أتحدي لو شاهدت أو استمعت إلي نشرة أخبار من أي قناة تليفزيونية أو أي إذاعة عربية أو عالمية دون أن يكون بها خبر أو أكثر عن قتلي وجرحي ودماء وانفجارات وتفجيرات لدرجة اننا أصبحنا ننام ونصحو علي صور لجثث متناثرة أو انفجارات ودماء. مباني ومنشآت ودماء علي الأسفلت والرمال والتراب.
الدنيا جري فيها إيه؟ الناس جري لها إيه؟ نحن نعيش أسوأ عصر في الخمسين عاما الأخيرة.
أصبحنا نكره مشاهدة نشرات الأخبار أو نستمع إليها.. أنا شخصياً أصبحت لا أقرأ صفحات الحوادث بالصحف لأنها حوادث مفجعة ومؤلمة تقشعر لها الأبدان وكان الله في عون الزملاء بصحف وصفحات الحوادث فهم يذهبون مع رجال الشرطة والنيابة عند معاينة الجثث سواء في أماكنها أو في المشرحة وهو شيء مؤلم ومزعج.
لم تتحمل أعصابي أن أشاهد بشاعة منظر ذبح المصريين في درنة علي أيدي مجرمي داعش في ليبيا ولا أظن انني شاهدت يوماً منظر ذبح عجل أو خروف في عيد الأضحي ولا حتي ذبح ديك أو بطة. فما بالك بذبح بني آدم حتي يتكلم ويصرخ ويتألم.. ما هذا الجرم وما هذه السفالة والوقاحة؟!
أريد أن أشاهد نشرة أخبار واحدة علي أي شاشة تليفزيون بدون دماء وقتلي وأطفال يبكون ويصرخون.. يا ناس حرام.. اتقوا الله.
كان يوما اسود يوم ابتلينا بجماعات الإخوان المسلمين وداعش والحوثيين والبشمرجة وكفار بيت المقدس والجماعات الكافرة التكفيرية.. من أين جاءوا ومن الذي يدربهم علي أعمال القتل ومن الذي يمدهم بالأموال.
لقد شاهدنا طابورا من سيارات الدفع الرباعي الجيب يزيد علي مائة سيارة جديدة فاخرة ترفع علم داعش وتجوب شوارع ليبيا وكأنه موكب لرئيس جمهورية.. من أين لهم بهذه السيارات الفاخرة الفارهة.. ومن أين لهم بأموالها.. من أين لهم بالأسلحة التي يحملونها وهي بالطبع أمريكية وأوروبية الصنع وهل هناك علاقة بينهم وبين القاعدة الأمريكية في قطر؟ لابد ان هذه القاعدة هي التي تمدهم بالأسلحة والحكومة إياها تمدهم بالأموال الكثيرة.
تذكرت المرحوم الرئيس أنور السادات الذي رفض رفضا باتا إقامة قاعدة أمريكية في منطقة رأس بيناس علي أرض مصرية وكان المقابل مغرياً.. دفع أموال طائلة لمصر ومدها بأحدث الأسلحة والمعدات الحربية والطائرات بلا مقابل.. فقط مقابل السماح لأمريكا بإقامة قاعدة حربية في مصر.
هذا هو الرئيس الوطني المخلص المحب لبلده وأمته العربية لأن هذه القاعدة لو أقيمت بالفعل لكانت ستنطلق منها الهجمات الوحشية والبربرية من الأراضي المصرية إلي الدول العربية والدول المجاورة لكنه السادات البطل والإنسان العظيم!