نشوى الحوفى
خيانة «الشوبكى».. صور «باسل».. «سلام» الأزهر وأرزقية الأمن !
لا أتحدث اليوم يا سادة بدافع تأييد أشخاص، أو انتقاد آخرين، أو فعلهم، ولكن من منطلق الخوف على وطن غابت الرؤية المتبصرة عن الكثيرين من أهله بفعل ممارسة التجهيل أو التغييب أو الاستسهال ليعلن من بيدهم صكوك الوطنية وأرزقية الأمن ممن يمسكون بأبواق الإعلام حالة مفادها رفض كل معارض أو صاحب فكرة، ولينشروا بين عامة الشعب -بغض النظر عن فئاتهم الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية- حالة من العداء الأعمى غير المتبصر لكل فكرة لا توافق هواهم الغائب عن المعلومة للأسف. ويا ويل أمة غابت عنها المعارضة الواعية ولم تستوعب خلاف الفكر بالفكر، ولم تحتوِ الرأى بالرأى. فصار كل معارض فى الرأى خائناً، وكل خارج عن فكر الأغلبية عميلاً، ويُباح فى تلك الحالة استخدام المشروع واللامشروع من سبل القضاء على الخصوم.
ونبدأ بذلك الفيديو المنسوب للأستاذ عمرو الشوبكى، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، وقت ترشحه فى انتخابات المرحلة الأولى، وقيل إن الفيديو كان له فى ندوة حضرها خارج البلاد بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، ادعى فيه من سرّبه اعتماداً على سيادة الجهل، وصف «الشوبكى» لما حدث من عزل للإخوان بأنه انقلاب على الديمقراطية. والحقيقة أننى اكتشفت اقتطاع السياق من الحديث، وهو أمر أدرك استخدامه للافتراء على الناس، كما فعل باسم يوسف من قبل ليوحى بما يريد، بالإضافة لوضع ترجمة لذلك السياق المقتطع بشكل يفقد الكلام معناه. دفاعى ليس عن الشوبكى، الذى لم يقنعنى ترشحه تلك المرة على عكس المرة الماضية التى دعمته فيها ضد الإخوان، ومبررى فى ذلك أنه لم يستطع فعل شىء لمصر وقت أزمتها، ولكن دفاعى عن الأمانة فى الطرح والصدق فى المعلومة.
ثم كانت واقعة باسل عادل المرشح لمدينة نصر، حينما هاجت الدنيا عليه اعتماداً على صورة له ليلة زواجه عام 2008 لمدة شهور من إسراء عبدالفتاح، التى طلّقها بعد شهور، ثم صورة له فى مناسبة ما لا أعلمها وهو يظهر فى خلفية ريم ماجد وليليان داود مع مرشحة حزب النور المسيحية، واستخدمت كلتا الصورتين للتدليل على علاقة الخيانة التى تربط بين تلك الأطراف!! بشكل يؤكد لك أن من سرّب تلك الصور اجتهد كثيراً فى محاولة الوصول لما يسىء لباسل فلم يجد إلا هاتين الصورتين، لأنه لو وجد له تسجيل أو موقف خيانة آخر لأظهرهما بلا تردد. وتعجبت من تلك الحالة المستعرة فى النبش فى حياة الناس الشخصية دون مراعاة لحرمة البيوت والعائلات ومشاعر الزوجات والأبناء أو خصوصية الحياة الشخصية لكل منا. فالرجل لم يزنِ ولم يتزوج عرفياً سراً، ولكنه كان زواجاً علنياً مشهراً بدليل الصورة التى روجوها له كدليل إدانة، ثم اكتشف ككثير من الرجال فى تلك الحالات خطأه، فعاد لزوجته وأبنائه مفارقاً بالمعروف، وحينما سُئل فى أحد البرامج عما إذا كان متزوجاً منها نفى ذلك حرصاً على مشاعر أسرته وباعتبار أنها واقعة من الماضى.
وسط كل هذا التدنى وجدت تصريحات شيخ الأزهر بإطلاق 16 قافلة لنشر السلام فى العالم، فابتسمت من سخرية المشهد، لأن فاقد الشىء لا يعطيه. إذ كيف نتحدث عن نشر السلام فى العالم ونحن نفتقده مع أنفسنا ومع المحيطين بنا يا مولانا؟
ولذا، فحديثى للعقلاء من المسئولين فى بلادى ومتخذى القرار المتبصرين بأخلاق الدين والدنيا، هلكت أمة لم تحتوِ معارضيها وضاعت شعوب لم تمارس المعارضة المستنيرة الساعية للبناء. لا تخلطوا بين معارضة الخيانة من تيارات تجارة الدين والوطن، وبين من يمكنه حماية الوطن بفكره وإن اختلف عن الأغلبية. وليكن القانون حكماً بين الجميع ينصف من أصاب، ويعاقب من أخطأ. ولتكن ثقافة الجمال والحق والخير سلاحنا فى مكافحة الإرهاب واللا انتماء، لتحيا مصر.