يبدو أن أبو تريكة سيظل لغزا كبيرا إلي ما لانهاية , فبرغم نفيه للاتهامات الموجهة له دوما بانتمائه للإخوان المسلمين , إلا أنه لم يقدم لنا أيضا حتى الآن أي دليل يثبت فيه عكس ذلك .
ومع هذا فالملاحظ أنه مازال يستحوذ علي عرش قلوب الملايين من جماهير النادي الأهلي , لدرجة أنهم لم يبالوا كثيرا بكونه أخواني أو منتمي أو أي ما كان , لا لشيء إلا حبا فيه هو شخصيا وأخلاقيا ولانتصاراته وانجازاته الكروية العديدة لناديهم العريق .
بينما علي الجانب الأخر نري العديد أيضا من جماهير القلعة الحمراء يغضبون بشدة توجيه دعوة مجلس إدارة الأهلي إلي التوأم " حسام وإبراهيم حسن " , بل ويرفضون حضورهما رفضا باتا , وذلك لأنهم لم ينسوا تجاوزات التوأم السابقة في حقهم , وسبهم لأسطورة ومايسترو نادي القرن " صالح سليم "
أما الأمر بالنسبة لدعوة أمير قلوب الكرة فهو بالنسبة لهم مختلف , حيث ينتظر عشاقه حضوره بفارغ الصبر , ولكن من الواضح أنه لم يعد يريد هذا الحب , أو علي الأقل لم يعد يحافظ عليه , أو حتى يبادلهم نفس الشعور , فهناك الكثير والكثير من التصرفات التي تصدر من جانبه مؤخرا سواء عمدا أو عن دون قصد منه , وجميعها تدل علي ذلك !

وأخرها كان اعتذاره أو رفضه للذهاب إلي حفلة النادي الأهلي المقرر عقدها الخميس القادم في منطقة الصوت والضوء بالأهرامات , مما يجعلنا نضع علامات استفهام من جديد , خصوصا وأنه لم يبدي أي أسباب حول هذا الرفض أو الاعتذار !
صحيح أنه يوجد اعتذارات أخري لبعض اللاعبين مثل " بركات الذي برر غيابه بارتباطه في نفس يوم الاحتفال , بالبرنامج الذي يشارك فيه من دولة الأمارات الشقيقة , وعليه فقد نتفق أو نختلف علي هذا العذر , لكن في النهاية وعلي الأقل يحسب له توضيح موقفه !
وقد يكون لأبو تريكة بعض الأسباب الخاصة به هو أيضا في عدم حضوره , ومنها علي سبيل المثال امتناع النادي عن إعطاء مستحقاته المادية , ومن الممكن أيضا أنه لم يعد يفضل الظهور في أي تجمعات أو مناسبات عامة , تجنبا للأسئلة المعتادة عن انتماءاته , وغيرها من الأسئلة المحرجة التي قد يواجهها في حينها .

ولكن مع احترامي فكل هذا ولا حتى غيره يبرر غيابه عن الحفل ,أولا لأن وجوده سيعطي بريق ومذاق خاص للحفل , وهو أقل واجب يمكن أن يقدمه كنوع من رد الجميل للنادي ولجماهيره وعشاقه الذين سيسعدهم حتما أن يشاهدوه في حفل عام , خصوصا وأنه شبه مختفي في الفترة الأخيرة عن الأضواء تماما !
وبجانب هذا وذاك فمجرد ظهوره في حد ذاته سيذيل عنه اللغط والغموض الذي يحيط به بسبب طول مدة اختفاؤه المريب , هذا في حالة إذا أراد هو ذلك , ولو أنني اشك !
فكل تصرفاته وردود أفعاله أصبحت تشير إلي أنه يتجنب حتى مجرد الاحتكاك بواقعنا الحالي , وكأنه رافضا لكل ما يجري حولنا , وفي النهاية فعلي ساحر الكرة المصرية أن يحدد ولو لمرة واحدة موقفه وبشكل حاسم فأما أن يتكلم ويوضح ويفسر سر هذا الرفض , أو فليصمت إلي الأبد , ووقتها سيكون صمته هو أبلغ رد علي جميع الشكوك المثارة حوله !