الجمهورية
بسيونى الحلوانى
الأخلاق الضائعة .. في الإعلام المصري!!
لا يشهد بلد في العالم حالة الإسفاف في الساحة الإعلامية كما يحدث عندنا في مصر حيث يتنابز الاعلاميون بالألقاب ويتاجرون بالوطنية ويأخذ بعضهم "منشطات الجرأة والشجاعة" في أوقات الكوارث والأزمات ويحاول كل واحد منهم وخاصة مقدمي "التوك شو" أن يكسب أبناطا عند الجماهير بالهجوم علي مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية.
ما شاهدناه خلال الأيام الماضية من معركة حامية الوطيس بين الاعلاميين عمرو أديب وخالد صلاح ومحاولة كل واحد منهما استقطاب مناصرين له يؤكد حالة الانحطاط التي وصل إليها الاعلام الفضائي المصري الذي أصبح مسرحا مفتوحا لكل من يريد أن يحقق مكاسب شخصية علي حساب مصلحة الوطن.
الغريب والشاذ أن يحدث هذا الاسفاف في وقت يتعرض فيه الوطن لمخاطر كثيرة تفرض علي كل الاعلاميين وموجهي الرأي العام أن يكونوا علي قلب رجل واحد.. وقد شاهدنا كيف كان الاعلام الفرنسي عقب وقوع أحداث باريس حاشدا لكل القوي الوطنية في فرنسا لمواجهة خطر الارهاب وكيف كان داعما لجهود الدولة رغم حالة الانفلات الأمني التي سمحت لأربع مجموعات من الارهابيين أن ينفذوا عملياتهم في وقت واحد وأن يقتلوا 129 ويصيبوا المئات في عدة مواقع دون أن يتم ضبط عنصر إرهابي واحد منهم حتي الآن.
***
بالتأكيد.. لا نبحث عن مبررات لحالة تراخي أو ثغرات في خطط الأجهزة الأمنية خاصة في ظل حالة الطواريء التي تعيشها البلاد فالأجهزة الأمنية تحاسب المقصرين وتراجع خططها وأساليبها الأمنية باستمرار وليس من الضروري أن تعلن ذلك للإعلام.. لكن من واجب الإعلام في مثل هذه الظروف الطارئة ألا يكون قاسيا أو مشككا في قدرات أجهزة الأمن ومحبطا لعناصرها.. بل عليه أن يكون داعما وحاشدا للدعم الشعبي لها.
مصيبة بعض الاعلاميين من الذين يتقاضون الملايين سنويا أنهم يحاولون دغدغة مشاعر الجماهير ببطولات زائفة وهم للأسف علي كل لون وبعضهم يأكل علي كل الموائد ولو راجعت عددا من حلقاته لوجدته يقول الشيء وعكسه. فهو اليوم يسبح بحمد بعض المسئولين في الدولة وغدا يهاجمهم ولو حاولت التعرف علي سبب النقد اللاذع أو المديح الفج ما وصلت إلي نتيجة فالأمر يخضع لهوي الإعلامي ومزاجه الشخصي أو مصالحه مع "الممدوح" أو "المذموم" والتي لا يدري عنها المشاهد المسكين شيئا.
***
للأسف الشديد.. لا يوجد عندنا في مصر ميثاق شرف إعلامي يحدد المباح والمحظور في التناول الإعلامي وشعارات الحرية الاعلامية الي نتشدق بها يتخذها البعض ذريعة لترديد إشاعات كاذبة أو تقارير مضروبة أو معلومات كاذبة تلحق ضررا بالغا بأمن الوطن واستقراره.. وقد ابتلينا بنخبة شاذة وغريبة من مقدمي برامج "التوك شو" تري أن من واجبها يوميا جمع شواذ الفكرة والثقافة ومحاورتهم ليرددوا شائعات كاذبة وآراء شاذة ليخلقوا حالة من الجدل تحقق لهم ما يطمحون إليه من شهرة رخيصة.
أحد هؤلاء الاعلاميين الكبار ليس له شاغل في برنامجه اليومي إلا التشكيك في مواقف قيادات الدولة وكبار المسئولين فيها والتطاول علي الأجهزة الأمنية ولا يستضيف في البرنامج الذي يقدمه 4 أيام أسبوعيا علي إحدي الفضائيات سوي الشخصيات الشاذة التي تضع السم في العسل للمشاهدين.
هذا الإعلامي يتقاضي سنويا أكثر من عشرين مليون جنيه من القناة ورغم كراهية الجماهير له إلا أن الفضائية التي تستعين به تزعم أنه يغطي نفقات البرنامج من الاعلانات ويحقق أرباحاً للقناة وهنا يتضح أن الهدف تجاري بحت ولا علاقة له برسالة الاعلام الوطنية ودعم الوطن في الظروف الصعبة التي يمر بها.
***
نماذج وصور الفوضي في الإعلام المصري كثيرة ومتنوعة وهي تفرض علي الدولة سرعة الإنتهاء من التنظيمات الجديدة للإعلام والتشريعات الضابطة للنشاط الإعلامي وهنا ينبغي أن يصمت أصحاب الشعارات الجوفاء الذين يدافعون عن الفوضي والاسفاف والتجارة الرخيصة في الإعلام باسم الحرية.
ليس من الحرية ترك الساحة لمرضي نفسيين ليشكووا المصريين في كل شيء وينشروا اليأس والاحباط في نفوسهم كل ليلة بكلمات سخيفة وتحليلات تكشف عن عقول مريضة ونفوس مشحونة بالغضب والقرف.
حرية هؤلاء الفوضويين لا نريدها وليس لها قيمة في نفوس المصريين الوطنيين الذين يبحثون عن أمن الوطن واستقراره ولديهم الاستعداد كل يوم لتقديم تضحيات كثيرة لكي تبقي مصر التي يحيط بها الارهاب من كل جانب قوية ومتماسكة ولديها القدرة علي ردع كل الإرهابيين.
الحرية الإعلامية التي يراها هؤلاء مخربة ورخيصة وضارة جدا بالوطن فالحرية الحقيقية ليست إنفلاتا ولا إسفافا ولا تعطي لأحد حق ترديد أكاذيب ونشر شائعات وإتهام شرفاء وإحباط أجهزة أمنية تقدم كل يوم تضحيات كبيرة ولا تزال تعمل بعزيمة وإصرار لمواجهة جماعات الإرهاب التي تستهدف الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف