تمر مصر الآن بمنعطف خطير في إطار كل ما يحاك للمنطقة من مؤامرات تستدعي التعامل معها بطريقة ديناميكية.
وأعتقد أن سرعة تحرك قواتنا المسلحة لحماية رغبة الشعب المصري في الإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية كانت تمثل لحظة فارقة بالنسبة لقدرة مصر علي التصدي لكل ما يحاك للمنطقة من مؤامرات تستهدف تقسيمها وإشعال حروب أهلية وطائفية لن يستفيد منها سوي إسرائيل بعد أن تخلو لها الساحة تماما.
ثورة ٣٠ يونيو لا تنحصر في الاطاحة برئيس ارهابي وإنما أطاحت بمؤامرة كبري كانت تحاك لكل عالمنا العربي. ولاننا نعيش زمن المصالح فانني أتمني إعادة النظر في علاقاتنا مع إيران!!
صحيح أتفق مع كل ما يقال حول سلوك الإيرانيين وهو سلوك مرفوض لكن حقائق الجغرافيا تفرض نفسها باعتبارها من دول الجوار بالإضافة لاشتراكنا في أعظم الأديان وهو الإسلام مهما اختلفت شيعه وأحزابه.
لقد كان لإيران مواقف كثيرة يمكن طرحها علي مائدة الحوار والنقاش لانها مثلت ضررا علي الأمن القومي المصري والعربي واحتدت هذه المواقف عندما تم اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات ثم تسمية أحد الشوارع الرئيسية في طهران باسم قاتله مرورا بدورها في دعم جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من المواقف التي يكون قطع العلاقات فيها أمرا طبيعيا.
انطلاقا من ذلك كله فإنني أتمني ان يكون لمصر مبادرة لإجبار إيران علي التفاوض والتفاهم حماية لأمن المنطقة واستقرارها ومنعا لطوفان قادم لن يبقي ولا يذر.
لقد قام الرئيس السادات بزيارة للقدس غيرت مسار التاريخ في المنطقة كلها.
أتمني أن يعود زمن المفاجآت. مفاجآت تحقق مصالح مصر وتؤكد قدرة رجالها علي التعامل مع أحلك الظروف وأنا وأخويا علي ابن عمي وأنا وابن عمي علي الغريب!! ونثق مقدما في أن أي لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وقادة إيران سوف يغير من جديد بكل قواعد اللعبة.. لعبة المصالح والتي ستحكمها أخلاق أصبحت سمة وطبيعة مصرية خالصة.