الجمهورية
صلاح الحفناوى
"تجريدة" الزند.. ودائرة الانتقام
بحسابات الوقائع والاحداث.. هم من كانوا في طليعة المواجهة مع إرهاب الإخوان خلال حكم مرسي.. بعضهم تعرض لمحاولات اغتيال ومنهم من فصل من عمله وحوصر بالبلاغات الكاذبة.. هؤلاء الذين لم يمنوا علي الوطن بما قدموا.. تحولوا فجأة إلي وقود لحملات ميليشيات الإرهاب الإلكترونية.. تساندها جموع المتحذلقين وجحافل خونة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وغيرهم ممن منحوا ضمائرهم إجازة وباعوا أنفسهم للشيطان.
المستشار أحمد الزند: اليس هو من اطلقنا عليه أسد القضاة.. أليس هو من تصدي لمحاولة أخونة القضاة وتمكين مستشاري رابعة من مفاصلة؟.. هذا الرجل أصبح هدفا لحملات تشكيك وإهانات وتضليل انتقامية بسبب دوره في اقصاء إخوان الإرهاب.
هي معركة متكاملة الإركان.. حرب شائعات.. اختلاق تصريحات.. إثارة الرأي العام.. تطاول ينزل بمستوي الحوار إلي حد البذاءة.. المستشار الزند حالة تنطبق عليها كل هذه المراحل.. نسبوا إليه عشرات التصريحات المستفزة من نوع صرف عشرة آلاف جنيه بدل أمطار لقضاة الإسكندرية.. فيما كتائب استطلاعهم تترقب الصيد الثمين الذي يضع المسمار الأخير في نعش الضحية ويجهز عليها.. وكان الصيد مشاهد فيديو قالوا ان المستشار أكد فيها ان المصري يستطيع ان يعيش بجنيهين في اليوم..
اعترف ان قضية المستشار الزند اصابتني بصدمة.. رأيت لأول مرة اشخاصا كنت اظنهم محترمين يتحولون إلي بغباوات تردد ما تطلقه كتائب الإخوان بغير وعي.. رأيتهم يطالبون باقالته دون ان يكلفوا أنفسهم مشقة تحري الحقيقة احقاقاً للحق.. ولا مانع من التهجم علي الرئيس السيسي باعتباره هو المسئول عن اختيار الزند الذي يريد ان يحول شعب مصر إلي شحاذين يتسولون الفتات بجنيهين يومياً.
أخطر ما في الأمر ان كل من انساقوا وراء الكذبة الكبيرة اكتفوا بدور المردد.. اقتصر دورهم علي عمل شير لمداخلات التهجم والسفالة علي مواقع التواصل الاجتماعي.
علي طريقة لا تقربوا الصلاة.. انطلقت الحملة.. اخذوا جملة واحدة من حديث طويل كان المستشار يتحدث فيه عن عظمة شعب مصر.. حديث قال في لو اعطيت المصري الفي جنيه يستطيع ان ينفقها في يوم.. ولكن في وقت الأزمات والمحن يستطيع ان يعيش بجنيهين أو ثلاث في اليوم.. فهل نطق كفراً كما وصفه عبدة الشيطان؟!
أليس هذا هو الشعب المصري؟.. ما العيب فيما قاله المستشار؟.. ألم يتحمل المصري البسيط محنة الشهرين التي واكبت حرق مصر خلال أحداث يناير 2011 وما تلاها.. ألم تسرق البنوك ومكاتب البريد.. وتخرب ماكينات الصرف وتحرق المحال التجارية وتتوقف المخابز ويقضي كثيرون قرابة الستين يوماً بدون قرش واحد بسبب انهيار كل المصارف.. أليس الشعب المصري هو من صبر علي محنة تهجير سكان مدن القناة إلي مناطق بديلة خلال حرب الاستنزاف.
نعم: المصري هو من وصفه الزند وتحدث عنه.. جبار وقت المحنة عظيم وقت الأزمة يتحمل الجوع والظمأ ولا ينحني ولا ينهزم.
من سخرية القدر ان يتحول هذا الكلام إلي منظومة تضليل ممنهجة يشارك فيها المئات من "كدابين الزفة".. ومن المؤسف ان الدولة لا تزال غير مدركة لخطورة المليشيات الإلكترونية التي تشكل مع اعلام رجال الأعمال منظومة تخريب أخطر بكثير من العمليات الإرهابية المباشرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف