قبل بضعة أيام من انتهاء المدة التى حددها الرئيس للسيطرة على الأسعار التى ارتفعت أخيرا بشكل جنونى لتصبح عبئا ثقيلا يفوق قدرة الأسرة المصرية على التحمل،
فوجئنا بهذا السيل الجارف من التصريحات والأخبار السارة التى يدلى بها بعض الوزراء والمسئولين بشأن تنفيذ خطة الرئيس لمواجهة الغلاء. وكالعادة انهالت فوق رءوسنا فجأة تلك النوعية من البرامج التليفزيونية الموجهة التى تتسبب فى حرق دم المشاهدين ، ولن أكون مبالغا إن قلت انها أصبحت ـ وللأسف الشديد ـ تمثل أحد أهم وأبرز أسباب تراجع نسبة شعبية الرئيس بعض الشيء بين الناس البسطاء الذين يرفضون وبشكل قاطع أن تكون هذه الوجوه »المحروقة« هى الأدوات التى تتواصل معهم الدولة من خلالها ، خاصة ان هؤلاء يتنفسون كذباً عبر فضائياتهم بل إن معظمهم ينافسون مسيلمة الكذاب فى تلك الصفة »غير الحميدة« التى ترفضها جميع الاديان السماوية ، وخطورة تلك النوعية من البرامج التى تهلل للرئيس صباح مساء أنها تهدد مصداقيته وتضعف ما يقوم به من خطوات جادة تستهدف فى المقام الأول تحقيق الاستقرار للمجتمع .
المواطن ياسادة ليس فى حاجة الى هذا الإعلام الرخيص الذى يشبه الى حد كبير ما يتم داخل الشقق المفروشة من أفعال فاضحة يعاقب عليها القانون.. المواطن لا يأكل أو يشرب »كلام فارغ« وإنما هو فى حاجة الى أن تصبح السلع الأساسية فى متناول يده ليكون قادرا على إدارة شئون أسرته براتبه المتواضع الذى يحمد الله عليه. أعتقد أن الرئيس وبما عهدنا فيه من إصرار وعزيمة وإرادة قوية ، قادر على أن يفى بوعده للشعب وأن يضرب الغلاء فى مقتل بأساليبه المبتكرة وغير التقليدية ، وعلى الرغم من أن المعركة ليست سهلة فهى أشبه بمعركة »تكسير العظام« إلا أنه وبكل صدق ليس فى حاجة الى هذا النوع من الإعلام الذى »يطبل« له الآن بمناسبة وبدون مناسبة.