كل هذه الأخطار التى تحيط بهم وتملؤها مع ذلك روحهم المعنوية وعافيتهم النفسية والوطنية فى أفضل وأعلى مستوياتها.. أكتب عن ملايين المصريين من العاملين والمكافحين والمطحونين والمحرومين وسائر فئ ات ملح الأرض الحافظ للحياة وعباقرة إسقاط لعنتين أو نظامين أسبق وسابق،
والذين تجددت صلابتهم وعافيتهم وزهوهم الوطنى بالضربة الجوية لنسور جيشهم دفاعا عن كرامتهم وأمنهم وتراب وطنهم.. ولكن هل يكفى الاعجاب والتقدير وجميع مشاعر الفخر والاعتزاز التى تملأ ملايين المصريين لمواجهة حرب وغدر ومخططات وتآمر ربما لاينكره إلا عملاء وشركاء وضالعون ومستفيدون وتمولها وتحركها دول وتنظيمات.. واذا اقتصر الأمر على هجمات عصابات وجماعات إرهابية لقضى عليهم خير أجناد الأرض فى ساعات لا فى أيام، ولكنه المخطط الذى يتساقط عن جميع شركائه بقايا أوراق التوت والذى يتضاعف سعاره كلما قطع المصريون خطوات إلى الأمام فى بناء دولتهم وجنى ثمار ثورتيهم 25/30.
< السؤال الذى أتوجه به لجميع العارفين بحجم الأخطار والتحديات والتهديدات والكوارث الموروثة من عشرات السنوات الماضية. هل على أبناء قواتنا المسلحة أن يقاتلوا وحدهم؟! نعم أولى مهامهم المقدسة الدفاع والحماية والتأمين لبلادهم.. ولكن أليس لنا على جميع جبهات الحياة مسئوليات لاتقل أهمية عن المهمات القتالية، تقوى الجبهة الداخلية وتصنع لمقاتلينا ظهيرا واطمئنانا وأمانا يكافيء ويضاعف عبقرية أدائهم؟!
لقد كان قوة وتماسك وصلابة الجبهة الداخلية سندا وظهيرا، وفى مقدمة أسباب النصر الذى حققه مقاتلونا فى حرب 1973 وأذكر أنه فى حوارات كثيرة مع مقاتلين من اكتوبر أحسست أن الاطمئنان على ناسهم واهلهم وبلدهم داخليا كان سندا وظهيرا قويا وهم يصنعون بطولاتهم ويقاتلون العدو الصهيونى يستعيدون أرضهم الغالية فى سيناء وللأسف مابين نصر 73 وانفجار غضب المصريين وبدء ثورتهم فى 25يناير 2011 حدث تدمير كامل سياسى واقتصادى وأجتماعى وثقافى وانسانى للجبهة الداخلية وللملايين الذين حرموا من أبسط استحقاقات الحقوق الأساسية والعدالة والرحمة فاذا كانت الضربة التى وجهها نسورنا لوكلاء المخطط فى ليبيا قد استردت كثيرا من العافية الوطنية والثقة والاصطفاف والصلابة الداخلية، فهى تنتظر دعم ما يحققه القتال بقرارات وإجراءات تزيد صلابة وتماسك الجبهة الداخلية، وتخفيف الميراث الأسود للسنوات الماضية!
< النموذج الأقرب الذى تطرحه الأحداث الأخيرة.. وهل ذهب أبناؤنا إلى ليبيا إلا من أجل مصدر رزق يتغلبون به على محنة البطالة وانعدام مصادر العمل فى قراهم شديدة الفقر وظروف العيش اللا آدمية عندما ذهبت الكاميرات لنقل مآسى الموت من بيوت الشهداء، وعرضت مآسى وعار مستويات الحياة الذى ترك لها القاعدة الغالبة من أبناء قرانا فى شمال مصر وفى صعيدها.. بالطبع جميل ورائع وواجب ماقامت به الدولة لتقديم تعويضات مادية لأسر الشهداء وهم ليسوا إلا نقطة متواضعة فى بحر عوز وفقر ومرض وبطالة الملايين من المصريين الذين أخشى أن يعتقدوا أن الموت هو السبيل الوحيد لاسترداد بعض أنفاسهم وحقوقهم فى بلدهم بنيما الأمان الانسانى والاقتصادى لملايين المصريين يستوجب أنظمة عاجلة للرعاية الاجتماعية والاقتصادية تستطيع أن تخفف ميراث الظلم الذى خرج رأسه ورموزه وصناعه وكباره. سالمين بكل مانهبوا واحتكروا وأفسدوا بل وبدماء باردة يعدون لاختطاف برلمان الثورة!!
< ولكن هل يستطيع الاقتصاد الجريح أن يصل بالعدالة والاستحقاقات المبدئية للحياة إلى الملايين التى تحتاج إليها؟!
بالطبع لا.. إذن أين مسئوليات القادرين الذين أعطاهم هذا الوطن بلا حدود ـ واذا كان هناك من يقومون بحمايته بدمائهم وارواحهم.. فماذا عن حمايته من فائض وعائد ما أفاض على بعض ابنائه من ثروات ما يكتشف كل يوم من أرقام وتداعيات للانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية ألا يستدعى أخلاقيا وضميريا ووطنيا من القادرين من أبناء كل محافظة تكوين مجالس إنقاذ عاجل تتولى الأدوار الاجتماعية والاقتصادية والانسانية التى لاتستطيعها الدولة الآن وحتى لايعيد الألم والاحتياج اختطاف واستذلال هذه الجموع من المصريين.... وإذا كانت حالة الحرب التى نعيشها تتجاوز تحدياتها ومخاطرها كل ما مررنا به من قبل من معارك وحروب ـ مع ذلك كان الاقتصاد يدار إدارة حرب يحمل أعباءها الأقوى والأقدر فى المجتمع... فماذا عن الأخطر الذى نواجهه الآن.. ألا نحتاج الى اقتصاد حرب يرتكز على عدم تحميل تبعات للملايين المثقلة بالألم والمتطلعة للتخفيف والانقاذ وهى تحت مظلة التأمين الأقتصادى والانسانى والأجتماعى تمثل ظهيرا قويا لجيشها الباسل.
< واذا كان أشقاء اعزاء عرب يبادرون الى مشاركات لن ينساها المصريون لتخفيف وعبور المصاعب الاقتصادية التى ترتبت على إهدار ونهب وسوء وفشل ادارة ثروات هذا الوطن ـ فأين المبادرون من أبنائه ـ هل يكفيهم بعد جلب الثروات الجلوس والفرجة؟!
وهل يتوهمون أن قواربهم ستنجو إذا ـ لاقدر الله غرقت سفينة الوطن؟!! لا يطلب منكم أحد تقديم الدم والحياة كما يقدم خير أجناد الأرض.. ولكن تقديم مايكمل ويحمى ويدعم المهمات القتالية وماتمليه فروض الضمير والمواطنة والوطن... أشار الرئيس السيسى فى تصريح إلى أن قطاع الكهرباء يتطلب توفير 40 مليار جنيه لتطوير الشبكات حتى لايشهد الصيف المقبل أزمة مثل الصيف الماضى.
تمنيت أن تتشكل مجموعة من الذين أوتوا الثروات يعلنون توفير تكاليف تنفيذ مشروع انهاء أزمة انقطاع الكهرباء التى مازالت تتهدد مصر.
< مبادرات الإنقاذ المدنية والأهلية التى تحتاجها مصر كثيرة والأخطار والتحديات أكثر وكلها تفرض ألا يكون على الجيش أن يحارب وحده وأن تمتد المهمات القتالية الحياتية إلى كل قادر علهيا وليتوجه النصاب الأكبر من الدخل القومى الى مشروعات التنمية الكبرى خاصة هناك مؤشرات لاسترداد الاقتصاد المصرى عافيته وضرورة اتخاذ الحكومة سياسات حامية لمحدودى الدخل ونخفض معدلات البطالة وزيادة الانفاق المنتظر على الصحة والتعليم والبحث العلمي.. وبما يفرض أن ينضم لدعم ماتقوم به قواتنا المسلحة قتال لايقل شرفا وأمانة وقوة على جميع خطوط الحياة الداخلية.
< نموذج الدفاع على خطوط الحياة... كيف لاتدرس وتنفذ مشروعات تحقق إنقاذا وأمنا ودعما قوميا وحيويا...؟!! منذ أيام أوقفت مصر صفقة قمح من الولايات المتحده بسبب، ارتفاع الأسعار هل ليس لدى وزارة الزراعة ومركز البحوث مشروعات وخبراء لتحقيق حلم مصرى قديم للاقتراب من الاكتفاء من القمح ومن مجموعة من المحاصيل الاستراتيجية الأساسية.. ماذا إذا كان لدينا إمكانات تحقيق الحلم والأمان الحيوى والقومي.. أليس هذا نموذجا من معارك الحياة والإحياء والإنقاذ والتى يجب أن يحاسب من يفعل بها بعد ثورتى المصريين 25/30 كانت تهمل وتدمر قبل الثورة.
< مرة أخرى ودائما التحية والزهو بالأداء العبقرى والأمين والقوى لخير أجناد الأرض.. النسور فى السماء والجنود والضباط على الحدود وفى أنحاء مصر.. مطلوب نفس مستوى الفداء والتضحية منا جميعا... من جميع مؤسسات الدولة من القادرين الذين أعطتهم مصر بلا حدود وأن آوان أن تأخذ ماتستحق ولن يستطيع أحد أن يقدم مايستحق هذا الوطن.
دعوة أرجو أن يحملها الاعلام الوطنى، وأن يقدم مالدى المصريين من أفكار ورؤى ومقترحات أفضل مما قدمت لنكون جميعا شركاء فى معارك الدفاع والحماية وبناء الحاضر والمستقبل فى مواجهة حرب كونية.. الله وحده يعلم المدى الذى ستمتد اليه.