حاول الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق أن يخرج بقائمة انتخابية وطنية شبه موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية تضم العديد من الشخصيات ذات الثقل الجماهيري والسياسي. ولكنه لم يوفق في ذلك كثيراً وترك المهمة لغيره وابتعد إلي حد ما عن المشهد السياسي ولم نعد نسمع شيئاً عن قائمة الجنزوري المنتظرة..!
وبدلاً من أن تكون هناك قائمة موحدة. فقد ظهرت عدة قوائم. وكلها ستدخل في منافسة شرسة مع بعضها البعض. وستكون هذه المنافسة لصالح قائمة "حزب النور" الذي سيدخل الانتخابات بقائمةواحدة بالطبع. وسيستفيد من الانقسام في صفوف الليبراليين.
والواقع أن العديد من القوائم التي اتضحت معالمها لا تتسم بالتناغم والانسجام بين المترشحين عليها. وربما لا يوجد قائمة بها الكثير من التطابق والتشابه إلا قائمة أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق والذي يدير حزبه من مكان اقامته في دولة الامارات العربية.
ولا يوجد ما يدفعنا نحو التفاؤل بالبرلمان القادم.. ففي اعتقادنا أن هذا البرلمان لن يأتي بالفلول فقط. وإنما سيضم بين صفوفه اسوأ من تاجروا بثورتي يناير ويونيو واعتلوا المسرح السياسي خلال الفترة الماضية وحاولوا أن ينسبوا الثورة لأنفسهم بعد أن قفزوا عليها وأزاحوا من طريقهم قادة الثورة الحقيقيين.
***
ويحاول سامح شكري وزير الخارجية ترميم وإصلاح بعض الثغرات في العلاقات المصرية- الأمريكية.
واللقاء الذي تم بينه وبين مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس كان هاماً ومفيداً حيث خرجت بعده المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي لتؤكد التزام الولايات المتحدة بالشراكة الاستراتيجية مع مصر وأهمية التعاون المشترك لمساعدة الشعب الليبي لمعالجة التهديدات الإرهابية.
فالشراكة الاستراتيجية الأمريكية المصرية هامة وضرورية لصالح البلدين. والبحث عن صيغ مستمرة للتفاهم والتواصل والتنسيق مسئولية الجانبين.. ومازالت واشنطن تملك الكثير من أوراق اللعبة. ولكن دور القاهرة في المنطقة سيبقي محورياً وضرورياً.
***
ويقول الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة انه لا تصالح مع مخالفات البناء علي الأراضي الزراعية.
والكلام جميل وسهل.. ولكن هل في مقدور وزير الزراعة إزالة كل هذه التعديات وأعمال البناء التي تمت علي الأراضي الزراعية والتي تم ايصال الكهرباء والمياه إليها..؟!
لقد امتدت التعديات أيضاً إلي البناء فوق أراضي الأوقاف التي اعتقد البعض أنها أراض بلا صاحب أو مالك لها. ولم تتحرك وزارة الأوقاف أيضاً لازالة هذه التعديات واسترداد أراضيها..!
ويبدو في هذا أن إزالة التعديات ستكون قاصرة علي الطريق الزراعي الرئيسي من القاهرة للاسكندرية. وهي التعديات التي تمت بطريقة سافرة وفاجرة وأخرج أصحابها ألسنتهم للجميع..!
***
وتعالوا نحاول الاجابة علي هذا التساؤل.. وماذا ستفعل في هذا الموقف؟!
سيارة تسير بسرعة علي الطريق الزراعي والأمطار منهمرة والأرض مبللة.. ويقوم صاحبها بحركات بهلوانية للمرور بين السيارات فلا يستطيع السيطرة عليها ويصطدم بسيارتك من الخلف ويحطمها ويتلف أجزاء كبيرة منها.. فهل:
* تقف في الطريق تحت الأمطار وفي البرد لتعاتب سائق الميكروباص الذي أتلف سيارتك وقد تتعرض للأذي والاعتداء أيضاً..!
* هل تتصل بشرطة النجدة التي ستوجه لك سؤالاً تستفسر فيه عن وجود حالات اصابة أو وفاة وعندما تكون الاجابة بالنفي يصبح اتصالك لا قيمة له لأن سيارة النجدة لن تصل إليك إلا بعد عدة ساعات!
* هل تأخذ رقم السيارة وتقوم بإبلاغ الشرطة وتحرير محضر بالحادث وتحصل علي رقم المحضر وتنصرف وتنتظر أن تتصل بك الشرطة أو النيابة يوماً ما..!
* هل تنصرف بعد أن تستمع إلي نصائح وعبارات الذين يستجعمون حولك.. وكل واحد منهم يقول.. حمدا لله علي سلامتك.. مش مهم العربية.. المهم سلامتك.. والله يعوض عليك..!
والسؤال ليس صعباً.. ولا يوجد فيه اختيارات فالله يعوض عليك..