تعانى بلادنا العربية من تتار عصرى جديد يهاجم عقول شبابنا ويحاول احتلالها بفكر متطرف يدفعهم به لتنفيذ أغراضه الدنيئة وهو يجد ضالته دائما فى شباب محبط لافتقاده للقدوة مع معاناته من تدهور فى معلوماته الدينية وضحالة ثقافته الدنيوية ناهيك عن نسبة بطالة عالية تصل فى بعض الدول العربية الى 25% فضلا عن أن أغلب الإعلام العربى وقع فى فخ الولاء لجهات معينة وخرج عن دوره التقليدى ونسى دوره الأساسى فى السعى للبحث عن حل لمشكلات الوطن كمحاربة إدمان المخدرات ومحاربة الفقر بالمساهمة فى حفز الشباب لإعادة التأهيل لسوق العمل مع مشاركة فى التنوير والتثقيف والسعى لمحاربة الفكر المتطرف الذى أفرز داعش وأخواتها وساعد فى دعمها وانتشارها على الأرض ثم كانت الطامة الكبرى حين اقتصر دور الكثير من الحكومات العربية لعقود مضت على توفير المواد التموينية أى غذاء البطون و نسيان غذاء العقول مع عدم الاهتمام بقضايا الشأن العام المؤثرة مثل أزمة الإسكان التى استفحلت حتى فى بعض الدول العربية البترولية وما تبعها من أزمة عنوسة مؤلمة طالت الكثير من الأسر ثم أغمضت هذه الحكومات عينيها عما يجرى فى الإعلام الموازى وهو مايعرف بوسائل التواصل الاجتماعى القريبة من نفوس شباب اليوم والتى تعتبر وسيلة تنفيس لشباب بلا أمل فى المستقبل وتعتبر أيضا وسـيلة استقطاب بالغة الخطورة خاصة إذا كان القائمون على التسويق للتنظيمات المتطرفة (التتار العصرى) يبشرون الشباب المضلل (بضم الميم و فتح اللام الاولى) بجنة الآخرة إذا التحق بهم وفى الدنيا بآلاف الدولارات.
ونحن كدول عربية فى مواجهتنا للتتار العصرى الجديد علينا السير فى خطين متوازيين : أولهما السعى بجدية لنشر العدالة الاجتماعية و محاربة البطالة وثانيهما : الوقوف ضد أصحاب الفكر المتطرف و بيان صحيح الدين لشبابنا لقطع الطريق على المتشددين.
الدكتور / عبدالمنعم بدوى عبد الوهاب ــ القـاهرة
أعتقد أن الرسالة صادقة ولم أجد لها عنوانا يعبر عن مضمونها سوي: «كلنا مذنبون» ومن ثم علينا جميعا شعوبا وحكومات أفرادا ومؤسسات أن نتحمل نصيبنا من المسئولية لمواجهة «التتار الجدد» بفكر جديد وعقول مستنيره!
خير الكلام :
<< يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !