الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
سؤال هام.. وهام جدا.
- هل من حق مجلس النواب الجديد أن يناقش ميزانية الدولة 2015 - 2016 - أم أن هذه الميزانية تم وضعها منذ سبعة أشهر بعد موافقة المطلوب موافقته وتم العمل بها أكثر من نصف العام وأي تعديل بها مستحيل؟؟
- هناك رأي آخر.. إذا كان من حق المجلس الجديد أن يراجع ويناقش ويعدل بل ويلغي أكثر من 215 قرارا جمهوريا بقانون.. بل هذا من واجبه.. هذه هي أول مهمة له.. والقوانين لها صفة الدوام أكثر من الميزانية السنوية.. أليس هذا المجلس من حقه مراجعة الميزانية التي عادة تأخذ من المجالس السابقة واللاحقة أكبر قدر من الدراسة علي مدي عدة أسابيع من لجنة مؤقتة لقراءة الميزانية لتضع تقريرها ثم تعرض الميزانية والتقرير علي اللجنة المالية بالمجلس ثم يبدأ المجلس بال 600 عضو مناقشة علانية موسعة.. بل لعل مراقبة السلطة التشريعية علي الميزانية أحد أهم أعمال السلطة.. إن لم يكن أهمها علي الإطلاق.
- قد يقال إن مناقشة المجلس الجديد للميزانية قد يربك الدولة كلها.. ثم إن أي اقتراح قد يكون مستحيلا تنفيذه بعد أكثر من سبعة أشهر.. ثم قيل لي إن الأولوية بالنسبة للمجلس الجديد هو إسباغ الشرعية علي القرارات بقوانين وقد يستغرق هذا العمل الشاق وقتا طويلا فيقترب العام المالي علي الانتهاء وتكون رقابة المجلس علي الميزانية بلا جدوي.
***
علي العموم.. علينا أن ننتظر ما سيفعله المجلس الجديد.
وأعتقد أن هذا الموضوع هو اختبار هام وحقيقي للمجلس الجديد.. فإن كان مجلسا ينظر تحت قدميه ويهتم بأمور لا يستحق التوقف عندها.. أم مجلس جاء لإصلاح ما أفسده الدهر.. فيتقدم بعض الأعضاء بمشروع قانون بعودة ميزانية الدولة من يناير إلي ديسمبر مثل كل دول وبنوك واقتصاد العالم.. هنا نتأكد أن المجلس الجديد جاء بأفكار جديدة وآراء صائبة حديثة.. وليس استمرارا لما نحن فيه منذ أكثر من ستين عاما.
وأيضا مثل هذا "المشروع بقانون" سيكشف هوية المجلس واتجاهاته ونعلم عدد الفلول التي تسللت إلي القاعة وعدد التقدميين الذين يريدون تكملة خارطة الطريق.
علي العموم تعودنا في هذه المجالس أن المصريين يحبون بلدهم بحق ويفضلون المصلحة العامة مهما كانت انتماءاتهم وآراؤهم الشخصية أو حتي مبادئ الحزب.. لا ننسي حينما وقف المجلس كله.. وفديون وسعديون وأحرار ودستوريون كل المجلس وقف وصفق للنحاس حينما ألغي معاهدة ..1936 وصفق المجلس كله للنقراشي حينما قرر طرح قضية مصر علي مجلس الأمن وكان التصفيق مدويا حينما عاد النقراشي.. وصفق الوفديون أكثر من أي حزب آخر لأحمد ماهر حينما أعلن الحرب علي ألمانيا.
هل سنري مجلسا يفضل المصلحة العامة والمصلحة العامة فقط.. إن شاء الله.. فلنتعشم خيرا ليأتي الخير بإذن الله تعالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف