التحرير
طارق رضوان
عودة أبو الفتوح
وظهر عبد المنعم أبو الفتوح فجأة، ظهر من جديد بعد بيات شتوى طال قليلا ليتجنب هوجة القبض على الإخوان ولابتعاد حلفائه من الأمريكان متمثلا فى كانديس بوتنام القنصل الأمريكى بالإسكندرية، وهى صديقة شخصية له، وكانت أكبر داعم له فى الانتخابات الرئاسية، وهى التى سلمته يدا بيد مشروع هيكلة الداخلية.

ظهر الدكتور من جديد بثوب جديد وفكر جديد، الرجل كان فى بداية ثورة يونيو ملتزما الصمت وأعلن فى أكثر من مناسبة أن ما حدث فى يونيو ثورة لكنه معترض على 3 يوليو، وأعلن كذلك أنه ضد اعتصامَى رابعة والنهضة، حتى إن أحد الإخوة من الشباب من تلاميذه اتصل به وقت الاعتصام وسأله الدكتور: أين أنت؟ ، فقال الشاب: فى رابعة ، فردّ الدكتور عليه بإجابة أحبطته حيث قال له نصا: وانت بتعمل إيه هناك يا اخويا ان شاء الله؟ .

أبو الفتوح لا يظهر إلا عندما يجد له مظلة حماية خارجية، فهو رجل وثيق الصلة بالمخابرات الأمريكية وقتما كان مسؤولا عن تسفير الشباب للجهاد فى أفغانستان. هذه المرة كانت مظلة الحماية إنجليزية، فبعد اجتماعه بوفد المجلس العمومى البريطانى الأسبوع الماضى ظهر مرة أخرى وبدأ العمل الموكل به وهو مبادرة لمّ شمل الجماعة من جديد، وعادت اتصالاته بالتنظيم الدولى للإخوان، وقام بالتنسيق معهم ليضم تحالفا مكونا من شباب الإخوان وشباب 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وشباب الألتراس، وهو دائم الاتصال بهم، وسيعلن أبو الفتوح خارطة طريق جديدة تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة للتخلص من عبد الفتاح السيسى وحكم العسكر. وفى مؤتمره الأخير الأسبوع الماضى هتف الشباب فى بداية المؤتمر: يسقط يسقط حكم العسكر .

أبو الفتوح قام بعمل اجتماعات مكثفة مع شباب الإخوان بناء على طلب التنظيم الدولى ووعدهم بالضغط على الدولة من أجل الإفراج عن الشباب الإخوانى المسجون وعدم الملاحقة الأمنية لبقية الشباب فى الخارج.

التحركات التى بدأها الدكتور لم تتم فى يوم وليلة، بل هى منذ ظهور مفيد الديك الملحق الإعلامى بالسفارة الأمريكية الذى طرح مبادرة هو الآخر بدمج جماعة الإخوان فى الحياة السياسية، وقد اجتمع بأبو الفتوح أكثر من مرة، وهو ما يدل على أن هناك تحركات تتم من أجل الحفاظ على كيان الجماعة والضغط على أعصاب النظام واستغلال حالة الرخاوة التى تمر بها البلاد، وفى حالة تأجيل الانتخابات البرلمانية، وهو أمر وارد إن لم يكن مؤكدا، سيستغل الإخوان الوقت لمحاولة ضم أكثر من تيار غاضب، وخصوصا من الشباب، لتكوين جبهة ضد عبد الفتاح السيسى ونظامه يمكن أن تدخل البرلمان بعد تأجيله لتمثل عائقا للدولة فى كل مشاريعها. وما نراه الآن فى الحياة السياسية يجعلنا نشعر بالقلق والإحباط، فلا استراتيجية واضحة ولا رجال مرحلة ولا حسم لمستقبل الجماعة، ووصل حد الهزل إلى الخطأ فى السلام الجمهورى الروسى! فما زلنا فى دولة بليدة، وهو ما يصب فى مصلحة الإخوان. مهزلة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف