اختر لك أى مكان من الأرض, وأمسك منظارا مقربا وتفرج على ما يحدث فى الشارع عندما يفوز منتخب كرة القدم , وحاول أن تجد أنت بنفسك اسما لهذا الذى تراه , فهذا الذى يحدث ليس لغزا محيرا لأن الشعوب تعشق كرة القدم وتفرح ويعتدل مزاجها , ولذا فمع كرة القدم ليس عند المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة اختيار .. فالرجل وان كان يحمل تاريخا رياضيا حافلا الا انه يمثل نوعية خاصة جدا من وزراء الرياضة السياسيين, حيث يدرك جيدا أن الجسد فى الرياضة المصرية يكون دائما فى اللعبات الفردية التى بمقدورها (لو أحسن إعداد أبطالها على الوجه الأكمل) أن تحرز الميداليات الأوليمبية وقد صار الطريق مهيأ تماما للتتويج غير المسبوق من الميداليات فى ريو دى جانيرو .. إلا أنه يدرك حقيقة أنه لا بد أن يقف طويلا مع كرة القدم خارج نطاق الجسد الرياضى (اللعبات الفردية الشهيدة)، حتى وان لم يكن المردود من الميداليات الاوليمبية يتوافق مع ما تم إنفاقه .نحن إذن أمام المعادلة الصعبة والتى مطلوب من خالد عبدالعزيز ان يحلها.. كيف يمكن ان يوازن بين تحقيق الانجاز الرياضى بفتح خزانة الدولة «المرهقة أصلا» أمام اعداد الابطال فى اللعبات الفردية , وبين الاهتمام باللعبات الجماعية وخاصة كرة القدم التى يتطلب الانفاق عليها اضعاف اضعاف ما يتم انفاقه على اللعبات الشهيدة ؟!
والذى أراه عن كثب وقد سمعته من حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الاوليمبى لكرة القدم وايضا من الدكتور خالد حمودة رئيس اتحاد اليد والمهندس ياسر ادريس رئيس اتحاد السباحة والدكتور وجيه عزام رئيس اتحاد الدراجات (وهذا كله على سبيل المثال ) أن الدولة لم تقصر لأن الوزير لديه القدرة على أن «يوازن ويرتب» , وهذه هى المعادلة الصعبة التى تم حلها «حتى الآن» بصورة مرضية للجميع فى ظل أزمة مالية تعيشها معظم دول العالم.