الخندق.. ليصبح القتل كتابهم وجواز مرورهم إلي الجنة!

هكذا اخترعوا في آخر الزمان اسلاما وقرآنا غير اسلام محمد وغير قرآن محمد وشريعته السمحة!

ولم يكتفوا بسمفونية القتل والموت هذه داخل المسرح الغنائي.. بل ذهب نفر منهم بأدوات القتل نفسها إلي الاستاد.. ملعب كرة القدم.. والرئيس فرانسوا أولاند رئيس الجمهورية نفسه كان حاضرا.. فالمباراة بين فرنسا وألمانيا..وأطلقوا الرشاشات.. ثم فجروا أنفسهم وسط الجماهير.. ولكن رئيس الجمهورية نفد بجلده من المجزرة بعد أن تنبه الحراس في آخر لحظة!

..............

...............

أقول.. لأن الدنيا من حولنا قد أصبحت زلق وملق وقلق..

ولأن ثعبان الشر في الأرض الذي اسمه داعش قد سرح في ترابها ومرح.. وأصبح له باع وذراع.. ليحتل دولا كانت ملء السمع والبصر.. ويقتل وينهب ويسرق ويذبح الصغار ويسبي النساء!

ولأن العالم من حولنا.. مازال يعيش ـ في لهوه وسهره.. حتي أيقظته ومزقته ساترة هذه الهجمة الحمقاء لباريس عاصمة النور التي غرقت في بحر من الدماء في ليلة نحس مستتر...

ولأن الدنيا زلق وملق وارهاصات خيالات شواهد قبور تنذر بنشوب حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر.. وسط أشباح من سقطت بهم الطائرة الروسية.. واعلان روسيا أخيرا وبعد طول بحث وانتظار أن عبوة ناسفة قد أسقطت الطائرة التي أودت بحياة كل ركابها الـ 224 وطاقم الطائرة..

بدون سين وجيم.. من الذي دس العبوة الناسفة؟.. ومن المسئول؟.. ومن يحمل وزر كل ما جري؟

ولأن العالم مازال يعيش ويحاول أن يجفف دمعه علي ضحايا الاقتحام الغادر لباريس وعددهم تجاوز الـ 129 قتيلا+ 350 جريحا.. لجماعة داعش وأخواتها ومريديها وصانعيها وموجهيها من علي البعد.. بالريموت كونترول من البنتاجون الأمريكي ومن الـ CIA والموساد الاسرائيلي.. وما خفي كان أعظم..

وكل هذا الهم والغم والكرب العظيم..

سوف يسقط كله ـ شئنا أو لم نشأ ـ فوق رأس مصر التي لم تفق بعد من أزمة السيول والأمطار التي أغرقت الاسكندرية وقري محافظة البحيرة التي مازالت تعيش فوق بحيرة من مياه السيول لم تجف بعد.. وادفعي يا حكومة تعويضات ولكن ماذا تنفع التعويضات بعد أن غرق الزرع والضرع؟

......................

......................

لقد اتفقنا نحن ـ كما يسموننا في هذا الزمان ـ أصحاب الجباه العالية.. يعني المفكرين وأولي الرأي وأصحاب الهمة الذين لا هم لهم ولا شاغل إلا اخراج الأمة من كل غمة ـ برفع الغين وتشديد الميم ـ نلم بها ونمسك برقابها ورقاب أهلها وناسها..

ولا ننسي ونحن نبحث ونقدح زناد فكرنا.. أن يخبرنا الرئيس بوتين قيصر روسيا من تتصور أنه الفاعل والذي وضع قنبلة علي الطائرة الروسية ـ كما كشفت التحقيقات وفحص الخبراء للحطام ـ التي انفجرت في الجو وقتلت أطفالا ونساء وشبابا صغيرا ورجالا تجاوز عددهم الـ 224 هم كل من كانوا علي متنها ساعة الانفجار.. من ينال المكافأة التي رصدها القيصر وهي 50 مليون دولار.. ومن عنده الخبر اليقين فليتفضل ويخبرنا..!

أقول لقد اتفقنا علي أن نجتمع فيما يشبه »مجلس الحرب«.. لكي نكشف ما خفي وما خلف الستار ونفتح حقيبة الأسرار.. ونضع ورقة عمل لخلاص هذه الأمة.. من بلاوي وتوابع هذه الغمة..

ماذا قلنا؟

وماذا وجدنا؟

وماذا كتبنا في روشتة الخلاص؟

...............

...............

لا يهم الأسماء هنا ولا الألقاب ولا الشهادات ولا حتي المناصب والكراسي.. ولكن الذي يهمنا هو ما نقوله وما نقدمه من فكر وتحليل وحلول.. حتي تخرج مصر من عنق الزجاجة الذي دخلنا فيه بأقدامنا شئنا أم لم نشأ.. ولكن المهم أن نقدم رؤية علمية تحليلية لما جري ولما يجري وماذا ينتظرنا في الغد القريب منه والبعيد..؟

تسألون أنتم وهذا حقكم علينا: من نحن وفيم نفكر وأين نقف علي الساحة.. وبيننا الصحفي المخضرم.. والأستاذ الجامعي الذي يعلم أجيالا.. والأديب الأريب والاذاعي المخضرم.. والتليفزيونية النشيطة ذات الباع والذراع.. والمحاور الرائع في كل زمان وكل مكان.. والأديب صاحب القلم.. والشاعر الغنائي.. والمخرج السينمائي الذي يتسمر المتفرجون في كراسيهم وهم يتفرجون علي أبطاله علي الشاشة ويعيشون مع بطلاته في الأفلام وهن يحلمن بمصر التي عادت شمسها الذهبي.

ولم ننس ابن البلد »العترة« ـ بكسر العين وسكون التاء وفتح الراء ـ وفي وسطهم كاتب هذه السطور..

قلنا بدون ترتيب وبدون حذلقة أو فذلكة:

{{كان أول المتحدثين تليفزيونجي قديم عاصر أمجاد التليفزيون المصري في بداية الستينيات ومازال قال: لعل أخطر ما في حادث الطائرة الرقم المفجع هو جائزة الـ 50 مليون دولار لمن يقدم لروسيا الفاعل الحقيقي وراء تفجير الطائرة الروسية وهي في الجو.. ومصرع كل من عليها بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ بنحو ثلث ساعة.. ولكنني شاهدت علي شاشة تليفزيون اليورونيوز تقريرا غريبا يقول أن السلطات المصرية تجري تحقيقا مع اثنين من العاملين في مطار شرم الشيخ يشتبه أنهما سهلا وضع عبوة ناسفة ـ محلية الصنع ـ داخل الطائرة قبل اقلاعها من المطار.. وخد بالك من محلية الصنع هذه.. فهل هذا حقا هو ما حدث؟..

وإذا ثبت أنها كانت حقيقية لابد من عقاب رادع لمن شارك في هذا العمل الاجرامي.. يصل إلي مرتبة الاعدام لمن تسبب في مقتل 224 انسانا لا ذنب لهم ولا جريرة إلا أنهم جاءوا إلي بلدنا سياحا يستمتعون بشمسنا وبحرنا وكرمنا.. فأعدناهم إلي بلادهم علي ظهورهم.. كل كنوز الدنيا لا تبرر أبدا اسالة دم إنسان فما بالنا بـ 224 نفسا بشرية!

..................

..................

مازلنا نقول ونتكلم ونحكي:

{{قال أستاذ جامعي أمضي سنوات دراسته في السوربون في فرنسا: لابد أن نخاطب العالم بلغته.. يعني لابد من حملات اعلامية يتولاها متخصصون في السياسات يتحدثون بالانجليزية والفرنسية والألمانية وليس باللغة العربية كما يحدث الآن.. الاعلام المصري بكل أسف يكلم نفسه..

ثم أين مصلحة الاستعلامات التي اختفت في ظروف غريبة.. لماذا لم يعقد رئيسها ـ الذي لا نعرفه ـ مؤتمرا صحفيا عالميا يشرح فيه ما جري وماذا يجري ورد القاهرة علي الشائعات المغرضة.. وأننا لا ناقة لنا ولا جمل في اسقاط الطائرة الروسية.. فنحن نقف مع موسكو والشعب الروسي في خندق واحد ونتحدث لغة تقريبا واحدة..

أما التليفزيون المصري لا فض فوه فنحن نكلم أنفسنا ونحكي مع أنفسنا وصوتنا لا يسمعه أحد!

يا سيدي لدينا 192 سفارة في أوروبا وأمريكا وكل أنحاء العالم.. ولدينا 25 مركزا اعلاميا في عواصم العالم تتبع الهيئة العامة للاستعلامات.. لماذا أصابها جميعا الآن الخرس التام؟

>>وقالت دبلوماسية متقاعدة: من يتصور أن تنظيم داعش هذا.. قد ارتكب 3 جرائم يندي لها الجبين في ثلاث دول مختلفة داخل قارتين أوروبا وآسيا.. علي مدي اسبوعين اثنين ليخلف وراءه 293 قتيلا ـ كما قالت صحيفة «الديلي تلغراف» ـ في سيناء والعراق ولبنان وفرنسا من يوم 31 أكتوبر حتي يوم 13 نوفمبر!؟

ولا ننسي هجماته الدامية في تونس واليمن والكويت والسعودية بتفجيرات المساجد وغيرها!

>>أنا أسأل هذه المرة: ولكن هل بطولة أوروبا لكرة القدم »يورو 2016« التي ستقام في فرنسا مهددة بالالغاء بسبب الاعيب داعش وأخواتها.. وخصوصا أنها هاجمت ملعب مباراة فرنسا والمانيا في باريس..وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نفسه حاضرا في الملعب.. وتم تهريبه بمعرفة البوليس الفرنسي..!

{{يرد معلق رياضي شاب: لسه بدري علي الهم ده.. وساعتها يحلها الحلال واللا تكون داعش خلاص في الباي باي!

................

................

قلت لصديقي الشاعر الغنائي مصطفي الضمراني: أنت شايف ايه وسط هذا الغمام والغيام ده؟

قال صاحب نشيد يا صاحبة المكان يا أقوي من الزمان الذي غنته شادية فابدعتنا وأشجتنا: يا مصر يثقل عليكي الحمل ما تكلي.. ويطول عليكي الصبر ما تملي..

ويهل نور الفجر وتهللي..

وتلاقي كل الشعب بيصللي..

مصر يا عزيزي أقوي من الزمان..

أصفق للكلمات وللشاعر ولمصر من قبلهما..{
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف