بوابة الشروق
حسن المستكاوى
أفتقد شيئًا ما.
** طارت رأس رافايل بينيتيز مدرب ريال مدريد بعد الهزيمة التى ُمنى بها الفريق أمام برشلونة. وتمثل إهانة للمدريديين خاصة بعد السيطرة الكاملة التى فرضها أهل كاتالونيا. وطرح اسم الفرنسى زين الدين زيدان تولى قيادة الفريق المدريدى الأول حيث يعمل مدربا لكاستيا الفريق الثانى أو الاحتياطى، وعندما طرح اسم زيدان، قال النجم الشهير إنه ليس جاهزا، وأضاف حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية : «فى نهاية الموسم الماضى شعرت بأننى أفتقد إلى شىء ما لكى أشرف على الفريق الأول ولست مستعجلا وأنا أخطو بثبات ولا أريد حرق المراحل. الشىء الاهم أن أكون سعيدا بما أقوم به بشكل يومى وأنا سعيد الآن مع كاستيا»..

** «أفتقد إلى شىء ما».. هل سمعتم لاعبا أو مدربا أو حتى موظفا يردد هذه الجملة..؟ تخيلوا أن زين الدين زيدان أحد أساطير الكرة الفرنسية، ونجم ريال مدريد السابق يقول إنه يفتقد إلى شىء ما يحرمه من قيادة فريق الريال الأول. وهو بمنتهى الواقعية أيضا يرى أن تولى المهمة الآن ستكون حرقا له. وحرقا للتدرج فى طريق التدريب..؟ أليس ذلك درسا للجميع هنا.. أليس ذلك درسا لهؤلاء الذين يقفزون على المناصب، وعلى المواقع، وعلى الفرق.. أليس ذلك درسا لأندية، ولمدربين وللاعبين يعتزلون اليوم ويرغبون فى تدريب الفرق الأولى غدا.. أليس ذلك درسا من دروس التواضع والانتظار والصبر والحكمة.

** أقول لكم: إن أى منتخب عربى يحلم أن يتولى قيادته زين الدين زيدان، ولكن فى العالم الآخر يصبرون على اختياراتهم، والمختارون فى هذا العالم يصبرون على أنفسهم. وفى المجتمعات الغربية درجات، وطبقات، وخبرات، فليس كل الناس قيادات، ليس كل الناس رؤساء. وليس كل الناس خبراء، وليس كل الناس أوائل. نحن فقط نعيش فى مجتمع الأوائل. هاتوا لى من يرى نفسه ثانيا فى أى وظيفة أو عمل أو مهنة أو ملعب أو لعبة؟!

** يفتقد قائد منتخب فرنسا وأحد أمهر لاعبى القرن الماضى لشىء ما. بينما فى مكاتبنا وفى ملاعبنا لا أحد تجده يفتقد شيئا ما ولا أحد يعترف بذلك، حتى لو كان يفتقد كل الأشياء؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف