لقد استخدمت الميديا في صناعة الإرهاب، وذلك حيث تم تصوير أحداث بعينها على أنها جريمة، والطمس على أخرى وعدم نشرها لإخفاء الأمر وتبرئة ذمة أصحابها، فسجن أبو غريب في العراق، ومعتقل جوانتاموا في المحيط الهندي، وما جرى من قبل في الصومال وأفغانستان والعراق وإلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين في سوريا.. كل هذه الجرائم تم طمس معالمها؛ لأن الضحايا كانوا عربًا ومسلمين.
أما عندما يكون الضحايا أوروبيين، كما حدث في أحداث باريس الأخيرة والتي قبلها وغيرها كثير، فحدِّث ولا حرج، حيث تم تكبير الصورة وتضخِّيم الأمر هنا وهناك، ولا مانع من إرهاق دول عربية وإسلامية واستغلالها بدعوى محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وتدفع الشعوب المطحونة فاتورة كل هذه السياسات المغرضة!! ويتم توجيه التهمة للمسلمين حتى قبل أن تنتهي التحقيقات!! ويتم منتجة ودبلجة الأفلام التي تؤكد هذه الأوهام المزعومة.
ولكن هل تم الحديث عما حدث في سجن أبو غريب بالعراق من الجنود الأمريكان وكيفية انتهاك حقوق الإنسان؟ هل تم الحديث عما جرى من تجاوزات في أرض الصومال من لدن القوات الأمريكية هناك؟! وكذلك ما جرى للعراقيين على أيدي الجنود الإيرانيين على عين أمريكا وبحراستها؟! وهل تناول الإعلام العالمي ما يجري في بورما ضد المسملين هناك؟!
لقد قال أحد العلماء الألمان عندما سُئل عن الإرهاب وعلاقته بالإسلام: "مَنْ بدأ الحرب العالمية الأولى؟ ليسوا مسلمين! من بدأ الحرب العالمية الثانية؟ ليسوا مسلمين! من قتل حوالي ٢٠ مليون من السكان الأصليين الاستراليين؟ ليسوا مسلمين! من أطلق القنابل النووية في هيروشيما وناجازاكي؟ ليسوا مسلمين! من قتل أكثر من ١٠٠ مليون هندي أحمر في أمريكا الشمالية؟ ليسوا مسلمين! من قتل أكثر من ٥٠ مليون هندي أحمر في أمريكا الجنوبية؟ ليسوا مسلمين!
من استعبد أكثر من ١٨٠ مليون إفريقي ورمى ٨٨٪ ممن قتلوا في المحيط الأطلسي؟ ليسوا مسلمين! أولاً يجب عليك تعريف مصطلح الإرهاب! إذا قام غير المسلمين بعملٍ فهو جريمة.. أما إذا قام المسلمون بنفس العمل فهو إرهاب! لذا يجب علينا أن نحدد مبادئنا ثم نناقش هذا الموضوع! أنا فخور بأنني مسلم".
ألا تلتزم القوى العالمية الحيدة والنزاهة عند تناول أي حدث من الأحداث؟! وذلك كي تستقيم الأمور ونستطيع حقًّا مواجهة الإرهاب الحقيقي الذي يتسبب في قتل الأطفال والشيوخ والنساء والآمنين وتخريب البلدان وتدمير العمران؟!!