جمال زهران
برلمان ٢٠١٥م.. ضيعة المال السياسي والإعلام المشبوه
لا شك أن المحللين لن يقفوا طويلا أمام تكوين برلمان ٢٠١٥م، لانه بلا جدال ولا مصادرة علي أحد في أن يقول ما يحلوله، بأنه صنيعة المال السياسي بلا حدود، واعلام مشبوه حماية لمصالحهم وليس لتقديم إعلام حر وطني يخدم طموحات الشعب المصري في إقامة دولة العدالة الاجتماعية والحرية الحقيقية، ولا بأس إن استطاع هذا الاعلام أن يعيد انتاج دولة مبارك الفاسدة سعيا نحو شطب سنوات الثورتين من سجلات التاريخ وإعادة الحياة لسيرتها الاولي بأشخاص قدامي ومعهم بعض الشخصيات الجديدة. وأًصبح واضحا أمام الجميع أن تكوين برلمان بالقوانين الخاطئة والاساليب الملتوية ولجان عليا مشرفة علي الانتخابات بلا اختصاصات حقيقية وتدار من غرف مجلس الوزراء وأجهزة مختلفة، وكذلك انغماس حقيقي لمجلس الوزراء في صنع قائمة «في حب مصر» وتقديمها للشعب علي أنها قائمة الدولة والسلطة والحكومة، وأنها هي المرضي عنها وغيرها معارضة للرئيس السيسي شخصيا ، ومن ثم فإن البرلمان صنيعة هذه المدخلات «لابد وحتما» أن يكون برلمان وهميا.
لا يستغرب أحد لماذا لم يشارك الشباب وغالبية الشعب حسب البيانات الرسمية «٧٥٪» في التصويت؟! الاجابة الحاسمة أن الشباب وهم الاهم والانقياء والاكثر حماسا وغيرة علي الوطن، قرأوا المشهد قبل الكبار واستوعبوا ما حدث ويحدث، وقرروا المقاطعة ، ومن شارك منهم قليلون كان يحدوه الأمل في غد أفضل حتي انتكس وندم علي مشاركته.
فمن يقرأ صحف مصر القومية والخاصة، صباح يوم الثلاثاء ٢٤/١١/٢٠١٥م. اليوم التالي لانتهاء التصويت، يفهم ماذا حدث في هذه الانتخابات. حيث أشارت هذه الصحف إلي وقائع محددة في كل محافظة وبالاسم والمنطقة أسعار الصوت الانتخابي حسب المرشحين ومستوي المنطقة ودرجة الهوان والفقر فقد تراوح بما ين «٢٠٠-٧٠٠» جنيه !! يالها من فضيحة كبري!! بعد ثورتين يحدث ما يحدث الآن في مصر.. رشاوي سياسية وانتخابية وشراء ذمم الناس بالمال المشبوه واللعب في الادمغة وتزييف الوعي بالاعلام المشبوه، وكل ذلك تحت سمع وبصر الاجهزة واللجنة العليا والحكومة بكل أسف!! لقد تم ضبط واقعة جهارا نهارا، في شبرا الخيمة ثان، حيث تم القاء القبض عليهم وموثقة بالصوت والصورة ومنشورة فيديو علي المواقع، لرجال أحد مرشحي الحزب الوطني الفاسد، وهم يدفعون المئات من الجنيهات عدا ونقدا لمواطنين وبصورة علنية فاجرة!! كما أن الصحف الحكومية نقلت ذلك ونشرته ، فهل هي كاذبة؟!
وازاء ذلك فماذا نحن فاعلون في قراءة هذا المشهد؟! الامر جد خطير كما أن الاعلام الخاص والحكومي ايضا لعب دورا مشبوها في استضافة العديد من الشخصيات المرشحة، كم أن بعضا من المرشحين يقدمون برامجا بشكل مباشر يقومون بالدعاية لاشخاصهم ولقوائمهم ومراشحيهم!! دون لفت نظرا واهتمام من اللجنة العليا الشكلية. يا لها من كارثة حقيقية هل هذا هو برلمان ما بعد ثورتين؟!
أن تكوين برلمان بهذه القوانين المزيفة له مسبقا ، وتناولنا ذلك عبر «١٨» مقالا سابقا، وحذرنا من ذلك ، وبأسلوب المرحلتين واليومين والاعادة ليومين لابد وأن يتكون هكذا طبقا لما توقعناه بالضبط . وارجو من احبائي ان يكونا قد ادركوا .. لماذا لم أترشح عن دائرة شبرا الخيمة ثان، بينما ناضلت في الشارع لكشف رموز دولة مبارك الفاسدين، وشاركت ، وأنا أعلم مسبقا أنه لا فائدة!! الثورة مستمرة حتي إشعار آخر.
ومازال الحوار متصلا.