محمد فودة
داعش ينتقم من المدنيين الليبيين!!
لم يجد تنظيم "داعش" الإرهابي ما يرد به علي الغارة الجوية المصرية التي قصمت ظهره في "درنا" بليبيا سوي أن يستهدف المدنيين الليبيين بتفجير ثلاث عربات مفخخة أسقطت 54 قتيلا بينهم 5 مصريين وأصيب ثلاثون آخرون في مدينة "القبة".
السيارات المفخخة انفجرت إحداها أمام مديرية أمن "القبة" والثانية أمام منزل رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيله صالح. والثالثة أمام محطة للتزود بالوقود.. والقتلي المصريون في هذه التفجيرات هم محمد عبدالنبي عبدالحميد وعادل فرج عبدالعظيم وسامي عبدالمقصود وشخصان آخران أحدهما يسمي رزق والثاني يسمي أيمن
انه نفس الأسلوب الذي تتبعه "داعش" في كل من العراق وسوريا. ذبح من الرقبة.. حرق بالنار.. سيارات مفخخة. وغيرها من الأساليب التي ستكتب لهذا التنظيم في تاريخ الانسانية بأنه "عار" علي البشرية جمعاء.
كانت سيارات التفجيرات التي قادها انتحاريون متزامنة في وقت واحد وكان دويها عاليا جدا وسمع في مختلف أرجاء المدينة الصغيرة "القبة" التي تبعد نحو 50 كيلو شرقي مدينة البيضاء حيث يوجد المقر المؤقت للحكومة الليبية المعترف بها دوليا.
لم يصب رئيس البرلمان الذي انفجرت السيارة قرب منزله لانه لم يكن موجودا به في ذلك الوقت. بينما كانت معظم الاصابات في محطة الوقود المزدحمة التي شح عنها التمويل خلال الايام الماضية.
علق رئيس البرلمان الليبي الذي نجا من الحادث عقيله صالح بأن هذه العملية الانتحارية التي تمت في القبة جاءت للرد علي الهجوم المصري الليبي بالطائرات علي درنة التي تبعد علي مسافة قريبة منها.. و "القبة تقع تحت سيطرة اللواء خليفة حفتر الموالي للنظام الشرعي في ليبيا.
يقيني أن مصر لن تتخلي عن ليبيا في تلك الظروف الصعبة لأمرين اثنين الأول أن ليبيا دولة شقيقة وجارة وأمنها واستقرارها هو أمن لمصر أيضا.. والثاني ان وجود إرهابيين في ليبيا يهدد أمن مصر مباشرة. لأن "داعش" أعلنت تحديها لمصر بذبحها 20 مصريا وهو الامر الذي انتقمت له مصر علي الفور.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير الدكتور بدر عبدالعاطي أعلن عقب التفجيرات التي تعرضت لها ليبيا بالأمس ان مصر ستدعم الحكومة الشرعية في ليبيا في مواجهة الارهاب.. وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته إزاء الوضع الخطير في ليبيا الذي بات يهدد السلم والأمن الدوليين.
السفير بدر عبدالعاطي قال أيضا ان لقاء رباعيا عقد في العاصمة الامريكية واشنطن علي هامش قمة مكافحة الارهاب ضم سامح شكري وزير الخارجية المصري وجون كيري وزير الخارجية الامريكي وبان كي مون الامين العام للامم المتحدة وفريدريكا موجريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي.
اللقاء تناول الوضع في ليبيا في ظل التطورات الامنية المتردية هناك ومشروع القرار الذي قدمته الجامعة العربية لمجلس الامن حول ليبيا واتفقوا علي أهمية استمرار دعم جهود المبعوث الأممي هناك برنار دينو وامكانية استخدام قوات لإنقاذ السلام في الدولة الشقيقة.
مرة أخري.. مصر التي تكافح الإرهاب في سيناء بضربات موجعة.. لن تتخلي أبدا عن اعادة الأمن للحكومة الشرعية في ليبيا.. وستضرب الارهاب بكل عنف حتي تقضي عليه للأبد.
الشعوب لا تموت.. والإرهاب مهما كانت قوته وقوة من يمولونه تسليحا وأموالا سيتم دفنه حيًا في الأراضي العربية.