كانت ادارات المخابرات العامة في الدول الكبري تتباهي بصيغة التهديد أو نغمة الاستعلاء.. بدرجة ان تعلن ادارة مخابرات ما بأنها تعلم عدد زراير قميص رئيس جمهورية كذا بل ولون ملابسه الداخلية!! حدث هذا علنية في يوم ما وتعلن أخري بأنها تعلم كل ما في مناجم وبطن أرض الدولة الفلانية.. كانت هذه الحرب الباردة في أوجها وقمتها في السنوات الأخيرة من الخمسينيات وطوال الستينيات وهي ليست من فراغ بل وحتي الآن ادارات المخابرات في الدول الكبري وأحيانا الصغري هي مركز المعلومات السرية الدقيقة لذا فهي أساس أي قرار هام تتخذه الدولة.
تذكرت هذا عقب اعتداءات "داعش" الأخيرة المتكررة في انحاء متفرقة من القارت وسألت:
- أليست هذه الإدارات المخابراتية خاصة الآن بعد التطورات التكنولوجية الخطيرة.. أليست هذه الادارات علي علم بكل شيء عن هذا العدو المفاجيء الجديد.. رئيسه وتمركزه وتمويله وعدد افراده بل وايضا تعلم تحركاته قبل ان يتحرك بل وخططه القريبة والبعيدة؟
- هذا غير معقول!!
- داعش الآن هو العدو المشترك لعدد كبير من الدول الهامة الكبيرة التي تملك ادارات مخابرات علي أعلي مستوي وهذه الادارات من عادتها ان تجند بعض اعدائها ليكونوا الطابور الخامس لها أو تدس بعض رجالها داخل صفوف العدو.. هذا ألف باء المخابرات ثم داعش بالذات لها أماكن معروفة سواء في افغانستان أو حدود بعض الدول الآسيوية لا يمكن ان يكون هذا بعيدا عن الدول الكبري.
***
في حوار مع بعض المثقفين الصحفيين خلال هذه الايام بمناسبة الانتخابات.. اثرت هذا الموضوع فقيل لي رأي غريب:
- لا تظن لحظة ان هذه الدول الكبري جدا من مصلحتها القضاء علي داعش وغير داعش من أمثالها.. بل لو هبط اداء داعش ستقوم هذه الدول بدعمه بالمال والسلاح وايضا بالوعود الكاذبة وبعض هذه الدول ستكون أول من يدين ويشجب ويستنكر وتقوم بواجب التعزية!!
- قلت: يا جماعة لا تلغوا عقلي!! هناك دول لا شك انها ضد داعش علي طول الخط والدول التي تشيرون إليها دول بعيدة عن الخطر ولكنها في نفس الوقت صاحبة مصلحة كبري في استمرار هذا الخطر.. تعالوا نستبعد هذه الدول أو الدول ذات الوجهين.. وتتكاتف باقي الدول وعددها ليس قليلاً.
- قالوا: لقد قلتها انت.. الدول ذات الوجهين ولها ثقلها ستلعب علي الجهتين.. وكل خططك واسرارك ستكون مكشوفة.. ونصل إلي وضع أسوأ مما نحن فيه الآن.
- طيب والحل يا جماعة؟
- الحل عند الله عز وجل.. وبوادره ظهرت.. غباء اسقاط طائرة روسية بأيدي تركيا قد يسفر عن حل جزئي للأزمة وينقسم العالم إلي محور وحلفاء مثل الحرب العالمية الثانية ولكن بدون حرب وإلا ستكون نهاية العالم.. يارب استر.