فقدت مصر أحد أهم رموز التحكيم المصري.. فقدنا محمد حسام. الرجل الذي لا يمكن أن يختلف عليه اثنان.. فقدنا أصغر حكم دولي في تاريخ الفيفا.. نجح كحكم دولي في العشرينات وسط تعجب. بل ذهول الفيفا نفسه.. فأصبح الحكم صاحب الرقم القياسي في عدد سنوات التحكيم الدولي.. الشهامة والجدعنة وأخلاق أولاد البلد الأصلاء. لا أعتقد أنها متوافرة عند شخص بالقدر أو نصف أو ربع القدر الذي عند محمد حسام.
كبري بناتي بعد وفاة والدتها بأسابيع قليلة.. احتاجت لعملية مصران أعور علي الفور. وبأقصي سرعة.. المستشفي الكبير في آخر مصر الجديدة. يريد ألفي جنيه. قبل دخولها حجرة العمليات.. هرولت إلي البنك المحول إليه مرتبي. كان مديره الإداري محمد حسام. قال لي سأستأذن تليفونياً في ثوان مدير الائتمان. وإذا لم يوافق. المبلغ موجود.. ستأخذه من خزينتي فوراً مهما كانت العواقب!!.. مدير الائتمان صاح في التليفون وقال له: اعطيه مرتب ثلاثة أشهر. لا اثنين!!.. واتركه يلحق بابنته!!.. هذا هو محمد حسام. محل ثقة لأبعد الحدود من كل الناس. وشهامة ورجولة وأخوة. وحب وكل ما هو جميل في محمد حسام.. لن أنساك أبداً.. معذرة لدموعي.. وفي جنة الخلد بإذن الله.
* * *
تلقيت علي وجه السرعة من زميل العمر ميمي القيعي. الفاكس التالي:
فقدت أسرة التحكيم علامة بارزة من علامات التحكيم.. علامة لم تتكرر فنياً ولا أخلاقياً ولا شعبياً.. حبيب الجميع بلا استثناء.. مات محمد حسام.. من مواليد سرس الليان "المنوفية" عن عمر 72 عاماً في مستشفي دار الفؤاد ب6 أكتوبر. وهو من سكان 6 أكتوبر. وله مصنع أدوات كهربائية أيضاً بضاحية 6 أكتوبر.. وتم دفنه في مقابر الأسرة الجديدة في مدينة 6 أكتوبر.
ومحمد حسام هو الذي أعطي خير وأشرف صورة لحكام مصر.. حينما رفض تقاضي رشوة ضخمة جداً من مسئول عن فريق أفريقي قبل مباراة حاسمة ومهمة جداً. ورفض نزول الملعب إلا بعد أن يخطر مراقب المباراة بالواقعة أمام من حضر الواقعة. كتب المراقب الواقعة. فتقرر شطب هذا المسئول الأفريقي من سجلات الكاف. وتكريم محمد حسام في حفل ضم عدداً من الحكام. ورجال الكاف.. لا أعتقد أن حكماً مصرياً آخر تم تكريمه في تاريخ الكاف.
هذا عن أخلاقياته.. وكحكم. لي كلام كثير.. أهم ما فيه أن محمد حسام الوحيد الذي أعطي الخطيب إنذارين.. المرة الأولي في مباراة بين الأهلي والسكة. حينما ضرب فتحي شعبان الخطيب. فلكمه الخطيب. فأخذ كل من اللاعبين إنذاراً.. والإنذار الثاني في مباراة بين الأهلي والمقاولين في مشاجرة بين الخطيب وجمال سالم.
* في مباراة بين الزمالك والإسماعيلي. وكان محمد حسام متفرجاً في المدرجات واعتدي أبوليلة علي المساعد رفاعي سرور. الذي أغمي عليه. فاستدعي الحكم عزت الهواري حسام من المدرجات كمساعد له. وكتب المستكاوي يقول: الحكم أبو بدلة. من أجل أبو ليلة!!
شكراً للأخ والصديق ميمي القيعي "كفرالزيات".